مهما تحدثنا عن نصر أكتوبر 1973 والذى مر عليه 50 سنة لن نستطيع أن نوفيه قدره.. ولا حتى سرد كل ما حدث فيه من بطولات خارقة لقواتنا المسلحة من خطط وأداء وتنفيذ مهام قتالية تفوق الخيال وتندرج تحت المستحيل و"اللامعقول".
فبالرغم من مرور 50 سنة على هذا النصر الأسطورى إلا أن هناك الكثير من البطولات القتالية للجندى المصرى لم تذكر ولم يتم سردها حتى الآن.. إلا أن هناك 5 بطولات أتوقف أمامها باعتبارها الركيزة الأساسية لهذا النصر الأسطورى..
البطولة الأولى خطة الخداع التى أشرف عليها وأدارها – بنفسه – الرئيس الراحل السادات بطل هذا النصر بكل ذكاء ودهاء، والتى جعلت الشعب المصرى نفسه قبل نظيره الإسرائيلى أن يكون على يقين بأن مصر لن تتحرك ولن تحارب.. بدءًا من تكليفه المخابرات المصرية بإشاعة أن الرئيس السادات مريض وأنه يجهز للسفر للخارج للعلاج إلى الإعلان الوهمى عن فتح باب الإجازات للضباط، والإعلان أيضا عن سفر بعض الضباط إلى السعودية لأداء العمرة.. والإعلان كذلك عن سفر قائد القوات الجوية إلى ليبيا، وغيرها من الأمور.. لينجح جهاز المخابرات المصرى فى خداع وتضليل نظيره الإسرائيلى بأن مصر لن تحارب.
والبطولة الثانية هى إقلاع جميع الطائرات المقاتلة المصرية وعددها 220 طائرة من مختلف المطارات الحربية فى أوقات مختلفة يوم 6 أكتوبر لتصل جميعها فى وقت واحد بالدقيقة والثانية فوق الجبهة وتدك جميع المواقع والمطارات والتحصينات الإسرائيلية وتسويها بالأرض.
أما البطولة الثالثة فهى خطة هدم الساتر الترابى، الذى أقامه الإسرائيليون على طول القناة وأطلقوا عليه أنه حصنهم الحصين الذى يستحيل اقتحامه، وقال عنه الأمريكان إنه يحتاج إلى 3 قنابل نووية لكى يتم اقتحامه وهدمه، بفكرة بسيطة لضابط مهندس وهو اللواء "باقى زكى" بواسطة مضخات المياه وهى فكرة اقتبسها عندما كان يعمل مهندسًا فى بناء السد العالى.
والبطولة الرابعة هى مشهد حمل الجنود المصريين أثناء العبور على ظهورهم المعدات الحربية الثقيلة من "آر بى جى" ومدافع وغيرهما للعبور بها للضفة الغربية والتى بلغ أوزان بعضها 300 و400 كيلو.
والبطولة الخامسة هى توحد إرادة المصريين أثناء هذه الحرب والتفافهم حول قياداتهم السياسية لدرجة أن محاضر الشرطة لم تسجل حادث سرقة واحدًا طوال هذه الحرب.. فحتى الحرامية واللصوص حرموا أنفسهم من أن يسرقوا.
هذه البطولات الخمس التى جعلت المصريين يستطيعون تحقيق "نصر أسطورى" بعد 6 سنوات فقط من هزيمة 1967، ويلقنون الإسرائيليين "علقة ساخنة" ليكون يوم 6 أكتوبر مع قدوم كل عام هو الذكرى التى لن ينساها الإسرائيليون طوال عمرهم.
تحية لكل جندى وضابط شارك فى هذا النصر.. وكل عام ومصر دائمًا منتصرة.