#فكر_الأول | طريق الكباش.. من الردم والإهمال إلى مكاسب اقتصادية وسياحية

#فكر_الأول | طريق الكباش.. من الردم والإهمال إلى مكاسب اقتصادية وسياحيةطريق الكباش

مصر17-9-2023 | 17:19

أولت الدولة المصرية، بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال العشر سنوات الماضية اهتماما كبيرا بالحضارة المصرية القديمة، للحفاظ على تاريخنا، حيث انطلقت العديد من المشروعات الأثرية ما بين ترميمات واكتشافات وحفائر وافتتاحات لمواقع ومتاحف أثرية، ظلت سنوات عدة مغلقة ومهملة.

ولكن منذ 2014 عملت الدولة تنفيذا لتكليفات الرئيس السيسي، على توفير الإمكانيات اللازمة، وأزالت جميع المعوقات للمحافظة على التراث، ومن بين تلك المشاريع هو افتتاح طريق الكباش الفرعوني، الذى عاد إلى النور بعدما شهد إهمالا جسيما ودفنه تحت الرمال على مر العصور، مما جعل الأثر العظيم يفقد رونقه.

وكان لإحياء طريق الكباش الفرعونى محط اهتمام الدولة عقب تولى الرئيس السيسى حكم مصر، نظرا لأنه أحد أهم المشروعات القومية فى المجال الأثرى والسياحى، فى قلب مدينة الأقصر، والذى يضمن للأفواج السياحية رحلة سياحية بين التراث والحضارة الفرعونية القديمة.

طريق الكباش يربط معابد الكرنك شمالا بمعبد الأقصر جنوبا، ليصل إجمالي أطوال الطريق إلى2700 متر، بعدد ما يقرب من1200 تمثال، و يبلغ عدد الكباش على الطريقين 1059 .

وافتتح طريق الكباش الأثري، فى 25 نوفمبر 2021، فى حفل مهيب شهده العالم أجمع عبر احتفالية ترويجية وحضارية لمدينة الأقصر، وجاء حفل الافتتاح بعد أشهر من احتفال نقل المومياوات الملكية الذي أبهر العالم في شهر أبريل من هذا العام.

ينعش الاقتصاد
وافتتاح طريق الكباش يبرز الوجه الحضاري لمصر بالشكل الأمثل، فضلا عن تصدير الصورة الرائعة للآثار المصرية التي هي أم الحضارات في العالم أجمع، كما له مردودا اقتصاديا لأن مصر ستستفيد بكل تأكيد من التسويق السياحي، ما يعكس زيادة عدد السائحين المقبلين إلى مصر سواء عربيا أو إقليما أو دوليا.

و طريق الكباش له عوائد واسعة على القطاع السياحي في مصر، لا سيما السياحة الثقافية، حيث يجمع الحقب الزمنية المختلفة في مكان واحد، بخلاف ما يضمه من آثار فرعونية ممثلة في الكباش على امتداد جانبي الطريق، ومن ثم يمثل أكبر متحف مفتوح في العالم، ومن الصعب أن نجد في مكان آخر هذه الكمية من الآثار والحضارات في مكان واحد وعلى هذه المساحة الكبيرة".

كما يخلق سياحة جديدة كليا، يعيش الزائر أجواء خاصة كأنه في العصر الفرعوني. يستطيع أن يمشي في الطريق ويقطع تلك المسافة بين المتحفين بما يشكل إنعاشا للسياحة بشكل رائع ومختلفة عما سبق، وإنعاش للأقصر بشكل خاص".


وينقسم تماثيل طريق الكباش إلى 3 أشكال كالتالي:

الأول جسم أسد ورأس كبش على مساحة 1000 قدم بين طريقي معبد الكرنك ومنطقة موت، وتم بناؤه في عهد المملكة الحديثة في عهد توت عنخ آمون.

التمثال الثاني كبش كامل، تم بناؤه في عهد الأسرة الـ 8ن للملك أمنحتب الثالث، إلا أنه تم نقله لمعبد الكرنك.

الثالث يضم تمثال أبي الهول، الذي يتكون من جسم أسد ورأس إنسان، ويمتد حتى معبد الأقصر.

تاريخ طريق الكباش
يعتبر طريق الكباش طريق المواكب الإلهية، ويعود تاريخه للأسرة 18 من عصر الدولة المصرية القديمة في عهد الملكة حتشبسوت للاحتفال بعيد الإبت، بدأ بناؤه في عصر الدولة الحديثة في عهد حاكم الأسرة 30 نختبو الأول في فترة 380 إلى 362 قبل الميلاد، إلا أن تم دفنه تحت الرمال على مر العصور.

إشادة الصحف العالمية بالحدث
احتفت وسائل الإعلام الدولية بالاحتفال المهيب لإفتتاح طريق الكباش بمدينة الأقصر، والذى حظى باهتمام عالمى كبير يليق بعظمة وعراقة الحضارة المصرية الممتدة على مدى آلاف السنين، واهتمت الصحف الروسية بالحدث، حيث وصفت الاحتفالية بالأسطورية المهيبة، مؤكدة أنها تليق بأقدم ممر تاريخى العالم.

وسلطت صحيفة "بلومبرج" الضوء على الحفل قائلة: أعاد الاحتفال جزئيًا للأذهان إحياء احتفالات العصور القديمة، والمدينة المفقودة التى يعود تاريخها إلى 3000 عام قد تصبح نعمة جديدة للسياحة فى مصر.

وأضافت أن الترميم يعد أحد المشاريع العديدة التى نفذتها الحكومة فى محاولة لاستعادة جحافل السياح الذين اعتادوا التدفق على كنوز البلاد القديمة قبل اضطرابات ما بعد الربيع العربى، ثم تسبب فيروس كورونا فى زيادة خسائرهم.

ووصفت شبكة "سى إن إن" الأمريكية بأن حفل افتتاح طريق الكباش أكبر متحف مفتوح فى العالم، وأن مصر تهدف من خلال فعالية "الأقصر.. طريق الكباش" إلى الترويج السياحى لمدينة الأقصر، وإبراز مقوماتها السياحيّة والأثريّة المتنوّعة.

كما وصفت وكالة «أسوشيتد برس» طريق الكباش بأنه أحدث مشروع حكومى يتم تنفيذه من أجل تسليط الضوء على الكنوز الأثرية التى تتميز بها مصر .

وترى هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» أن مصر تستهدف إنعاش قطاع السياحة الذى ما كاد يشهد تعافيا بعد سنوات من الركود حتى تراجعت أرباحه فى ظل وباء كورونا.

وموقع «69 News» المعنى بالأخبار الثقافية والسياحية أشاد بالاحتفال الذى صاحب الافتتاح، مشيراً الى الأهمية التاريخية للممشى القديم المعروف باسم شارع أبو الهول، والذى أُطلق عليه أيضًا طريق الكباش ومسار الآلهة، وقال إن الممشى يربط بين معبدى الكرنك والأقصر الشهيرين فيما كانت تعرف بمدينة طيبة، ويعتقد أنه كان الطريق الذى سلكه الحجاج لزيارة المعابد وتكريم آلهتهم.

للمزيد تابع #فكر_الأول

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2