يتربع القطن المصري طويل التيلة، منذ عقود طويلة على عرش الغزل والمنسوجات العالمية، وفي اليوم العالمي للقطن، تحتفل مصر بإنجازات غير مسبوقة في زراعة الذهب الأبيض الذي يعد ركيزة استثمارية للكثيرين من المزارعين بمختلف محافظات مصر، بعد إطلاق حزمة من الإجراءات الداعمة والميسرة لزراعته والتي تتضمن منظومة تسويق عالمية تربط المزارعين بالأسواق العالمية مع توسيع وزيادة الرقعة الزراعية بشكل يتناسب مع قيمة المحصول الذهبي، بالإضافة لتطوير محالج ومصانع الغزل والنسيج، وذلك لزيادة القيمة المضافة بدلًا من تصديره خام للخارج. أن جهود الدولة المصرية حملت على عاتقها تطوير قطاع الأقطان بشكل متكامل يتضمن الزراعة والتجارة والصناعة ويتمثل في زيادة الرقعة الزراعية والاهتمام بالمحاصيل الصناعية وإعادتها لنهضتها من جديد
قال الدكتور مصطفي عطية عمارة رئيس بحوث المعاملات الزراعية والمشرف والمتحدث الاعلامي بمعهد بحوث القطن - مركز البحوث الزراعية، إن القطن المصري يمثل المادة الخام الأساسية لصناعة الغزل والنسيج، ويسيطر على قمة الجودة بالنسبة لأقطان العالم لاحتوائه على الصفات الغزلية والتكنولوجية الممتازة بالإضافة للتجانس والتماثل بين هذه الصفات مما يقلل من الفاقد أثناء التصنيع والتجهيز، الأمر الذي جعل كبري بيوت الأزياء العالمية تفضله عن غيره من الأقطان وتتهافت عليه في صناعة الملابس لتميزه عن غيره من الأقطان.
وأكد عمارة علي أن القطن المصري يعد من أقل المحاصيل الصيفية استهلاكاً للمياه، ومناسب للزراعة في الأراضي الملحية والضعيفة ونهايات الترع، ويعمل على تحسين خواص التربة الطينية والمحافظة على الاستدامة وبالتالي زيادة إنتاجية وحدة المساحة وخاصة المحاصيل المنزرعة عقب القطن، بالإضافة لتوفيره فرص عمل كثيرة خلال عملتي الزراعة أو التصنيع، مع توفير القطن الشعر للصناعة المحلية وتوفير المنتجات الثانوية من الزيوت النباتية والأعلاف، لافتًا إلى أن القطن يعتبر أفضل بديل للمزارع فى الدورة الصيفية في حالة توفير مقومات النجاح.
أصناف القطن الحديثة:
تتميز أصناف القطن المصري بانها من طبقة الأقطان الطويلة ومنها أصناف تلائم الوجه القبلي مثل جيزة (95 ، 98) وأصناف تلائم الوجه البحري مثل سوبر جيزة (86 ، 94 ، 97)، بالإضافة لطبقة الأقطان الطويلة الممتازة مثل أكسترا جيزة (45 ، 93 ، 96) والتي تتميز بالصفات الغزلية والتكنولوجية العالية مثل الطول والمتانة والنعومة، لافتًا إلى أن القطن المصري يتصف بجودته الفائقة مما أعطى له قدره تنافسية بين غيره من أقطان العالم، لتصنع منه أفخم أنواع الملابس والمفروشات العالمية والتي تتميز بالمتانة العالية والقدرة على التحمل والاستدامة لفترة طويلة مقارنة بأي منتجات تصنع من الأقطان الأخرى. وأردف، أن هذه الأصناف الجديدة من القطن تتميز بالانتاجية العالية ومبكرة النضج وقصيرة العمر كما أنها توفر حوالي 30% من المياه المستخدمة في الري.
منظومة تسويق وتدوال الأقطان الجديدة:
وأشار عمارة إلى أن الدولة المصرية وضعت منظومة تسويق جديدة للأقطان منذ عام 2019، وتعتبر مزيجًا من النظام التعاوني القديم ونظام السوق الحر وفى هذا النظام يتم توزيع أكياس جديدة على المزارعين مصنعة من الجوت ومُعلمة بلون لكل صنف في أقطان الإكثار حسب المواصفات المطلوبة مزودة بدوبارة قطنية في مراكز التجميع، ويتم إدارة هذه المراكز عن طريق الشركة القابضة للغزل والنسيج والقطن، وتم تحديد هذا العام عدد 27 مركز في محافظات وجه قبلي و225 مركز في محافظات وجه بحري حيث يتم دخول القطن الزهر لمراكز التجميع بموجب بطاقة الحيازة الزراعية والبطاقة الشخصية.
ولفت إلى أنه يتم فرز الاقطان التي يتم توريدها بمعرفة الهيئة العامة للتحكيم واختبارات القطن ومعهد بحوث القطن لتحديد درجة النظافة والرتبة والتصافي، ثم يتم البيع بموجب مزادات علنية مما يوفر للمزارع فرصة لبيع محصوله بأعلى سعر ويتم تحديد السعر على أساس السعر العالمي والرتبة والتصافي، وأردف، بانه تم تحديد المحالج التي ستحلج حتى لا يحدث خلطًا في الأنواع، مؤكدا أن محالج القطن المصري يخرج منها المنتج النهائي خاليا من الشوائب، والمنظومة الجديدة لتسويق القطن قضت على الوسطاء وربطت المزارع بالسوق العالمية.