أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية في مقال افتتاحي على ضرورة تدخل الدول الأوروبية والولايات المتحدة لحماية السكان الأرمن في إقليم ناجورنو كاراباخ، الذي كان محل نزاع بين أذربيجان وأرمينيا، في أعقاب بسط الجانب الأذري كامل سيطرته على الإقليم.
وأشارت الصحيفة أنه على الرغم من الوعود التي قطعتها باكو على نفسها في أعقاب بسط سيطرتها على الإقليم بعد القيام بعملية عسكرية خاطفة منذ أسبوعين في كاراباخ إلا أن الإقليم يشهد نزوحا جماعيا من جانب السكان الأرمن الذين توجهوا إلى أرمينيا بأعداد ضخمة.
وتوضح الصحيفة أن إقليم كاراباخ أعلن انفصاله عن أذربيجان في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي في بداية التسعينات من القرن الماضي إلا أنه لم يحظي بأي اعتراف من جانب المجتمع الدولي الذي أعلن تأييده ل أذربيجان التي طالبت آنذاك بضم الإقليم إلى أراضيها.
وفي الوقت نفسه يسلط المقال الضوء على تصريحات مسؤولين أرمن في الإقليم أول أمس الخميس والتي يقولون فيها أن الإقليم سوف يختفي تماما من على الخريطة بنهاية العام الحالي في ظل حالة النزوح الجماعي لسكانه الأرمن الذين يبلغ عددهم حوالي 120,000.
وتنوه الصحيفة أن الإقليم يتلاشي بالفعل في الوقت الحالي بعد نزوح معظم سكانه حيث أن السكان هم الذين يمنحون الأرض التي يقيمون عليها وجودها، مشيرة إلى أنه مع اختفاء السكان سوف يختفي الإقليم فعليا.
وتشير الصحيفة في هذا السياق إلى تصريحات صادرة عن الجانب الأذري تؤكد أن عملية النزوح تلك هي عملية طوعية وأن السكان الأرمن في الإقليم لا يجب أن يكون لديهم أية مخاوف بعد انضمام الإقليم بالكامل للسيادة الأذرية. إلا أنه بات من الواضح، كما تشير الصحيفة، أن نسبة قليلة جدا من السكان الأرمن في كاراباخ هم من يفضلون البقاء في الإقليم في الفترة القادمة.
ويلفت المقال إلى أن هناك مخاوف من حدوث عمليات تطهير عرقي ولاسيما أن كلا الجانبين عاني من تلك الممارسات خلال الصراع الدامي بين الطرفين والذي بدأ منذ ما يربو على ثلاثة عقود. ويضيف المقال في هذا الصدد أنه من الضروري في الوقت الراهن أن تسعى واشنطن والدول الغربية الأخرى إلى نشر قوات مراقبة أممية في الإقليم لرصد أي انتهاكات في ظل الأوضاع الحالية هناك.
وتلفت الصحيفة في الختام إلى أن تلك الإجراءات من جانب المجتمع الدولي ليست فقط لتسوية الأزمة الحالية بين الجانبين ولكن أيضا للحيلولة دون عدم وقوع أية أعمال عنف في المستقبل.