قال د. أحمد حمدى شاهين الباحث فى التنمية السياسية والحاصل على الدكتوراة فى التربية والتخطيط التربوى من جامعة جنوب الوادي ب قنا إن المشاركة السياسة تعد من المؤشرات الهامة التي تدل على ثقافة ووعى المجتمع سياسيا؛ فارتفاع نسبة المشاركة في المجتمع يدل على أنه مجتمع متقدم وواعى بحقوقة السياسية.
وأضاف "شاهين" أن المشاركة السياسية تعني انخراط أفراد المجتمع بجميع فئاته أيا كان رجل أو إمرأة أو شباب وبإختلاف مهنتهم في نشاطات الحياة العامة وفي جميع مجالاتها وممارسة حقوقهم المدنية التي كفلها لهم الدستور والقانون المنظمة للعمل السياسي، وغالبا تأتي بصورة طواعية من قبل الأفراد والتي تعزز قيم المشاركة الشعبية والسياسية كالقيم الديمقراطية والتعددية وحرية الرأي.
وأشار إلى أن المشاركة السياسية تعد أرقى أنواع الديمقراطية وذلك من خلال تحمل أفراد المجتمع مسئولياتهم السياسية سواء كان ذلك عن طريق الانتخاب أو بالترشح، ف المشاركة السياسية تمر بمجموعة من المراحل تبدأ بالاهتمام بالشأن العام ومن ثم الاهتمام بالقضايا السياسية إلى أن تنتهى بالوعي بضرورة تحمل المسئوليات السياسية كالمشاركة في الانتخابات أو الانضمام للأحزاب السياسية وغيرها من الأشكال.
وتابع: لكي تحقق عملية المشاركة أهدافها لابد أن تقوم على حقوق متساوية للجماعات وليس هناك تفرقة في النوع ذكر أو انثى أو بحسب العرق أو الدين ، وأن جميع الفئات التي تعيش في هذا المجتمع متساويين في الحقوق والواجبات واحترام آرائهم ورغبتهم مما يجعلهم قادرين على التعبير عن آرائهم بشكل فعال وسليم، وللمشاركة صور مختلفة منها تقلد الوظائف العامة بمختلف أشكالها سواء حكومية أو تنفيذية أو تشريعية والتمثيل في العمل الاجتماعي والنقابي وغيرها من الأشكال.
وواصل: يرتبط مفهوم المشاركة السياسية بالنظم الديمقراطية لأن أساس الديمقراطية هو المشاركة السياسية لأفراد الشعب، إذن المشاركة السياسية مشاركة أفراد المجتمع في الانتساب للجمعيات والأحزاب والنقابات بكل أشكالها المختلفة والمشاركة في المناقشات السياسية والتعبير عن الرأي بطريقة سلمية.
وأكد ان المشاركة السياسية تتأثر بشكل كبير حسب البيئة التى تحيط بالفرد، فنجد أن هناك مجتمعات تشارك بصورة فاعلة بسبب الظروف البيئية التي يوفرها المناخ الديمقراطي لها وكذلك مدى قابلية النظام السياسي لذلك، وربما نجد في مجتمعات أخرى أن هناك ضعف في المشاركة السياسية لأفراد هذا المجتمع ويرجع ذلك إلى أن هذه البيئة غير مناسبة لإتاحة المناخ الديمقراطي لأفرادها.
ولفت الدكتور أحمد حمدى شاهين أن المشاركة السياسية تعني مشاركة أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع في أكبر عدد ممكن من الأنشطة والمجالات بحيث تتماشى هذه المجالات مع قدرات ومتطلبات هؤلاء الأفراد، وهي العملية التي يمكن من خلالها أن يقوم الفرد بدور في الحياة السياسية بقصد تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية على أن تتاح الفرصة لكل مواطن بأن يسهم في وضع الأهداف والتعرف على أفضل الوسائل والأساليب لتحقيقها.