«الأمصال الموسمية» .. رفاهية أم ضرورة لحماية صحة أطفالنا ؟

«الأمصال الموسمية» .. رفاهية أم  ضرورة لحماية صحة أطفالنا ؟ الأمصال الموسمية .. رفاهية أم ضرورة لحماية صحة أطفالنا ؟

منوعات29-9-2023 | 02:28

أيام وينطلق العام الدراسي الجديد بالتزامن مع بداية موسم فصل الشتاء، الأمر الذى جعل الكثير من الأمهات يشعرن بالخوف على أبناءهن من نزلات البرد وخصوصا فى ظل وجود فيروس كورونا وظهور بعض السلالات الاخرى، وفى هذا الإطار يتردد اسئلة كثيرة فى أذهان الأمهات وأولياء الأمور

هل هناك ضرورة لتناول الأطفال مصل الانفلونزا أم لا، وما مدى أهميته، وهل يحمى الطفل من نزلات البرد والسلالات الفيروسية أم لا؟ ، وغيرها من الأسئلة التى تتردد فى الأذهان ونبحث عن اجابة لها في السطور التالية.."

منذ أيام قليلة حذرت وزارة الصحة والسكان، من عدم تلقى لقاح كورونا والأنفلونزا خلال الفترة المقبلة، للوقاية من هجمات فيروس الأنفلونزا وفيروس كورونا المستجد، مؤكدة أن اللقاح يقلل من فرص الإصابة. وأوضحت أن فيروسات الإنفلونزا من النمط A هى الأخطر إذ أنه وحده يتسبب فى جوائح وتفشيات بالملايين، ويتفرع إلى أنماط عديدة وفرعية، وتنقسم فيروسات الأنفلونزا من النمط B إلى سلالتين وليس له أنماط فرعية وفيروسات الإنفلونزا الموسمية A وB هما اللذان ينتشران بين البشر ويتسببان فى التفشيات والأوبئة، أما النمط الثالث من فيروسات الإنفلونزا الموسمية C فقد وجد أنه لا يتسبب إلا فى حالات عدوى خفيفة وأضافت وزارة الصحة والسكان أن تلقى لقاح الإنفلونزا الموسمية يوفر حماية من كافة أنواع فيروسات الإنفلونزا السابقة.

وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان خلال تصريحات صحافية أن اللقاح يحمي من الإصابة بالعدوى بنسبة 60 %، ومن العدوى الشديدة بنسبة تتجاوز 90%، مشيراً إلى أن اللقاح متوفر فى هيئة المصل واللقاح "فاكسيرا" وفى العديد من الصيدليات العامة والحرة بأسعار مناسبة.

وتقول دكتورة سارة محمد رفعت، استشارى طب الأطفال وحديثي الولادة، وأخصائي التغذية العلاجية للأطفال، أن فصل الربيع يكون فترة نشاط الفيروسات ويأتى ظهورها بكثرة فى فصلى الخريف والشتاء، وهذا يعنى أن فترة الربيع تكون مؤشر لنشاط سلالات جديدة من الفيروسات التى تظهر فى فصل الشتاء، لذا ضرورة الحفاظ على أطفالنا بطريقة صحية وسليمة وتناول التطعيمات الاضافية للحفاظ على مناعة وصحة الأطفال وخاصة مع دخول المدارس وبدء موسم فصل الشتاء.

وأشارت إلى أهمية مصل الانفلونزا الموسمية لكل الأطفال، للوقاية من نزلات البرد والانفلونزا المتكررة طوال فصل الشتاء، لافتة إلى أن هناك تطعيمات يمكن الحصول عليها للتخفيف من حدة الإصابة بالفيروسات أهمها تطعيم مصل الإنفلونزا الموسمية، الذى يكون أنسب وقت للحصول عليه خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر، وهناك أيضا مصل ضد فيروس الجديرى خاصة للأطفال وقت دخول المدارس، بالإضافة إلى جرعة تنشيطية ضد فيروس كورونا.

وأكدت محمد، على ضرورة الحصول على مصل الانفلونزا الموسمية بدءا من الرضع فوق الستة أشهر، الأطفال وكبار السن المصابين بالأمراض المزمنة مثل السكر والضغط. بالإضافة إلى أهمية تطعيم الأطفال الذين يعانون من حساسية الأنف وحساسية الصدر ويعانون من الكحه طوال فصل الشتاء.

وأوضحت ان التطعيم يؤخذ كل عام ويبلغ سعره ٢٦٧جنية تقريبا إضافة إلى الخدمة الطبية، وفى حالة إذا لم يحصل الطفل على تطعيم الانفلونزا الموسمية من ٦ شهور إلى ٩ سنين، يحصل على التطعيم ويكرر بعد شهر، أما فى حالة اذا كان الطفل أكبر من ٩ سنين وقد حصل على المصل من قبل يحصل على جرعة واحدة فقط، وحذرت من تناول مصل الانفلونزا الموسمية للأطفال الذين لديهم حساسية البيض لانه من مكونات المصل، كما يحذر تناول المصل للأطفال الذين يعانون من ارتفاع فى درجات الحرارة.

وأضاف الدكتور إيهاب وحيد اخصائي طب الاطفال وحديثى الولادة وعضو هيئة التدريس بالأكاديمية الطبية العسكرية، إلى ما سبق أن الأمراض المُعدية تسبب قلق شديد لدى الأمهات وأولياء الأمور على الأبناء خصوصا مع بداية انطلاق المدارس، لذا ضرورة معرفة أهم التطعيمات اللازمة قبل دخول المدرسة وهى تطعيم الالتهاب الكبدي الوبائي، تطعيم الالتهاب السحائي، تطعيم الجديري المائي، تطعيم الإنفلونزا الموسمية، تطعيم المكورات الرئوية، وأؤكد على ضرورة أن تعرف الامهات ان التطعيمات الاضافية ليست رفاهية، كما انها تقلل فرص الإصابة وحدة الأعراض وتمنع حدوث المضاعفات.

وأوضح وحيد، أن فيروس الأنفلونزا واحد من الفيروسات التى تنشط فى فصل الشتاء وسريع الانتشار خصوصا فى الأماكن المغلقة مثل الحضانات والفصول فى المدارس، وبالتالي التطعيم ضد هذا الفيروس يحمى اطفالنا من اعراض فيروس الانفلونزا الشديدة، هذا بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالغذاء الصحي والمتوازن للأطفال.

وأنصح بضرورة تناول التطعيم كل عام مع بدء فصل الشتاء لحماية أنفسنا وأطفالنا لأن فيروس الانفلونزا من الفيروسات المتحورة ويتغير التركيب الجيني له كل عام، وبالتالي هو ليس فيروس ثابت مثل الحصبة او الجديرى، بمجرد ما يتعرض الجسم له يأخذ مناعة دائمة منه، بل حينما يصيب الجسم يعتبره فيروس جديد وبالتالي اعراضه تكون شديدة جدا على الجسم ولهذا يجب تناول التطعيم كل عام لأنه يتم تجديده وتغييره ضد الفصائل الموجودة فى فيروس الانفلونزا سنويا.

أضف تعليق