من صيام الموت إلى الاستقلال.. محطات في حياة المهاتما غاندي في ذكرى ميلاده 150

من صيام الموت إلى الاستقلال.. محطات في حياة المهاتما غاندي في ذكرى ميلاده 150المهاتما غاندي

عرب وعالم2-10-2023 | 19:46

لم يحظ زعيم سياسي في العالم بشهرة و تقدير عالمي مثلما حصل الزعيم الهندي مهاتما غاندي، والذي تحل اليوم ذكرى ميلاده 150، فتعرف على أهم المحطات في حياة الزعيم الروحي للهند و رائد الكفاح المسلح في الهند.

مولده و نشأته


وُلد غاندي في ولاية بوربندر الواقعة في شمال غربي الهند في الثاني من أكتوبر عام 1869.

وتوصف عائلته بأنها من النخبة، إذ كان والده رئيس وزراء الولاية.

وكانت والدته سيدة شديدة التدين، غرست فيه الأخلاق الهندوسية بقوة، وتناول الطعام النباتي والتسامح الديني وأسلوب الحياة البسيط واللاعنف.

فتركت تلك النشأة أثرا على حياته فيما بعد و كانت سببا في انتهاجه المنهج السلمي في كفاحه ضد الاحتلال البريطاني.

والتقى غاندي، عندما كان طالبا يدرس القانون في لندن، أعضاء الجمعية الثيوصوفية، الذين شجعوه على التعمق في قراءة النصوص الهندوسية، لاسيما البهاغافاد غيتا، ووصف فيما بعد النص الهندي القديم بأنه راحة له.

نما تقديره للهندوسية، وبدأ يتعمق أيضا في الديانات الأخرى، متأثرا بشكل خاص بموعظة يسوع المسيح على الجبل، كما تأثر كثيرا بالكاتب ليو تولستوي.

و ساعدته هذه التجارب على العودة إلى المبادئ الهندوسية التقليدية التي عرفها في طفولته، مثل تناول الطعام النباتي، والامتناع عن تناول الكحول، وعدم ممارسة الجنس.

بداية الكفاح في جنوب إفريقيا

عاد غاندي بعد تخرجه إلى الهند لممارسة مهنة المحاماة، وخسر قضيته الأولى وطُرد من مكتب مسؤول بريطاني.
وقبل غاندي، بعد أن تعرض للإذلال، وظيفة في جنوب إفريقيا وأبحر إليها في أبريل 1893، ليقضي فيها 21 عاما.
وأثناء سفره إلى البلاد، طُرد من عربة قطار الدرجة الأولى بسبب لون بشرته.
وبسبب سوء معاملة المهاجرين الهنود، أنشأ غاندي الكونغرس الهندي في ناتال لمحاربة التمييز وتطوير فكرة التطهير الذاتي والاحتجاج المدني اللاعنفي.
أُلقي القبض عليه بسبب تنظيم إضراب ومسيرة للاحتجاج على فرض ضريبة على المنحدرين من أصول هندية، بيد أن البريطانيين اضطروا إلى إسقاط الضريبة والإفراج عن غاندي.
راجت أنباء انتصار غاندي في إنجلترا، وأصبح شخصية دولية.

الكفاح السلمي ضد الاحتلال البريطاني

عاد غاندي إلى الهند وبدأ في حملته من أجل استقلال بلاده في أعقاب مذبحة مدينة أمريستار السيخية المقدسة، عندما أطلق البريطانيون النار على مظاهرة، مما أسفر عن مقتل نحو 400 شخص وإصابة 1300 آخرين.

وتبنى الهنود من جميع طبقات المجتمع والأديان دعوته الرامية للاحتجاج غير العنيف، وتشجيع عدم التعاون مع الحكم البريطاني، والذي تضمن مقاطعة البضائع البريطانية. والصيام حتى الموت احتجاجا على التمييز العنصري في الهند .

وردا على ذلك، اعتقل البريطانيون "غاندي" بتهمة التحريض وإثارة الفتنة وسجنوه لمدة عامين.

وطبّق البريطانيون قانون مكافحة التحريض المثير للجدل، الذي يعود إلى سبعينيات القرن التاسع عشر، للرد على الحركات المناهضة للاستعمار.

وقال غاندي جملته الشهيرة إن القانون "صُمم لقمع حرية المواطن"، ولا يزال القانون معمولا به في قانون العقوبات الهندي وتستخدمه الحكومات المتعاقبة ضد طلاب وصحفيين ومثقفين ونشطاء اجتماعيين ومعارضين للحكومة. ومع تصاعد الأزمة قررت بريطانيا أن تسلك طريق التفاوض مع "غاندي" للوصول إلى حل .

التفاوض من أجل الاستقلال

سافر غاندي إلى لندن في عام 1931 لحضور مؤتمر الطاولة المستديرة كممثل وحيد للمؤتمر الوطني الهندي، وقدم صورة قوية وهو يرتدي ملابسه الهندية التقليدية، وفشل المؤتمر بالنسبة لغاندي، الذي كان يبلغ من العمر في ذلك الوقت 62 عاما.

لم يكن البريطانيون على استعداد لمنح الهند استقلالها، ولم يدعم كثير من المسلمين والسيخ وغيرهم رؤية غاندي الخاصة ب الهند كبلد موحد، ولم يصدقوا أنه تحدث نيابة عن جميع الهنود.

قدم غاندي بعد ذلك استقالته من حزب المؤتمر واعتزل الحياة السياسة، لكنه واصل حملته من أجل المساواة الاجتماعية لصالح "الداليت"، وهي الطبقة المعروفة باسم "المنبوذين".

وأجبرت قدرته على تعبئة الجماهير والنهج السلمي الثابت ببطء السلطات البريطانية على التفاوض.

الاستقلال يتحقق أخيرا ..

تحققت أهداف غاندي عندما أضعفت الحرب العالمية الثانية قبضة بريطانيا على إمبراطوريتها.

وحصل على استقلال بلاده في عام 1947 ، لكن آماله في تعايش المجتمعات الهندوسية والمسلمة مع بعضها في ولاية واحدة تبددت عندما انقسمت البلاد إلى دولتين: الهند وباكستان. وواجه بعد الاستقلال خطرا أشد فتكا من الاستعمار وهو خطر الانقسام بين طوائف الهند

خلق الانقسام مزيدا من العنف، وعاد غاندي إلى دلهي للمساعدة في حماية المسلمين الذين اختاروا البقاء في الهند وبدأوا الصيام من أجل حقوق المسلمين.

وكان غاندي بعد أقل من ستة أشهر من الاستقلال في طريقه إلى اجتماع صلاة في المدينة، عندما أطلق شاب هندوسي متعصب النار عليه.

كان الرجل غاضبا من موقف غاندي التصالحي تجاه المجتمعات الإسلامية وباكستان.

واتحد الناس من شتى أرجاء العالم في حداد على وفاة شخصية سلام عالمية، لم ير على الإطلاق تحقق حلمه برؤية "الهند" التي لا يقسمها دين أو طائفة أو طبقة معينة.

شخصية غاندي في السينما العالمية

وتخليدا لسيرة هذا العظيم قدمت السينما العالمية عددا من الأفلام عن حياته شارك فيها كبار نجوم الهند ومنهم شاروخان النجم الهندى العالمى المعروف.

من أهم الأفلام التى تناولت حياة غاندى فيلم Gandhi عام 1982 بطولة بن كينجسلى وجون جيلجود وكانديس بيرجن وإدوارد فوكس وتريفور هوارد وومن تأليف جون بريلى وإخراج جون بريلى ويرصد الفيلم قصة غاندى وإصراره على الالتزام بسياسة اللاعنف ومحاولات سعيه لاستقلال الهند.

"The Making of the Mahatma " من الأفلام التى قدمت عن غاندى عام 1996 من بطولة راجيت كابور وبالافى جوشى وبول سلابوليبزى وشون كاميرون مايكل وتدور أحداثه حول دعوة غاندى لزيارة جنوب أفريقيا عام 1893

وفى عام 2006 قدم فيلم Lage Raho Munna Bhai، وهو كوميدى درامى من بطولة سانجاى دوت و أرشد وارسي و فيديا بالان وجيمى شيرجيل و الفيلم كتب له السيناريو فيدهو فينود شوبرا ومن إخراج راجكومار حيراني وهذا الفيلم دارت احداثه حول مونا بهاى التى تبدأ رحلة مع المهاتما غاندى من أجل محاربة تاجر الممتلكات الفاسد.

أما آخر الأفلام التي تناولت غاندي فكانت فيلم Gandhi my Father الذى عرض فى 2007 والفيلم من بطولة أكشاى خانا و دارشان جاريوالا و شيفالى شاه و بهوميكا تشاولا وهذا الفيلم من تاليف فيروز عباس خان وتشاندلال دلال ومن إخراج فيروز عباس خان ويستعرض الفيلم العلاقة المضطربة بين مهاتما غاندى وابنه الاكبر.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2