#فكر_الأول| متحف كفر الشيخ القومي.. « مقتنيات الفراعين » التى حماها الرئيس

#فكر_الأول| متحف كفر الشيخ القومي.. « مقتنيات الفراعين » التى حماها الرئيسمقتنيات متحف كفر الشيخ

مصر18-9-2023 | 19:45

يولي الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه مقاليد الحكم في يونيو 2014، أهمية كبرى لملف الهوية المصرية، حيث وضع الحضارة المصرية في مقدمة اهتماماته، وحرصه الدائم على استئناف العمل ب المشروعات الأثرية المتوقفة منذ عقود، وترميم وإنشاء متاحف جديدة.

محافظة كفر الشيخ:

فقد استطاع الرئيس السيسي لفت أنظار العالم نحو محافظة كفر الشيخ ، كانت طوال سنوات عجاف تعج بالإهمال في كل مناحي الحياة، ولا تضم مشروعات عملاقة لتشغيل الأيدي العاملة.

ولكن بعد ثورة 30 يونيو تبدلت الأحوال، وتحققت الانجازات، فبعد مزرعة غليون السمكية أكبر مزرعة فى الشرق الأوسط، ومحطة كهرباء البرلس العملاقة، التى تنتج ضعف إنتاج السد العالي، وبدء إنشاء مصنعين لاستخلاص 41 عنصرا مشعا من الرمال السوداء، وغيرها من مشروعات قومية، جاء الدور على "متحف كفر الشيخ" لافتتاحه.

مكانة كفر الشيخ التاريخية

لعبت محافظة كفر الشيخ دورا حضاريا مهما عبر العصور، ويظهر ذلك من خلال القطع الأثرية المميزة بدءًا من الأدوات الحجرية كالأوانى والأختام التى ترجع إلى ما قبل عصر الأسرات والعصر العتيق، والتى تعكس الحياة اليومية والحرف والصناعات، حيث كانت مركزًا لصناعة الفخار والكتّان حتى العصر الرومانى، ثم تنتقل إلى تاريخ الطب والصيدلة والهندسة عبر العصور، وأخيرا تعرض أهم المقتنيات وبعض المكتشفات الأثرية من نطاق المحافظة خلال العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية، حتى العصر الإسلامى.

متحف كفر الشيخ القومي


بعد طوال انتظار لمدة 20 عاماً كاملة، تحول الحلم لحقيقه، وتم تحديد الموقع ليكون متحفا للمحافظة، تجمع به كل الآثار الإسلامية والفرعونية والقبطية واليونانية التي تتميز بها المحافظة.


فكرة إنشاء المتحف
ترجع فكرة إنشاء متحف كفر الشيخ إلى عام 1992، بعدما خصصت محافظة كفر الشيخ قطعة أرض بمساحة 6800 متر مربع داخل حديقة صنعاء لإنشاء متحف قومى يوثِّق التراث الثقافى ويهدف إلى نشر الوعى الأثرى والحضارى بتراث محافظة كفر الشيخ والمحافظات القريبة منها.

وبدأت الأعمال الإنشائية للمتحف فى عام 2002، ولكنها توقفت فى عام 2011، ثم استكملت بعد ثورة 30 يونيو، حيث وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بسرعة الانتهاء منه، ليبلغ إجمالى تكلفة المشروع 62 مليون جنيهًا مصريّا.

ولولا رؤية وإرادة الرئيس الرشيدة، لكانت التكلفة الآن لمثل هذا المشروع بلغت الأضعاف، في ظل الأزمات الإقتصادية التي تعصف بالعالم.

الهدف من إقامة المتحف
الهدف من إقامة متحف كفر الشيخ ببنائه الحديث هو، الحفاظ على الهوية المصرية، وتوثيق التراث الثقافى للمحافظة، ونشر الوعى الأثرى والحضارى بتراث محافظة كفر الشيخ والمحافظات القريبة منها.

ويتكون المتحف من ثلاث قاعات عرض رئيسية، تعرض قطع أثرية من نتاج حفائر منطقة تل الفراعين الأثرية وبعض المناطق الأثرية الأخرى من محافظة كفر الشيخ.

وتبلغ عدد القطع الاثرية الموجودة بالمتحف 1200 قطعة أثرية، المعروض منها 735 قطعة أثرية، ومن أهمها تمثال من العصر اليونانى الرومانى يصور طفلا فى بحيرة، وتمثال للملك رمسيس الثانى مع المعبودة "سخمت"، بالإضافة إلى لوحة تقدمية للملك "تحتمس الثالث"، و2 كتلة حجرية "عنصر معمارى"، ورأس لأحد ملوك الأسرة 30، وتمثال آخر لأحد الكهنة يرجع لعصر الأسرة 26، من منطقة تل الفراعين، كما يضم المتحف عملات فضية وذهبية لعصور متعددة، إضافة للمعدات التى تستخدم فى البناء، والمعدات والآلات الطبية التى تستخدم فى العمليات الجراحية.


أقسام المتحف

يضم المتحف أقساماً للعرض المتحفى، بالإضافة إلى ثلاث قاعات عرض متنوعة موضوعياً وتاريخياً منها "قاعة بوتو"، وتضم نتائج أعمال الاكتشافات الأثرية من العصور المختلفة ومنطقة آثار تل الفراعين، وهى مدينة بوتو القديمة أقدم العواصم الفرعونية سنة 320 ق.م.

والقاعة الثانية الكبرى وهى "قاعة العرض الرئيسية" وتضم عدة قاعات مقسمة تقسيماً موضوعيا وتاريخياً حسب العصور التاريخية المختلفة بما فيها عصر الأسر الفرعونية والعصرين اليونانى والرومانى، بالإضافة إلى عصور الحكم البيزنطى والإسلامى، فضلاً عن العصر القبطى، حيث يتم ربط المعروضات بمسار العائلة المقدسة بكنيسة سخا.

والقاعة الثالثة وهى "قاعة العرض الدورى"، ويتم فيها عروض دورية متنوعة محددة فيها ديناميكية العرض المتحفى المتغير، وهذا بالإضافة إلى قاعة التهيئة المرئية والندوات العلمية" لتقديم بانوراما مرئية سينمائية متكاملة عن تاريخ كفر الشيخ والعرض المتحفى والقطع المعروضة بقاعات المتحف.

كما يضم المتحف 7 قطع أثرية منها تمثال مزدوج للملك رمسيس الثانى مع إحدى زوجاته وتمثال لسخمت إحدى المعبودات المصرية القديمة فى الديانة المصرية، وتمثال واقف للملك رمسيس الثانى وكتلتين حجرتين منقوش عليهما نص بالخط الهيروغليفية فى عصر بسمتك الثانى، ونقوش ملكية كبيرة لأحد الملوك غير المعروفين، ولوحه للهبات مؤرخه لعصر الملك تحتمس الثالث.

والمتحف يفتح أبوابه طوال أيام الأسبوع من الساعة 9 صباحاً وحتى الساعة 4 مساءً، ليتمكن الزائرين من الاستمتاع بمشاهدة القطع الأثرية المميزة الموجودة به، كما تم وضع مسار للزيارة خاص بذوى الهمم.

ويدور سيناريو العرض المتحفى لمتحف كفر الشيخ حول عرض موضوع رئيسي وهو أسطورة إيزيس وأوزوريس والصراع بين حورس وست، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على مجموعة من الموضوعات مثل، تاريخ مدينة بوتو القديمة أحد العواصم المصرية القديمة.

وتميز متحف كفر الشيخ باحيائه كافة المناسبات العالمية والدولية والمحلية، سواء الخاصة بالجانب الفني أو القطاع الصحي، والمناسبات الدينية والقومية وغيرها، وتحول المتحف الآن لممارسة الأنشطة المتعددة وإقامة ورش عمل للأطفال لتعليم اللغة الهيروغليفية ورسم التحف الاثرية، وورش لذوي الهمم، وكبار السن.

ويكشف المتحف عن روعة تراثنا الإسلامى لقربه من مدينة فوه المعروفة بتاريخها الطويل وطابعها المتميز، ويعرض أيضا آثار مسيحية رائعة، حيث تحمل الكنيسة بسخا بالمحافظة الذكرى العطرة لزيارة العائلة المقدسة.

كما يبرز سيناريو العرض المتحفى بعض الموضوعات، تاريخ العلوم خلال العصور التاريخية المختلفة مثل، الطب والبيطرة والصيدلة لربط المتحف بجامعة كفر الشيخ، إلى جانب تسليط الضوء على مسار رحلة العائلة المقدسة، إذ تعد مدينة سخا بمحافظة كفر الشيخ أحد المسارات التى عبرت منها العائلة المقدسة إلى الجهة الغربية، كما يبرز العرض المتحفى بعض الموضوعات ذات الصلة بمدينة فوه ذات التراث الإسلامى الثرى، حيث يضم كافة التراث الثقافى ل كفر الشيخ باعتبارها ثالث مدينة تراثية بعد القاهرة ورشيد.

ويلقي المتحف الضوء على المعتقدات الجنائزية للمصريين القدماء ورؤيتهم لمفهوم البعث والحساب وسعيهم للخلود الأبدى فى العالم الآخر، حيث يضم مومياءً وتابوتا خشبيا ملونا ومجموعة من الأقنعة الجنائزية توضح تطور الممارسات الجنائزية المصرية حتى العصر الرومانى.


متحف كفر الشيخ قبلة الطلاب وأهالى المحافظة والمحافظات المجاورة


منذ افتتاح المتحف تردد عليه أكثر من 300 ألف زائر ما بين طلاب مدارس وطلاب جامعيين، ونقابات وأهالى المحافظة، برغم الظروف التى تمر بها البلاد من إجراءات احترازية، وخلال تلك الفترة أعلنت عن العديد من المسابقة لإكتشاف المبدعين من الأطفال فى مجال الرسم، بنشر الوعى الثقافى والترفيهى، تنفيذاً لخطة قطاع المتاحف التابع للمجلس الأعلى للآثار بوزارة السياحة والآثار التى تعمل على ربط المجتمع المحيط بالمتحف من خلال اكتشاف مواهب الأطفال وتنمية قدراتهم، وذلك استكمالاً للدور الهام الذى يقوم به المتحف، وأصبح المتحف مصدر إلهام المبدعين.

أضف تعليق