قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الحكومة الأوكرانية بحاجة إلى مواصلة الحرب، وإلا فإنها ستتحمل المسؤولية عن المشاكل الاقتصادية في البلاد.
وقال بوتين خلال المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن، في تصريح نقلته وكالة (تاس) الروسية، اليوم الثلاثاء: "لا أحد يريد السلام في أوكرانيا، لأنه إذا توقفت الحرب، فسيكون من الضروري الرد على الشعب فيما يخص المكونات الاقتصادية والاجتماعية".
وأضاف: "أشك في أنه بعد انتهاء الأعمال العدائية ستكون هناك قفزة إلى الأمام في عملية استعادة الاقتصاد الأوكراني. من سيوفر الغذاء هناك؟".
وتابع الرئيس الروسي قائلا: إنه عندما تكون الرؤية لمستقبل البلاد- كما تقول السلطات الأوكرانية- "أن يكونوا أعضاء في بعض المنظمات، مثل حلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي"، فإن ذلك يظهر أن القادة "يهدفون إلى رؤية للمستقبل ... تتعلق باعتمادهم الكامل على شخص ما في مجال الدفاع، والاقتصاد".
وقال بوتين: "مستقبلنا يعتمد علينا"، مشيراً إلى أن رؤية روسيا لمستقبلها تختلف عن رؤية أوكرانيا.
ومن جهة أخرى، نفى الرئيس الروسي، صحة التقارير التي أفادت بأن العلاقات الثنائية بين موسكو ويريفان تشهد أزمة وتراجع خلال الفترة الماضية، مؤكدا أنه لا يوجد أي نوع من التراجع في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وشدد بوتين إن "موسكو على اتصال دائم مع يريفان، وليس لديها أي مشاكل تذكر معها على الإطلاق"، مشيرا إلى أن علاقته جيدة مع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان.
وحول الوضع الراهن في منطقة الصراع قره باغ.. قال بوتين إن الوضع تغير بشكل كبير بعد اعتراف القيادة الأرمنية رسميا بسيادة باكو على قره باغ، ولكنه اعترف في الوقت نفسه بأن هناك قضايا أخرى في المنطقة لا تزال دون حل، بما في ذلك القضايا ذات الطبيعة الإنسانية، ومشكلة أمن أرمينيا في قرة باغ، فضلا عن ولاية قوات حفظ السلام الروسية.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن القيادة الأذربيجانية أكدت لموسكو أنها "ليست مهتمة بأي نوع من التطهير العرقي، وعلاوة على ذلك، وعلى العكس، مهتمة بأن تتم العملية بهدوء تام".
وكانت العمليات العدائية الناجمة عن النزاع طويل الأمد بين أرمينيا وأذربيجان قد استؤنفت في قره باغ، نهاية سبتمبر 2020، فيما قام الطرفان عقب ذلك بعدة محاولات لإبرام هدنة، نجحت آخرها في 10 نوفمبر 2020، بوساطة روسية، حيث اتفق البلدان على وقف إطلاق النار بشكل كامل، والبقاء في مواقعهما.
وبدأت يريفان وباكو في العام الماضي بوساطة من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، مناقشة معاهدة سلام نهاية مايو 2023، حيث أعلن رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان اعتراف بلاده بسيادة أذربيجان إلى جانب أرمينيا على قره باغ، على مساحة إجمالية قدرها 86.6 ألف كيلومتر مربع، فيما قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إن أذربيجان وأرمينيا قد توقعان معاهدة سلام في المستقبل القريب.