كتبت: بسمة المنزلاوي
وقعّت اليابان مع الاتحاد الأوروبي اتفاقا ضخما للتجارة الحرة، يوم الثلاثاء الماضي، في مشهد تاريخي يعكس تحديا لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحمائية، في مواجهة حربه التجارية ضد الصين ويؤكد علي تمسكهما بسياسات التبادل التجاري الحر.
وتأتي أهمية الاتفاق فى أنه يغطي نحو ٦٠٠ مليون شخص، ونحو ثلث الاقتصاد العالمي.
وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين اليابان والاتحاد الأوروبي نحو ١٥٢مليار دولار العام الماضي.
وقد خرج الاتفاق إلى النور أخيراً، بعد ٦ سنوات من المفاوضات التى بدأت منذ عام 2013، ومن المنتظر أن يبدأ تطبيق الاتفاق العام القادم (٢٠١٩) وهو ما يشكل صفعة قوية لسياسات ترامب الحمائية.
ويؤكد تقرير لموقع "CNN money " أنه يعتبر أكبر اتفاق للتجارة الحرة في التاريخ.
وأضاف التقرير أن الاتفاق جاء في هذا التوقيت بالذات، بعد سنوات من المفاوضات ليواجه بذلك تهديدات الحمائية التجارية التي يهدد بها ترامب الاقتصاد العالمي في حربه التجارية مع الصين حيث قام مؤخرا بفرض نسبة إضافية جديدة " 25% " تقدر بنحو ٣٤ مليار دولار على السلع والمنتجات الصينية.
ويعمل الاتفاق علي إلغاء أو تخفيض الجمارك علي جميع السلع بين اليابان والاتحاد الأوروبي، ورفع الجمارك علي الصادرات الأوروبية من سلع: الأجبان، والنبيذ، مع خفض الجمارك علي المنتجات الألكترونية اليابانية، وقطع غيار السيارات، وهو ما يعطي إشارة قوية للولايات المتحدة الأمريكية أن اليابان والاتحاد الأوروبي وهما من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة الأمريكية يؤكدان علي أهمية وضرورة إزالة العوائق التجارية وخفض الجمارك للاقتصاد العالمي وليس زيادة الجمارك كما يفعل ترامب.
وجدير بالذكر أن المنتجات الأوروبية يفرض عليها جمارك ١،٦٪ في المتوسط حاليا في الأسواق اليابانية، بينما المنتجات اليابانية يفرض عليها نحو ٢،٩٪ في المتوسط في الأسواق الأوروبية.
ويؤكد الاتحاد الأوروبي أن تكلفة الجمارك بالنسبة للشركات الأوروبية قد بلغت نحو ١،٢ مليار دولار سنويا.