اللواء حسين غباشي يروي ذكرياته مع حرب أكتوبر

اللواء حسين غباشي يروي ذكرياته مع حرب أكتوبراللواء حسين غباشي

اللواء حسين غباشى بطل من ابطال حرب أكتوبر يروى رؤيته حول الحرب وأهميتها ويقول مرت مصر خلال صراعها مع العدو الإسرائيلي بثلاث انتكاسات حادة ففى عام 1947
تم هزيمة
الجيوش العربية نتيجة المؤامرة البريطانية والغربية واقيم الكيان الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية باعتراف هيئة الأمم المتحدة ومباركة الدول الكبرى على حساب الشعب الفلسطينى وفى عام 1956تكالبت كلا من انجلترا وفرنسا ومعهم اسرائيل بالتأمر على مصر عقب تأميم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لقناة السويس وقامت إسرائيل بمعاونة انجلترا وفرنسا باحتلال سيناء والتى تمثل جزء عزيز على كل مصرى وهى تعادل 1/16من مساحة مصر مليون كيلو متر مربع الا انه تم تحرير سيناء وجلاء القوات الإسرائيلية بجهود دبلوماسية دولية وفى عام 1967كانت الانتكاسة الثالثة والتى احتلت فيها اسرئيل جزيرة سيناءمرة أخرى والضفة الغربية لنهر الأردن ومرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة وهنا اصيب العدو الإسرائيلي بحالة من الغرور الشديد حتى رأى أن الجيوش العربية لن تقوم لها قائمة قبل عشرات السنين وان الجيش الإسرائيلي هو الجيش الذى لا يقهر وان الجيش المصرى خلق لكى يهزم من قبل الجيش الإسرائيلي لذلك كان من الضرورة القصوى أن تمحى هذه الهزائم السابقة
وتعود الجيوش العربية كرامتها ويتم تحرير الأرض التى سلبت بالغدر والمؤامرة الغربية فكان لابد أن تثار العرب لكرامة
لكرامتهم والعمل على استيرادها ولذلك تم إعادة بناء القوات المسلحة المصرية اعتبارا من العاشر من يونيه 1967ورفض الشعب المصرى فى الهزيمة وطالبوا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالعدول عن استقالته والعودة لاستكمال المسيرة حتى يتم تحديدا الأراضى المصرية وبدأ عمليا القيام بالعمليات العسكرية المتتالية عقب تقسيم مراحل القتال بداية من مرحلة الصمود وصولا إلى مرحلة الدفاع النشط و حرب الاستنزاف والتى استمرت قرابة العامين حتى أن العدو كان يشكو دائما إلى الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمطالبة بوقف إطلاق النار وقبلت مصر وقف إطلاق النار لاستكمال شبكة الدفاع الجوى كاقوى شبكة دفاع جوى أقيمت لدولة فى العصر الحديث إلى أن قامت حرب اكتوبر فى اليوم السادس من اكتوبر الساعة الثانية ظهرا بمفاجأة استراتيجية أذهلت العالم كله وقامت القوات المسلحة المصرية بتدمير خط بارليف وعمل رؤوس كبارى وعبرت قناة السويس شرقا وتقدمت وفق الخطة الموضوعة لمسافة حوالى 15كيلو مترا لتحتمى بشبكة الدفاع الجوى وسقطت أسطورة خط بارليف خلال 48ساعة من الحرب لتكسر القوات المسلحة المصرية نظرية الأمن الاسرائيلى القائمة على مانع طبيعى وخط دفاعى صناعة
صناعى اعتمدت عليه اسرائيل أنه لا يقهر حتى أن الخبراء الامريكين قالوا عن خط بارليف لا يمكن تدميره لا بالقنابل الذرية وتم كسر هيبة الجندى الإسرائيلي الذى لا يقهر وخلق لينتصر كما تم أيضا كسر غرور الإله العسكرية الإسرائيلية التى ادعت إسرائيل أنها تتفوق على الاله العسكرية العربية هذا من ناحية الضرورة العسكرية أما من ناحية الضرورة السياسية فإنه لابد أن تتغير نظرة العالم إلى الأمة العربية لأنها ليست أمه خاملة ولا أمل فيها من صعودها عالميا وتحقق ذلك واحترام العالم للقوات العربية واعترف القادة فى جميع أنحاء العالم بالقدرات العربية وقدرتها على التحرك السريع وتعاملت دول العالم مع القضايا العربية بواقع جديد والذى كان له التأثير الواضح فى مجريات الأحداث السياسية أما الضرورة الاقتصادية فكان لابد من تحرير الأرض وتحقيق الاستقرار والسلام حتى يسمح بالاستثمارات الأجنبية والتطور الاقتصادى السريع الذى توقفت منذ عام 1967وحتى 1973
نظرا لعدم الاستقرار والحركة العسكرية النشطة المستمرة وتحقق ذلك بأن قام الراحل أنور السادات بفتح الاستثمارات الأجنبية لإنشاء المشروعات لتنمية الاقتصاد المصرى أما الضرورة الاجتماعية وهى شديدة الأهمية فإن الشعب المصرى لم يكن
ليقبل تواجد العدو الإسرائيلي على مسافة عرض القناة 200مترا حتى أن الشعب المصرى كان يشعر بالعار لتواجد العدو الإسرائيلي بالقرب من حدودنا لأن مصر بتاريخها العريق منذ أكثر من 7الاف سنة لم تكن لتسمح ابدا لأى قوة أجنبية بالسيطرة على اراضيها و كان اليهود الذين يطلق عليهم
العبرانيين كانوا فى مصر القديمة يعملون فى الزراعة وحفر الترع والمصارف وخدم ولم يكن منهم من يعمل فى المهن العليا كالطب والهندسة
أو علماء فلك اوامراء مثل المصريين القدماء
ومن هنا كان احساس المصريين لا يقبلون مطلقا تحت اى مسمى وجود أى جندى إسرائيلى على أرض مصري نفسيا وعسكريا واجتماعيا ومن جميع النواحى فى الحياة ومن هنا نقول إن حرب اكتوبر كانت ضرورة لكل الأسباب السابقة وقد حققت أهدافها كاملة بفضل قيادة حكيمة وجيش قوى ورجال اشداء يحبون بلادهم فقد بذلوا الغالى والثمين من أجل وطنهم والحفاظ عليه حفظ مصر وجيشها العظيم وتحيا مصر

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2