جاء شعار قمة العشرين «الدورة الثامنة عشرة» والتى عقدت مؤخرًا فى نيودلهى بحضور الأعضاء من زعماء العالم وغياب كل من الرئيس الصينى والرئيس الروسى «أرض واحدة.. عائلة واحدة» .. مع استضافة كريمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وفى ظل الغياب الروسى والصينى كثرت التكهنات بأنها الفرصة الكبيرة للرئيس بايدن لكسب المزيد من الهيمنة الأمريكية على هذه القمة مع الحضور الأوروبى الكبير وكانت هناك الكثير من التحديات والمشاكل التى تم دراستها وعرضها خلال هذه القمة ومنها الحضور والعرض الراقى للمشاكل الخاصة بالقارة الإفريقية فى ظل ما تعانيه القارة من استنزاف للثروات من المواد الخام المهمة التى تذخر بها القارة ويستغلها الغرب دون عائد يليق بالبلاد المنتجة.
مع أن القارة الإفريقية من أكثر القارات التى تعانى الكثير من المشاكل مثل التغير المناخى والذى تسببه الدول الصناعية والتصحر ونقص المياه وارتفاع نسبة البطالة والفقر والمرض.. وافتقاد مقومات التنمية ووسائل التكنولوجيا الحديثة والتى يحرص الغرب على حرمانها منها.
طبعًا ظهر أخيرًا هذا بعد انقلاب النيجر آخر موطئ قدم لفرنسا فى دول الإيكواس والتى تشكل النيجر وحدها 15% من إنتاج اليورانيوم فى العالم وتسيطر على إنتاجه فرنسا ويعمل المواطن بالإضافة إلى الأطفال كعمال فى المناجم دون نصيب أو حق شرعى فى ثروات بلادهم التى يستغلها الاستعمار الفرنسى.
وقبلها مالى وكوت ديفوار ثم الجابون وانتفاضة الجيش فى هذه البلاد مع اعتراض الغرب ودول المجموعة على انقلاب النيجر وصمتهم على مالى وكوت ديفوار.. ورفض ما تم فى الجابون ومازالت الأزمة مستمرة.. هل يكون هناك تدخل عسكرى من فرنسا مباشرة وخاصة بعد رفض الجزائر ذلك أم يكون من خلال دول الإيكواس، الأيام القادمة ستضع إجابة للعديد من الأسئلة.
ولكن هذا مصير الاستعمار الجديد وحرمان الشعوب من الاستفادة من ثرواتهم.. وتحت شعار الديمقراطية كم من أشياء تتم وتدفع ثمنها هذه الشعوب ولكن ثورة الشعوب لا يصدها أحد.
ولكن ما يتم فى القارة من انقلابات أو أحداث سياسية جعل الكثير من الدول الأوروبية تعيد حساباتها مع إفريقيا.
الهجرة غير الشرعية
هى فى الحقيقة الصداع المزمن فى رأس حكومات الدول الأوروبية، فالمتابع لما يحدث فى تونس وحجم الأفارقة الذين يفرون من بلادهم هربًا إلى أوروبا سعيًا وراء حياة كريمة وفرصة عمل حتى ولو ذهبت حياته ثمنًا لهذه المغامرة.
الآلاف كل يوم من حدود تونس والمغرب.. واستطاعت مصر أن تحد من هذه الظاهرة وتمنع أن تكون جسرًا للمهاجرين إلى أوروبا من إفريقيا.
هذه الأمور وغيرهاكانت على طاولة البحث فى قمة العشرين ووعدت إنجلترا بسداد مبلغ كبير من مليارات الدولارات لدعم مكافحة التغير المناخى فى إفريقيا.
وعرض الرئيس السيسي أهمية التعامل مع مشاكل التنمية فى إفريقيا والتغير المناخى وأزمة الديون لهذه الدول حيث إنها حتميًا تشكل خطرًا كبيرًا لو لم يكن هناك حلول على الأرض.
إفريقيا عضوًا بقمة العشرين
نعم أصبحت إفريقيا فى نهاية هذه القمة عضوًا يمثلها الاتحاد الإفريقى لما لها من أهمية كبيرة وتعتبر من أكثر المناطق الأولى بالرعاية.
مفاجآت القمة
إخفاق أوروبا وأمريكا وبصفة خاصة الرئيس بايدن فى استصدار قرار يدين روسيا.. فقد كان البيان الختامى الذى يدين استخدام القوة.. دون إشارة إلى طرف فى الحرب الروسية الأوكرانية.
القمة القادمة ستكون فى البرازيل إحدى الدول المؤسسة للبريكس ودعوة من الرئيس البرازيلى لكل من الرئيس بوتين والرئيس الصينى لحضور القمة القادمة «الدورة التاسعة عشر» بالبرازيل.
لذا احسب أن الغائب حقق انتصارًا بغيابه أفضل من الحضور وقد يتبادر إلى الذهن سؤال هل عدم الحضور هو دعم مشروع لدول البريكس
«خاصة أنهم من المؤسسين» لوضع حد لهيمنة الدولار كعملة وأن يكون هناك عدة أقطاب فى العالم وليس قطبًا واحدًا.
بريكس
تأسست من حروف الخمس الدول المشاركة وهى البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا وهو مشروع تجمع ليس بالهين فهو يمثل نسبة كبيرة من سكان العالم.. وأيضًا رقم فى معادلة الإنتاج العالمى والاقتصاد.
هدف هذا التجمع الاقتصادى الاعتماد على بدائل أخرى وإسقاط هيمنة الدولار فى العالم مع إمكانية تبادل السلع بعملات الدول الأعضاء.
ونظرًا لأهمية هذا التجمع وطموحاته تقدم عدد كبير من دول العالم للانضمام إليه فى قمة جنوب إفريقيا الأخيرة، ولم يقبل العديد من الطلبات وقُبل فقط كل من مصر والسعودية وإثيوبيا وإيران والإمارات والأرجنتين، وهنا تزاد قوة هذه المجموعة.والتى تعمل بقوة من أجل أن تصبح قوة اقتصادية كبرى تسعى لمصالح الدول الأعضاء.
ونرجع إلى عنوان قمة العشرين فى الهند وهو أرض واحدة.. عائلة واحدة.. مستقبل واحد.. وهى حقيقة إن سلمنا بها لكانت النجاة للجميع.
فلدينا أمثلة كثيرة فى القرن الواحد والعشرين ما حدث فى زلزال المغرب، جمع إسبانيا والجزائر ومصر والسعودية والكثير من دول العالم تساهم وتعرض خدماتها لعبور الأزمة..
الفيضانات فى باكستان سابقا ثم السيول فى أمريكا والعواصف وأخيرًا إعصار دانيال القادم من اليونان إلى المنطقة الشرقية فى ليبيا وأغرق قرى بأكملها بدا الشعب الليبى واحدًا أمام الكوارث..
حرائق الغابات فى اليونان وأمريكا وكندا وغيرها من دول العالم يجعل الجميع يقف معًا، فالخطر سيعم وقد يهلك الملايين.
الزلازل لدينا مثال أيضا فى تركيا وسوريا وإيران وغيرها من دول العالم..
الكورونا وما سبّبته من مشاكل ووفيات واستطاع العلم أن ينجينا من هذه الكارثة، فأعتقد أنه حان الوقت للوقوف معا من أجل الإنسانية وأن نعرف أن مشاكل الطبيعة بسبب تدخل الإنسان كثيرة وخطيرة وما سمعنا من علماء الجيولوجيا ومتخصصى الزلازل يؤكد أن العالم أو الكرة الأرضية مكونة من عدة صفائح تتحرك ومنها الصفيحة الأوروبية تقترب من الصفيحة الإفريقية وقد يختفى البحر المتوسط..
وأن القشرة الأرضية فى السعودية ومصر على سبيل المثال تبتعد عن بعضها 2 سم كل عام وأن هناك أياما محددة فيها العديد من الزلازل.. وقانا الله شر السوء ونجانا من شرور أنفسنا.