فكر الأول| مدينة الفنون والثقافة.. نقطة نور في ليل الإبداع العالمي

فكر الأول| مدينة الفنون والثقافة.. نقطة نور في ليل الإبداع العالميصورة أرشيفية

مصر18-9-2023 | 21:16

عشق المصريون منذ القدم الفن والأعمال الإبداعية، والأمر ليس بجديد، فالجميع يدرك أن الفن جزء أصيل من الهوية الثقافية المصرية، وجدريات معابد الأقصر وأسوان خير دليل، والتفرد في الإبداع المعماري والهندسي في بناء الأهرامات يشهد أيضا على ذلك، كما اهتم المصري القديم في فنه بفكرة الدلالة الرمزية مما أكسب الرموز المصرية القديمة التي نقشت على المعابد وجدران المقابر الفرعونية والمسلات سمات فنية متفردة.

تايخ إنشاء المدن الفنية والثقافية

لقد أهتم المصري القديم بفكرة إنشاء العواصم، وتعتبر مدينة منف أو ممفيس من أهم العواصم المصرية تاريخيا، وهي أول عاصمة مصرية قديمة، تأسست عام 3200 قبل الميلاد على يد الملك نارمر، وتقع جنوب دلتا نهر النيل حوالي 24 كلم جنوب القاهرة الحديثة.

وكان لابد أن تكون كل عاصمة ومدينة مميزة عن الأخري فنجد المصري القديم أنشأ عاصمة للعبادة مثل زاو (سايس) التي تأسست قبل 3300 قبل الميلاد وعاصمة أخري للقيادة السياسية وإدارة شؤون البلاد وعاصمة للفنون والثقافة مثل " تل العمارنة"، وتعتبر أول عاصمة للفنون والثقافة في التاريخ، وكانت في فترة العمارنة والسنوات التي سبقت انتقال الفرعون إخناتون إلى العاصمة تل العمارنة في أواخر عهد الأسرة الثامنة عشرة تشكل أكثر الانقطاعات حدة لاستمرارية الأسلوب في المملكتين القديمة والحديثة، لذلك ربطت بين الفن القديم والحديث.

مدينة الفنون والثقافة الجديدة

وبعد آلاف السنين نجد القاهرة تحتضن بمسارحها وقصور الثقافة ودار الأوبرا ومعارض الفنون المختلفة، المبدعين والفنانين المصريين وغير المصريين، حيث أنشأت مصر في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي "مدينة الفنون والثقافة"، وهي مدينة فنون عالمية على أرض العاصمة الإدارية الجديدة.

فقد أقيمت المدينة على مساحة 127 فدانًا، وتضم عددًا من المسارح وقاعات العرض والمكتبات والمتاحف والمعارض الفنية، لكل أنواع الفنون التقليدية والمعاصرة، من موسيقى ورسم ونحت ومشغولات يدوية وغيرها.

وتضم المدينة قاعة احتفالات كبرى تستوعب 2500 شخصًا مجهزة بأحدث التقنيات، والمسرح الصغير به قاعتان تستوعبان 750 فردًا للعروض الخاصة، بالإضافة إلى مسرح الجيب الذي يستوعب 50 شخصا، ومسرح الحجرة، ومركز الإبداع الفني، قاعة العرض السينمائي التي سيتم ربطها بالأقمار الصناعية لعرض الحفلات الفنية المختلفة، ثلاث قاعات للتدريب على الغناء والعزف، استوديو تسجيل صوتي ملحق به ثلاث قاعات للمونتاج، متحف عن الأوبرا وتاريخها بمصر، ومتحف فن حديث به آخر أعمال الفنانين المصريين، متحف للفن الحديث بحديقة الأوبرا به محتويات متنوعة لفنانين عالميين ومصريين، مكتبة موسيقية بها الأرشيف الأوبرالي العالمي للاستماع والاطلاع، كافتيريات، قسم لفنون الرسم والنحت والموسيقى والأدب والشِعر، بالإضافة إلى مكتبة العاصمة الإدارية التي تتسع 6000 شخص.

دار الأوبرا الجديدة الأكبر في الشرق الأوسط


- مكونة من 5 قاعات، القاعة الرئيسية بها 2200 مقعدا بتقنية حديثة، والقاعة الثانية هي قاعة الدرامة وبها 632 مقعدا، وقاعة الموسيقى على شكل شجرة اللوتس لأول مرة في مصر وبها 1168 كرسيا، والرابعة متحف الشمع لأول مرة على أرض مصر، والقاعة الخامسة قاعة التدريب.

- تقع فى مدينة الثقافة والفنوم والمدينة تشمل: مكتبة العاصمة، ومتحف عواصم مصر، ومتحف الفن الحديث، والسينما الوثائقية، وبيت العود، ومبني الموسيقي المعاصرة، وقاعات تدريب أوركسترا وباليه، وسمبوزيوم للنحاتين، ومحطة مياه مثلجة ومحطات كهرباء.

- مسجد يسع ٧٠٠ شخص، والغابات الشجرية، وتضم عددًا من المراسم والجاليريهات والجرافيك إستوديو، ومناحت، ومحال تجارية ومطاعم وكافيهات.

- مسرح مكشوف يسع 15 ألف شخص، بجانب المسرح الروماني، بالإضافة إلى عدد من الجراجات السطحية، و٢ جراج متعدد الطوابق، تتسع لـ٤٥٠٠ سيارة

قاعة الموسيقى في مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية

تعد قاعة الموسيقى في مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية، التي احتضنت هذا الحفل الفني الرفيع أيقونة فنية تم تشييدها وفقا لأعلى المعايير التقنية والفنية العالمية، في إطار اهتمام الدولة المصرية بتقديم حفلات موسيقية رفيعة المستوى للجمهور المصري والإقليمي والدولي.

وجاء إقامة مدينة الفنون والثقافة تجسيدًا لتوجه الدولة نحو بناء الإنسان المصري وجدانيًا وروحيًا، وتنمية حسه الجمالي، وتعزيز قيم الثقافة والفنون الرفيعة، حيث تضم عددًا من المتاحف، والمسارح، ومراكز الإبداع، والحدائق، بما يجعلها بيئة مثالية لتوطين الفنون، وجذب الإبداع من كل صوب وحدب.

وتسعى المدينة لتحقيق التمويل الذاتي من خلال التشارك مع المؤسسات المحلية والإقليمية والعالمية ذات الصلة.

وتفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا سير الأعمال والموقف الإنشائي لدار الأوبرا بمدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد وجه بتعزيز التعاون مع الخبرات العالمية لإدارة وتشغيل مدينة الفنون والثقافة، على نحو يحقق أقصى استفادة من القدرات والإمكانات فائقة التطور التي تتمتع بها، وبما يعظم من قيمتها كمنارة جديدة ومتفردة للإبداع الفني والثقافي المصري.

أضف تعليق