تستكمل محكمة جنايات الزقازيق في محافظة الشرقية، اليوم الأربعاء، محاكمة سيدة فاقوس المتهمة بقتل ابنها الطفل وأكل أجزاء من جثمانه بعد طهيه داخل منزلها في نطاق مركز شرطة فاقوس، لسماع مرافعة جهات التحقيق.
وقال ممثل النيابة العامة في مرافعته أمام هيئة المحكمة في جلسة محاكمة سيدة فاقوس المتهمة بقتل ابنها بالشرقية: سيدي الرئيس الهيئة الموقرة، انظروا إلى حال المجني عليه، هو طفل لم يكمل حين مقتله عامه الرابع، حجبته أمه عن أهله، حرمته من تدليل جده وحنان جدته، حرمته حتى من مشاعر الأمان والسند التي يستمدها أي طفل من أبيه، ولم تكتفِ بل أخرجته من نعيم حياة كانت ميسرة لحفظه ورعايته، إلى ظلمات مسكن مهجور لا تقبل حتى الحيوانات الإقامة فيه، أقاما فيه فترة حالكة مظلمة حوالي عام تقريبا، سجنت فيه المتهمة ابنها سعد بأنانيتها وسوء تفكيرها، وادعت أنها تحبه، لكن الحقيقة أنها بكل قسوة أبت أن تحرم نفسها من لحظة تتنعم فيها برؤيته وكان السبيل إدخال الشقاء إلى حياته.
وتابع ممثل النيابة العامة في مرافعته: سيدي الرئيس الهيئة الموقرة، إن المتهمة تمكنت من تحقيق مرادها من بناء بيت هيئة تماما لتنفرد بابنها المجني عليه، كسجن جديد في سبيل حجب ابنها عن الناس، وإمعانا منها في تلك المحاولات، استعانت بمحامي وأقاما دعوى للتطليق من زوجها، وتابعتها حتى صدر لها حكم بذلك، وظنها أنها بهذا الحكم قد نالت مرادها، وأنها ستتمكن من أن تحجب ابنها عن والده، ورغم كل ذلك لم يتخل الأب عن ولده، بل ظل يتردد على ابنه ليطمئن عليه، محاولا أن يحقق له من أحلامه أبسطها، فتارة يحضر له ما يتمناه من طعام، وتارة يصطحبه إلى جده ليدلله ويحن عليه، ولم تكن إلا ساعات قليلة يخرج فيها الطفل من دوائر الظلمات والقسوة التي أحاطته بها المتهمة، مدفوعة لرغبتها في الاستبسال عن الدفاع عن عدم رؤية ابنها، وألا يتنفس نفسا إلا حولها وتحت أعينها.
وأضاف ممثل النيابة العهامة: المتهمة انتهجت طريقا خسيس، حيث أخذت تزرع في ذهن ابنها أن أباه يسعى لإيذائه، ولا يريد له خيرًا، وزادت في ظلمها له وحذرته من التعامل مع أبيه، وحتى مع أهلها المحيطين بها في سكنها الجديد، ولكن مرادها لم يتحقق، وظل الأب يتردد على ابنه وزادت مشاعر الحنين من الطفل إلى والده، ما زادها ذلك إصرارا على الانفراد بابنها، واستغرقت في التفكير الخسيس للاحتفاظ بالطفل.