اعتاد العالم في هذه الفترة على تحوﻻت في المواقف الأمريكية؛ وإذا كانت اللجنة النيابية قد أصدرت قراراً باعتبار الإخوان جماعة إرهابية بتوجه تزعمه نواب جمهوريون، فلعل ذلك سيمثل تحولاً في الفترة المقبلة من الإدارة الأمريكية تجاه الجماعة، التي ساندها أوباما، وساعدها في الوصول إلى الحكم في مصر وهذا التغيير في رؤية أمريكا مع جماعة الإخوان، يأتى لتحقق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة .
فجماعة الإخوان المسلمين ومنذ أن أسسها حسن البنا في مصر، في مارس 1928، انتشر فكرها في عدد من الدول العربية، ثم في أنحاء العالم،وتصنف الجماعة نفسها على أنها حركة "إصلاحية شاملة"، في حين تحاول عدة دول تصنيفها "إرهابية"؛ لأسباب تستنكرها الجماعة، وكشف الربيع العربي أن الجماعة أكبر حركة سياسية معارضة في كثير من الدول العربية، حيث وصلت إلى سدة الحكم، أو شاركت فيه، في مصر وتونس وفلسطين .
إن قرار اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي يمثل نقلة كبيرة في موقف المشرعين الأمريكيين حيال جماعة "الإخوان"، خاصة أن الإدارة الأمريكية ظلت حتى وقت قريب مقصدًا لقيادات التنظيم الدولي؛ وقد زارت وفود إخوانية مقر وزارة الخارجية قبل نحو شهرين ضمن محاوﻻت للحصول على مواقف أمريكية أكثر تشدداً إزاء مصر .
وبهذا يفرض القرار الأمريكي واقعًا جديدًا على جماعة الإخوان، وقد يتلوه حسم نهائي لموقف بعض دول أوروبا، التي ما زالت مواقفها من الإخوان مترددة، وﻻ سيما بريطانيا، التي لم تحسم حتى اﻵن أمرها من التنظيم، الذي تعد عاصمتها لندن ملاذا آمنا لقياداته وعناصره، وﻻ يزال تقرير الحكومة البريطانية بشأن الإخوان غير محسوم.
هذا القرار يعني أن الجماعة ستخضع للملاحقة القضائية الفيدرالية، وسيتم تجميد أصولها ويعتبر اعتراف وتصنيف الإدارة الأمريكية "الإخوان" كجماعة إرهابية يعد جزءًا من الاستراتيجية الأمريكية للأمن القومي والإدارة الأمريكية ستسعى لمحاربة هذا القرار، كي تضمن استمرار دعمها للجماعة لأن قرار اللجنة القضائية سيفضح علاقة مسؤولين أمريكيين بالتنظيم المحظور ودعمهم للإرهاب وبذلك تنضم الولايات المتحدة الأمريكية إلى الدول التى تتخلص من شرورها من خلال تصنيفها كـجماعة إرهابية وهذه الدول التى أعلنت اعتبار الإخوان جماعة إرهابية على سبيل المثال سوريا فى عام 1982،روسيا في عام 2006، مصر في عام 2013،السعودية فى عام 2014، الإمارات فى عام 2014، كندا في عام 2014.