قال المحلل السياسي الفلسطيني علي وهيب: إنه منذ عام 1967 نفذ الإحتلال الإسرائيلي أكثر من مليون حالة إعتقال، ويحتجز في سجونه ومعتقلاته البالغ عددها 24 أكثر من 5 آلاف أسير وأسيرة.
وأوضح "وهيب" في مداخلة له لإذاعة الجزائر اليوم، إن من بين الأسرى 38 إمرأة، و170 طفلاً، و700 مريض، و559 محكوماً بالسجن المؤبد "مدى الحياة"، و450 معتقلاً مضى على إعتقالهم أكثر من 20 عاماً بشكل متواصل، بينهم 22 معتقلاً قبل توقيع إتفاقية أوسلو، و237 شهيداً، إرتقَوا داخل السجون والمعتقلات بالقتل المباشر أو التعذيب أو المرض، وما زال هناك عدد من الجثامين محتجزة في "مقابر الأرقام" والثلاجات، ووصل عدد الأسرى الإداريين إلى نحو 1300 معتقل يحتجزون دون أي تهم أو محاكمات.
وأضاف، إن حكومات الإحتلال المتعاقبة تمارس أبشع أشكال العقوبات والإنتهاكات بحق شعب أعزل، حيث يتواجد أكثر من 750 ألف مستوطن في الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل غير شرعي وغير قانوني، بما يخالف القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة.
وأشار، إلى أن الجهة الحاكمة في إسرائيل اليوم ومن ضمنها الوزيران المتطرفان "بن غفير" و"سموتريتش"، واضحة في أعمالها ومخططاتها ومنهجيتها وتتحدى العالم من خلال الجرائم المقننة، والتنافس الكبير في إقرار القوانين وتقديم مشاريع القوانين، وهذا يدلل على أن إسرائيل دولة فوق القانون، وأنها تتحدى كل العالم بدوله وتشكيلاته الرسمية والأهلية من خلال المضي في الإستفراد بالشعب الفلسطيني.
وأكد "وهيب" إن الشعب والأرض الفلسطينية ضحايا هذا الإحتلال وضحية للاستيطان، فهذه الحكومة الإسرائيلية القائمة اليوم تعيد إحتلال الضفة الغربية من خلال الإقتحامات اليومية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وعمليات القتل، ورأينا "نتنياهو" يرفع خارطة فلسطين التاريخية على منصة الأمم المتحدة على أنها دولة إسرائيل، ما يدل على أنها حكومة لا تؤمن بحل الدولتين وتسعى فقط لتدميره.
كما حذر "وهيب" من إستمرار الإقتحامات، حيث أن الإحتلال يحاول من خلال هذه السياسات خلق وقائع جديدة في القدس الشرقية، ولكن على الإحتلال أن يعلم جيداً ان القدس الشرقية بمقدساتها هي أرض فلسطينية عربية، وجميع محاولاته ستفشل بتغيير طبيعة وتاريخ وهوية القدس، وبدون السيادة والأمن والمقدسات وموافقة الشعب الفلسطيني، وقيادته الوطنية والتاريخية، لن يكون هناك أمن وإستقرار.
وقال، إن دولة الإحتلال باتت تتعايش مع ردود الفعل الدولية تجاه تلك الانتهاكات والجرائم كونها مواقف وردود أفعال متدنية وضعيفة، إعلامية شكلية، لا ترتقي لمستوى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قمع وإضطهاد وتنكيل ونظام فصل عنصري، بل تستظل بها دولة الإحتلال في تعميق إفلاتها المستمر من العقاب وتمردها على القانون الدولي وإستخفافها بقرارات الأمم المتحدة، وتقوم بتنفيذ المزيد من مشاريعها الإستعمارية الإستيطانية وتعميق جرائم الضم التدريجي المتواصل للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وتكريس تقطيع أوصال الضفة الغربية وفصلها تماماً عن قطاع غزة، وتحويل التجمعات الفلسطينية إلى جزر معزولة بعضها عن بعض تغرق في محيط إستيطاني ضخم يرتبط بالعمق الإسرائيلي، بما يؤدي إلى ضرب الوحدة الجغرافية لأرض دولة فلسطين كما حددتها قرارات الشرعية الدولية.
ودعا "وهيب" ضرورة الضغط على إسرائيل للسماح بعقد الانتخابات في الأراضي الفلسطينية كافة، مشيراً إلى إنه من غير المعقول أن تعقد إسرائيل 5 إنتخابات في آخر 4 أعوام، وأن تحرمنا من حقنا بذلك وضرورة أن يعي الجميع جيداً أن السلام الشامل لن يتحقق دون تحقيق وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة كما أقرتها الشرعية الدولية والقانون الدولي.