تحل علينا، اليوم الخميس، 21 سبتمبر ذكرى وفاة المشير محمد حسين طنطاوي، الذي قاد مصر في مراحل مختلفة، أهمها حرب أكتوبر 1973 التي لم تغب عن أذهان إسرائيل حتى الآن، واندلاع ثورة 25 يناير، التي خاضها ضد تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، ليصل ب مصر إلى بر الأمان.
النشأة
ولد المشير محمد حسين طنطاوي 31 أكتوبر 1935، في أسرة مصرية نوبية، وتخرج في الكلية الحربية المصرية سنة 1956م، ثم كلية القادة والأركان.
إنجازاته العسكرية
كان القائد العام للقوات المسلحة المصرية، عمل وزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي.
حصل على نوط الشجاعة العسكري، عقب مشاركته في حرب 1967م وحرب الاستنزاف و حرب أكتوبر 1973م، حيث كان قائد وحدة مقاتلة بسلاح المشاة.
عمل في عام 1975 ملحقا عسكريا ل مصر في باكستان ثم في أفغانستان.
تولى طنطاوي منصب قائد الجيش الثاني الميداني في عام 1987، ثم قائداً لقوات الحرس الجمهوري عام 1988.
وفي عام 1991م، أصبح وزير الدفاع والقائد العام لـلقوات المسلحة، وحصل على رتبة المشير في 1993م.
تولى رئاسة مصر بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير 2011م، وظل حتى قيام الرئيس المنتخب بأداء اليمين الدستوري، وتسلم منصبه في 1 يوليو 2012م.
أُحيل للتقاعد بقرار رئاسي في 12 أغسطس 2012، ومنح قلادة النيل وعين مستشاراً لرئيس الجمهورية.
وحصل المشير طنطاوي على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات، خلال مشواره في الإنجازات العسكرية وهي: «نوط النصر - نوط المعركة - نوط التدريب - وسام التحرير - ميدالية يوم الجيش - وسام تحرير الكويت - نوط الخدمة الممتازة - نوط الجلاء العسكري - ميدالية تحرير الكويت - نوط الشجاعة العسكري - وسام الجمهورية التونسية».
المشير طنطاوي في حرب أكتوبر
كان المشير طنطاوي قائدا للكتيبة 16 مشاة، في حرب أكتوبر 1973، حققت الكتيبة بطولات كبيرة خلال ملحمة عبور قناة السويس وتحرير سيناء، حينما دخل المشير طنطاوي في مواجهة مباشرة مع القوات الإسرائيلية.
الهرب في الظلام
في يوم 12 أكتوبر، تم الدفع بإحدى الوحدات التي كان يقودها طنطاوي لتأمين الجانب الأيمن للفرقة لمسافة 3 كيلومترات، وكانت الفرقة قد تم إخراجها منها، وتمكنت الوحدة بقيادته من الاستيلاء على نقطة حصينة على الطرف الشمالي الشرقي من البحيرات المرة، وهرب الجنود الإسرائيليين في الظلام.
المزرعة الصينية
تنفرد المزرعة الصينية بطابعها الاستراتيجي، وتنطلق أهميتها من أنه في حالة تمكن العدو من اقتحامها والانتقال لغرب القناة، سيكون على مسافة 100 كيلو من القاهرة، حيث إنه سيكون في نقطة مفصلية مهمة جدًا ما بين الجيشين الميدانيين الثاني والثالث، حيث استنفذ العدو الإسرائيلي جميع محاولاته للقيام بالهجمات والضربات المضادة، فبدأ تفكيره يتجه إلى ضرورة تكثيف الجهود ضد قطاع محدد حتى تنجح القوات الإسرائيلية في تحقيق اختراق تنفذ منه إلى غرب القناة.
وكان اختيار القيادة الإسرائيلية ليكون اتجاه الهجوم الرئيسي لها في اتجاه الجانب الأيمن للجيش الثاني الميداني في قطاع الفرقة 16 مشاة، وبالتحديد في اتجاه محور الطاسة والدفرسوار، وبذلك أصبحت المزرعة الصينية هي هدف القوات الإسرائيلية المهاجمة في اتجاه قناة السويس على هذا المحور.
وفى مساء يوم 15 أكتوبر تصدت الكتيبة 16 مشاة بقيادة المشير طنطاوي بالمقاومة العنيفة لمجموعة شارون ضمن فرقتي مشاة ومدرعات مصريتين في الضفة الشرقية، لم يكشف «طنطاوي» أوراقه متحلياً بالصبر، وكتم أنفاسه وحبس نيران مدفعيته حتى معاينة وتقدير القوة المعادية، وفى اللحظة المناسبة انطلقت نيران أسلحته وقذائف مدفعيته.
ظلت هذه المعركة في أذهان القادة العسكريين الإسرائيليين، وبعد 30 سنة من وقوعها، قام وزير الدفاع الإسرائيلي إسحاق موردخاي بزيارة إلى مصر وبعدها عاد إلى تل أبيب، ليقول: "لقد فوجئت بأن المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع المصري هو نفسه قائد كتيبة المزرعة الصينية".
يشار إلى أن المزرعة الصينية كانت مزرعة تجريبية تم إنشاؤها في الخمسينات، وعمل بها بعض الخبراء اليابانيون وكانت لهم كتابات يابانية على بعض الأماكن بها، وظن الإسرائيليون أنها كتابة صينية ليطلقوا عليها "المزرعة الصينية".
وصية طنطاوي
قبل أيام من ثورة 25 يناير 2011، أوصى المشير محمد حسين طنطاوي، المصريين بالحفاظ على مصر، وذلك خلال كلمة له في الجيش الثاني، قائلاً: «خدوا بالكوا على مصر، ف مصر هي القلب، والمراد هي مصر، و مصر إن شاء الله هتستمر، فهي شعلة الوطنية والقومية والأمن والأمان في المنطقة كلها، ولو مصر حصلها حاجة، فالمنطقة كلها انتهت».
لتكن هذه الوصية آخر خطاب ومنادى بالحب من طنطاوي إلى مصر والمصريين لتُعلن وفاته المشير طنطاوي يوم الثلاثاء 21 سبتمبر لعام 2021، عن عمر يناهز 85 عاماً، حيث أعلنت السلطات المصرية حدادها على المشير المخلص محمد حسين الطنطاوي، في كافة أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أيام.