كتب: على طه
كيف تقتل روح المقاومة فى شعب؟.. الإجابة أن تشككه فى كل شىء وكل شخص فلا يصبح لديه يقين ويصبح عقله مهيأ لاستقبال أى شائعة.. هذا ميكانيزم معروف لغسيل العقول تطبقه جماعة الإخوان الإرهابية الآن على الأرض .
وفى مثل هذه الأيام ( شهر مايو) قبل عامين دعا التنظيم الدولة للجماعة الإرهابية إلى اجتماع عاجل فى الدوحة العاصمة القطرية لبحث مخطط جديد لاختراق المجتمع المصرى وضرب تماسك الكتلة الصلبة لثورة ٣٠ يونيو، وأسفر الاجتماع عن خطة ليست بجديدة، ولن تواجه فيها الجماعة بشكل مباشر المؤسسات الأمنية للدولة المصرية التى كانت تستعيد بقوة تماسكها وتوجه للجماعة ضربات قوية للغاية. فشلت مخططات العنف والمواجهة وتكبدت الجماعة خسائر فادحة فراحت تهتم بميدان آخر هو ميدان الإعلام الرقمى الأليكترونى بالطبع إلى جانب مواصلة الإعلام التقليدى الخاص بالجماعة لدوره. كان شهر رمضان على الأبواب، فرأى المخططون أنها فرصة لتصدير موجة من الشائعات بقوة وتركيز من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، وبصورة تثير مشاعر الإحباط والقنوط واليأس فى نفوس المصرىين، وبدأت البوستات والكوميكس والنكات تنشر على مواقع التواصل، تتناول كل أحوال المعيشة عند المصريين من الحديث عن الأسعار إلى السخرية من المشاريع الكبرى التى يتم تنفيذها على الأرض ، من محطة الضبعة النووية إلى العاصمة الإدارية وتحديث الجيش لأسلحته ..
التشكيك فى كل شىء وأى شىء كان ديدنهم. والمثير إن الإخوان الإرهابية استعانت بمتخصصين فى هندسة هذه الرسائل التى تولت لجانهم الأليكترونية بثها والتعليق عليها أيضا ومتابعتها فى تكتيكات تدربوا عليها . وتوجهت تلك الشائعات أيضا إلى مؤسسات تقدم خدماتها للجمهور وكان منها ما هو خطير مثل الشائعة التى قالت أن هناك أمصال فاسدة فى وزارة الصحة، وفى كل الأحوال كانت الحكومة تطارد هذه الشائعات وتوضح كذبها ويساعد الوطنيون من رواد وسائل التواصل فى إبضاح الحقائق والتنبيه بدور أعداء الوطن فى نشر هذه الأكاذيب القاتلة إن لم يكن للبدن فللروح والحمية والوطنية.
والآن تنشط لجان الإخوان الإرهابية مجددا وتواصل عملها فى نشر الشائعات وتضرب فى مفاهيم وقيم الوطنية، ويكفى أن المدعو سامى كمال الهارب فى تركيا هو أول من سخر من السلام الجمهورى حين جعله خلفية لعدد ممن يرتدون زى أطباء وممرضون وممرضات يرقصون بميوعة واستهتار على رمز من رموز الدولة .. !! وهذا ليس بجديد على جماعة موتورة لا تؤمن بدولة وطنية وترى مصر ولاية من ولايات الخلافة وربما يفضلون أن تكون اسنطبول أو قطر هى عاصمة لهذه الخلافة التى أقاموها فى خيالهم المريض.