التاريخ السري لاغتيال بطل الحرب والسلام (1 - 3)

التاريخ السري لاغتيال بطل الحرب والسلام (1 - 3)عاطف عبد الغنى

الرأى6-10-2023 | 19:55

6 أكتوبر من عام 1981، يوم لا يمكن أن تنساه ذاكرة التاريخ، كان يوم احتفال مصر بالذكرى الثامنة لانتصار أكتوبر العظيم، وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حريصا على هذا الاحتفال، حرص القائد المنتصر، بطل الحرب والسلام، وكان يترقب السادات مثل كثير من المصريين استعادة الجزء الأخير من سيناء المحررة باتفاقات السلام من يد العدو، هذا الحدث الذى كان بالنسبة له عبورًا جديدًا، وانتصارًا لا يقل عن الانتصار العسكرى الذى تحقق بالحرب، لكن شيئا فى الداخل المصري كان يقلقه، حركة المعارضة وسلوكها ضد فكرة ومعاهدة السلام مع إسرائيل، وكان يخشى أن يتلقف الإسرائيليون هذا ليتملصوا من تعهداتهم، ويعطلوا تنفيذ ما تبقى من اتفاقيات تتعلق برد الأرض المغتصبة من سيناء.

وقيل إن السادات كان ينوى أن يتخلى عن الحُكم بعد تحقيق هذا الهدف، استرداد سيناء بالكامل، كان - رحمه الله - يريد أن يخلد للراحة والسلام، كان فى طبيعته جانبًا إيمانيًا عميقًا، وربما هذا الشعور الباطنى هو الذى دفعه فى يوم ما إلى تقريب المسافة بين السلطة، والحاكم، وجماعة الإخوان، المحسوبة زورًا وبهتانًا على الإسلام، والمسلمين.

كان صاحب الفكرة فى البداية واحد من المقربين منه، كان وزير دولة غير مشهور اسمه محمد عثمان إسماعيل، قابلته قبل أن يرحل عن دنيانا وأجريت معه حوارًا استغرق ما يزيد على 16 ساعة مسجلة، حكى فيها كيف توجه إلى السادات بفكرة استقطاب جماعة الإخوان، وإدماجهم فى الحياة السياسية، ليواجهوا اليساريين، والناصريين، الذين هاجموا السادات فى بداية حكمه، بعد رحيل عبد الناصر، كأنهم ينتقمون منه لموت الزعيم، واتهموا السادات بأنه يمشى على نهج عبد الناصر بأستيكة (يمسحه)، أو شىء أشبه بهذا.

وافق السادات وأطلق يد وزيره للتفاوض مع الإخوان، بشروط، فقابل محمد عثمان إسماعيل مرشدهم عمر التلمسانى ونقل له شروط السادات التى تتلخص فى تغيير مسمى الجماعة، وحل التنظيم المسلح للجماعة لتصبح فقط جماعة دعوية، فطلب التلمسانى من إسماعيل مهلة للتفكير، ثم عاد له رافضًا شروط السادات، وقال إنه (السادات) يريد استغلال الجماعة وتوظيفها لمصالحه الشخصية، فأسقط فى يد إسماعيل، واحتار كيف يعالج فشل فكرته، أو مهمته أمام الرئيس السادات، وهداه تفكيره (محمد عثمان إسماعيل) أن يعود للسادات بفكرة أخرى، ولم تكن هذه الفكرة إلا بداية النهاية.. نهاية الرئيس الراحل بطل الحرب والسلام، محمد أنور السادات.

وللحديث بقية..

أضف تعليق