كشف مسؤول بالاتحاد الأوربي أن المفوضية الأوروبية ستُقيم مخاطر أربع تقنيات مهمة، تشمل أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي، تستخدمها دول لا تتفق مع قيم التكتل كسلاح، وستتخذ إجراءات العام المقبل لمعالجة المسألة.
يأتي ذلك في ضوء خطوات تتخذها الذراع التنفيذية للاتحاد الأوربي كجزء من إستراتيجيات وضعتها تتعلق بالأمن الاقتصادي للتكتل التي أُعلن عنها في يونيو، وتشمل إجراءات على غرار تلك التي اتخذتها الولايات المتحدة وأستراليا ودول أخرى تشعر بالقلق إزاء نفوذ الصين المتزايد، بالإضافة إلي تقنيتان مهمتان انضوت داخل قائمة الاتحاد الأوربي وهما تكنولوجيا الكم والتقنيات الحيوية مثل اللقاحات وتسلسل الجينوم.
وفي تصريحات مسؤول الاتحاد الأوربي لوكالة رويترز أمس الإثنين مشترطا عدم نشر هويته قال : "ستجري المفوضية تقييمات لمخاطر هذه التقنيات الأربع مع الدول الأعضاء. الموعد النهائي هو نهاية العام. والخطوة التالية هي تخفيف المخاطر في العام المقبل".
ومن التدابير التي قد تتخذها المفوضية فرض ضوابط على التصدير وإقامة شراكات مع الحلفاء الذين يتفقون معها في وجهات النظر.
وسعى الاتحاد الأوروبي في السنوات القليلة الماضية إلى تقليل اعتماده على الصين ودول أخرى في الحصول على المنتجات الأساسية في أعقاب اضطرابات سلاسل التوريد الناجمة عن جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا التي أثارت أزمة طاقة في التكتل الأوربي.
فهل الغرض من التقيم الأوربي وضع ضوابط ومحددات تكنولوجية جديدة أم تقييد النفوذ الصيني؟
المهندس زياد عبدالتواب خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي ومقرر لجنة الثقافة الرقمية في المجلس الأعلي للثقافة يجيب : أن تصريحات مسؤول الاتحاد الأوربي تفيد بالإثنين معا أي وضع محددات وضوابط تكنولوجية جديدة في إطارها التشريعي و أيضا تقليص حجم النفوذ التكنولوجي الصيني.
وأكد عبدالتواب خلال تصريحات أدلي بها لـ "بوابة دار المعارف" أن الكلام الذي قاله مسؤول الاتحاد الأوربي يلتصق تماما مع تحذيرات "معهد مستقبل الحياة" المعني بتـوجيه التكنولوجيا التحويلية نحو إفادة الحياة بعيدا عن المخاطر واسعة النطاق؛في إطار تحقيق الإستدامة؛والذي حذر من ثلاث مخاطر تكنولوجية تهدد الوجود البشري ومنها التكنولوجية الحيوية و الأسلحة النووية بجانب الذكاء الاصطناعي.
وأوضح عبدالتواب أن التكتل الأوربي الأمريكي في حالة صراع تكنولوجي وسياسي دائم ،مع الجانب الآخر روسيا والصين، وأن امتلاك تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بمثابة سباق شرس أنضمت له العديد من الدول والتكتلات السياسية والاقتصادية وكل دولة وتكتل تسعي لإثبات نفسها.
ومن جانبه أشار زياد عبدالتواب أن الضغوط الأوربية الأمريكية التي يتم فرضها على الصين ليست محاولة التقييد الأولي من نوعها ضد الصين فمن قبل كانت هناك حملات بشأن حذر التطبيق الصيني تيك توك بجانب صراع الرقائق الإلكترونية ،ومن قبل ذلك الحرب التي شهدتها شركة هواوي ومنع تطبيقات جوجل عنها.
وأضاف عبدالتواب أن الضوابط والتشريعات التي سيتم وضعها لتنظيم استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لابد أن تراعي كافة المعايير الأخلاقية والإنسانية ،ونفس الضوابط تنطبق علي تقنية الجينيوم ،في إيقاع إنساني متوازن تلتزم به كل الدول العظمي بعيدا عن الانحيازات السياسية.
وبخصوص تسليم الذكاء الاصطناعي ملف "الأسلحة النووية" ؛ يري عبدالتواب أن إذا حدث ذلك لن يكون علي المستوي المطلق ؛أي أن الذكاء الاصطناعي لن يكون بوسعه أخذ قرار،لكن ستكون له مساحة تجريبية لا تخرج عن السيطرة التقنية الخاصة بذلك الشأن.
ويختم مقرر خبير التحول الرقمي حديثه قائلا : أن الذكاء الاصطناعي في حالة من الفوضي ولابد من تشريع حقيقي يتفق ويلتزم به الجميع.