رحلة معاناة يومية كان يعيشها المواطنون من الشرق إلى الغرب، وأيضا مشكلات بالجملة فى جسد "الثغر"، كان مصطلح يجسد حال الشوارع والطرق الداخلية التى تربط قلب محافظة الإسكندرية بالأطراف، والتي سقطت من حسابات المسئولين فى العقود السابقة، كانت بمثابة أورام سرطانية فى جسد المحافظة.
الطرق والشوارع فى الثغرة كانت تمثل معاناة ومأساة للمواطنين، طرق غير آدمية، وعشوائية في الحركة، لا تصلح للسير عليها، بسبب كثرة الحفر والمطبات الموجودة بها، فضلا عن تهالكها بشكل غير مسبوق، خاصة أن بعضها لم تمتد إليها يد الرصف ورفع الكفاءة بها.
ومن ضمن هذه الطرق ترعة المحمودية التي حولتها يد الأهمال إلى مستنقعا للمخلفات والأوبئة، الكل كان يهرب من السير عليها بسبب العشوائية بها، هكذا كان الوضع على طريق المحمودية الممتد في قلب الإسكندرية واصلا غربها بشرقها، إلى أن جاء عام 2014 ، وتولى الرئيس عبدالفتاح السيسي، حكم البلاد، وأصبح الأمر يتطلب تسليط الضوء عليه وتوجيه مزيد من الاهتمام به.
شريان حياة
وجه الرئيس السيسي بتحويل الترعة المهملة ومستنقع للقمامة والأوبئة إلى أكبر شريان مروري بالإسكندرية، وحل الأزمة المرورية بها، وكان حلما لأهالي المحافظة، حيث تحول المشهد بعد توجيهات الرئس السيسيى، من طريق يهرب منه قائدو المركبات، إلى محور التعمير وشريان الحركة في المحافظة، وكان التطوير أشبه بعملية جراحية في قلب به شريان مسدود.
وما حدث في محور المحمودية يعكس إنقاذ شريان الحركة في قلب الإسكندرية من الموت بعد سنوات من الإهمال فى العقود السابقة، ليصبح هذا الطريق هو المحور الرئيسي للحركة فى المحافظة وربطها بالأطراف المحيط بها، بجانب طريق الكورنيش وشارع أبوقير.
حل أزمة المرور
ويعد أكبر مشروع قومى ومحورا تنمويا متكاملا يلبي كل متطلبات التنمية والحركة، شهدته المحافظة، حيث قضى على زحام الطريق الرئيسية والمحاور الداخلية ب الإسكندرية بعد أن كان الاعتماد الرئيسى على محور الكورنيش وشارع أبو قير.
مشروع تطوير محور المحمودية يحمل في طياته المشروعات التنموية وكباري السيارات علوية وسطحية معدنية وخرسانية وكباري المشاه ونقاط تنموية وفرص استثمارية تحول ترعة المحمودية من مستنقع للمخلفات والأوبئة الى شريان مروري حر ومحور تنموي متكامل بطول 22.1 كيلومتر بدءا من تقاطع الكوبري الدولي الساحلي بالكيلو 55 ترعة المحمودية شرقا وحتى المصب في منطقة الدخيلة بالكيلو 77.01 غربا.
قطاعات المحور
وينقسم المشروع إلى قطاعين الأول القطاع المكشوف ويمتد من تقطاع الكوبري الساحلي بالكيلو 55 ترعة المحمودية وحتى محطة مياه السيوف بالكيلو 62.7 ترعة المحمودية بطول 7.7 كيلومتر.
والقطاع الثاني وهو القطاع المغطى ويمتد من محطة مياه السيوف بالكيلو 62.7 ترعة المحمودية وحتى المصب بالدخيلة بالكيلو 77.1 ترعة المحمودية بطول 14.3 كيلومتر .
5.5 مليار جنيه تكلفة المشروع
افتتح مشروع محور المحمودية في عام 2020 بعد عامين من العمل بتكلفة 5.5 مليار جنيه، حيث يصل طول المحور لـ 22 كيلومترًا، يبدأ من تقاطع الكوبرى الدولى الساحلى بالكيلو 55 ترعة المحمودية شرقًا حتى المصب بمنطقة الدخيلة بالكيلو 77، وعرض المحور يتراوح ما بين 80 و120 مترًا، يسع من 6 إلى 8 حارات مرورية في كل اتجاه، مع تخصيص حارة لأتوبيسات النقل العام، بالإضافة إلى تخصيص سيارات الأتوبيس الكهربائي.
منطقة البحيرات الصناعية
تشمل 3 بحيرات وهم الشرقية، الوسطى، الغربية بالمنطقة الاستثمارية، وتنقسم البحيرات إلى بحيرة 1 على مساحة 14 ألف متر مسطح وهى بحيرة مخصصة للمواطنين بالمجان، بالإضافة إلى بحيرة 2 و3 بداخل المنطقة الاستثمارية، وتتضمن 128 وحدة تجارية بمختلف المساحات.
محاور عرضية وكباري علوية
يتكون محور المحمودية من 5 إلى 6 حارات مرورية لكل اتجاه مع تخصيص حارة للنقل العام الكهربائية، كما يخدم 4 أحياء ذات كثافة سكانية عالية وهي: المنتزه أول، شرق ووسط وغرب الإسكندرية، بالإضافة إلى خدمة باقي الأحياء من خلال المحاور الرئيسية والفرعية وربطها بمحور المحمودية الجديد، حيث يضم 25 محورًا عرضيًا، وعددًا من كباري المشاة، بطول محور المحمودية، أطلق عليها أسماء شهداء الجيش والشرطة، كما يتضمن المشروع تنفيذ 5 كباري جديدة بالقطاع المغطى أحدهم بمنطقة أبوسليمان وآخرين بمنطقتي أنطونيادس والمطار لربط المحور على طريق القباري السريع وكذلك كوبري بشاير الخير (أ) وبشاير الخير (ب) لربط محور المحمودية على محور الدائري الساحلي، و6 كباري سيارات للدوران للاتجاه الآخر.
دور عبادة ومناسبات
تم إنشاء 14 نقطة تنموية لخدمة الأهالي تشمل دور عبادة وساحات شعبية ونقاطًا أمنية ومرورية وحماية مدنية ومراكز تجارية ومحطات لوسائل النقل العام، كما يضم المحور نحو 14 مسجدًا جديدًا تصل مساحة كل مسجد فيها إلى ما يزيد على 1000 متر، وتضم المساجد قاعات للعزاء والأفراح، كما يوجد بكل منها مصعدان لكبار السن ودورات مياه حديثة.
وشارك في المشروع 4 مكاتب استشارية مصرية بطاقة 80 مهندسا وتم تنفيذ المشروع بقرابة 40 شركة مقاولات وبحجم معدات تصل إلى 1200 معدة ثقيلة و6 آلاف عامل ومهندس وفني ويوفر المشروع حوالي 50 ألف فرصة عمل مباشرة وحوالي 150 ألف فرصة عمل غير مباشرة وباجمالي 200 ألف فرصة عمل بالمشروع.
للمزيد تابع #فكر_الأول