أعلنت الأكاديمية السويدية لجائزة نوبل ،اليوم الاربعاء، فوز ثلاثة من العلماء في مجال الكيمياء، وهم كل من " مونجي باوندي ولويس بروس وأليكسي إكيموف" . و من بينهم عالم من أصل تونسي وهو " مونجي باوندي" و ذلك لاكتشافهم و تطويرهم للنقاط الكمومية مما شكل ثورة في علم تكنولوجيا النانو.
من هو مونجي باوندي؟
هو كيميائي أميركي من أصول تونسية، ولد عام 1961 في العاصمة الفرنسية باريس، وقضى طفولته في فرنسا وتونس قبل أن يقرر والده الهجرة إلى الولايات المتحدة.
حصل على شهادة الماجستير في الكيمياء من جامعة هارفارد والدكتوراه من جامعة شيكاغو. وهو ابن عالم الرياضيات محمد صلاح باوندي وهيلين بوبارد.
في 1968، أصبح محمد باوندي أستاذا مشاركا في جامعة تونس، ثم رحل في 1970 إلى فرنسا حيث عمل فترة قصيرة في جامعة نيس صوفيا أنتيبوليس، قبل أن يغادر سنة 1971 إلى الولايات المتحدة.
تركز مجموعة باوندي للأبحاث بشكل كبير على دراسة النقاط الكمومية لأشباه الموصلات الغروية، مع الاهتمام المتزايد بالفلوروفورات العضوية.وتنقسم مشاريع البحوث عموما إلى أربع فئات:
التحليل الطيفي.
التجميعي.
علم الأحياء.
الأجهزة.
ركز البحث في البداية بشكل حصري على الدراسة الطيفية للنقاط الكمومية، بينما عالج التقدم الأخير العديد من التحديات في التركيب، التطبيق البيولوجي للمواد النانوية، وبحث الخلايا الشمسية. وبالإضافة إلى ذلك، تهتم مؤسسة باوندي بمطيافية النقاط الكمومية المفردة مع التحليل الطيفي لجزيء واحد. تخرج من جامعة هارفارد.
النقاط الكمومية و دورها في تكنولوجيا النانو..
النقاط الكمومية (quantum dots) عبارة عن جسيمات شديدة الصغر وحجمها من رتبة النانو متر، وهي مؤلفة من مئات إلى آلاف الذرات. يُمكن صناعة هذه المواد شبه الموصلة من عنصر، مثل السيليكون أو الجرمانيوم، أو من مركبات مثل CdS أو CdSe. قد يختلف لون تلك الجسيمات الصغيرة وفقاً لحجمها، ويُمكنك في الصورة التالية مشاهدة مجموعة من جسيمات النقاط الكمومية النانوية CdSe مختلفة الحجم نتيجةً للزمن الذي سُمح بتشكلها أثناءه.و المكونات الأصغر لتقنية النانو تستخدم في الضوء الذي يخرج من أجهزة التلفزيون ومصابيح LED
النقاط الكمومية و دورها في مجال الطب
للنقاط الكمومية و تطويرها أثر عظيم في مجال الطب و علاج الأورام السرطانية ، حيث إن السرطان يتطور عندما تقوم خلايا غير طبيعية بالنمو والانتشار بمعدلات سريعة داخل الجسم. ولا تختلف الخلايا السرطانية التالفة في معظم الأحيان عن الخلايا السليمة، مما يجعل علاج السرطان أمراً غاية في الصعوبة. فتقتل معظم علاجات السرطان الخلايا السليمة بالإضافة إلى الخلايا السيئة، مما يؤدي إلى معاناة أكبر لدى المرضى. ولكن كيف سيكون الحال إذا ما تمكنت من تصميم علاج يستهدف الخلايا السرطانية فقط ويترك الخلايا السليمة؟ في الحقيقة، فباستخدام و تطوير النقاط الكمومية في هذا المجال. و عن طريق هذه الأبحاث المتطورة سوف يتم علاج الخلايا السرطانية التالفة دون تدمير الخلايا السليمة.
وقد قالت الأكاديمية السويدية المانحة لجائزة نوبل: "لقد نجح الحائزون على جائزة نوبل في الكيمياء 2023 في إنتاج جسيمات صغيرة جدا بحيث يتم تحديد خصائصها من خلال الظواهر الكمومية. إن الجسيمات، التي تسمى النقاط الكمومية، أصبحت الآن ذات أهمية كبيرة في تكنولوجيا النانو".
وسوف تعلن اللجنة في الأسبوع الجاري و المقبل أسماء الفائزين في باقي المجالات " السلام و الأدب و الاقتصاد".