عشت على مدار ثلاثة أيام وما يزيد عن 30 ساعة عمل عرض شامل ل حكاية وطن منذ 2011 إلى 2013، وما تم فى مصر أثناء حكم الإخوان والجرائم التى ارتكبت واستشهاد الآلاف وتدمير المنشآت، خاصة الأمنية وقتل الأبرياء، كان المشهد فى مصر عصيبا وصدّرنا للعالم كله أن مصر دولة غير مستقرة وأثّر ذلك على الحالة الأمنية والاقتصاد المصرى بالذات الذى تراجع كثيرًا، وكان لهذه الفترة أكبر أثر سيئ شهدته وعاشته مصر والمواطن المصرى بصفة خاصة، حيث انعدم الأمن وأصبح السلب والنهب والتعدى على الممتلكات الخاصة والعامة سلوكا نراه يوميًا وسرقة السيارات وارتفاع معدل الجريمة وانتشار المخدرات.
30 نوفمبر 2013
بدأنا مرحلة جديدة إذ ثار الشعب واختار قائده وفوض وزير الدفاع آنذاك تفويضا كاملا لتولى مسئولية مصر فى وقت فاصل ومشهد لم تره مصر من قبل عبر خروج الملايين فى جميع محافظات مصر من أجل إعلان اختيارهم ومن أجل الحفاظ على حياتهم ومستقبلهم ومستقبل أولادهم وأحفادهم، لمصر جديدة بخطوات ثابتة وتدشين عقد اجتماعى جديد تتمثل ملامح هذا العقد فى معالجة أخطاء الماضى والمضى قدمًا فى الإصلاح الجذرى والشامل على كل الأصعدة والمستويات لبناء الجمهورية الجديدة.
هذا المفهوم الذى يمثل الإطار الشامل والفلسفة العامة للدولة المصرية؛ لتأسيس «حكاية وطن»، التى ركّزت على دعائم الجمهورية الجديدة وبُنيت لبنائها خطوة بخطوة وشملت كل قطاعات ومؤسسات الدولة وحتى المجتمع المدنى والأفراد بغية تدعيم الركائز الإنسانية وبناء الإنسان وفق آلية وتخطيط استراتيجى يضع فى اعتباراته العديد من المحددات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعمل بالتوازى معها..
هذه الجمهورية بمفهوم جوهر الواقع والأثر الملموس ومبادئ أساسية وهي:
1- بناء الإنسان
2- التنمية الاقتصادية والاجتماعية
3- حقوق الإنسان
أولاً: بناء الإنسان
يهدف إلى تغيير أوضاع المعيشة والحياة؛ لتعزيز دوره كمواطن يقوم بواجباته السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى ظل التطلع للتغيير فى الأفكار والسلوكيات ونظم الإدارة وسُبل الحياة.
تبلورت بوادر هذا المنهج عام 2019 مع مبادرة تهدف إلى توفير سُبل الحياة الكريمة للفئات الأكثر احتياجًا فى القرى والمراكز الفقيرة فى الريف المصرى.
وســبقها طبعـــــا المناطــــــــق العشوائية، التى انتشرت فى مناطق كثيرة من محافظات مصر بمساكن لا تليق بالمواطن المصرى فى أماكن صعبة وظروف قاسية تساعد على زيادة معدل الجريمة وانتشار الأمراض وصعوبة وصول الخدمات الصحيـــــة والتعليمية وغيرها، حتى الأمن مفقود.
وكان هنا التصدى للمشكلة وعلاج المرض وليس العرض فى أكبر مبادرة لانتقال أبناء هذه المناطق إلى سكن آدمى ومجتمع جديد به كل الخدمات التى يستحقها الإنسان المصرى والارتقاء بمستوى كل المرافق والخدمات المقدمة للمواطنين.
ثانيًا: التنمية الاقتصادية والاجتماعية
هى تتكامل مع البند السابق الذى يرغم تطوير التنمية السياسية وهى تمثل أساس تثبيت واستقرار الدولة ومؤسساتها واستدامة الترابط الاجتماعي.
بالإضافة إلى العمل على تشبيك الأبعاد لخدمة المحاور الأخرى؛ لتحقيق أكبر قدر من التكامل لخطة الدولة لتنمية المجتمع.. وأن يكون تطويرا مختلفا لسلوك المواطن وهو العنصر الأساسى لبناء الدولة.
ثالثا: حقوق الإنسان
وهى بمفهومها الشامل أساس تلك الجمهورية ومنطلقا لها.. من حيث وضع المعايير والمحددات مثل، الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والتنمية المستدامة والأبعاد الأخرى لحقوق الإنسان؛ لتعمل وفقها المؤسسات وتمثل هدفا أمام عمل أى مشروع فى المجتمع من جانب، وبالتالى لا تعد حقوق الإنسان ملفا منفصلا عن أى من الجهود التى تقوم بها الدولة والمجتمع، وإنما منطلقا لها فضلا عن تحقيق عدد من الشروط التنموية المسبقة بما يسهم فى ضمان الاستقرار السياسى ووجود هياكل اجتماعية تضمن ممارسة الآليات الديمقراطية بصورة أكثر استدامة وتتحاشى أيا من مظاهر الخلل الذى ظهر فى المجتمعات على مستوى العالم عقب تفشى وباء فيروس كورونا.
فإن هذا العقد يشمل فى طياته مقاربة شاملة لعمل متعدد الاتجاهات والدفع فيها بصورة لا تخل بأى منها.. فى إطار رؤية شاملة وضعت بشكل علمى مدروس متضمنة أهدافها المرحلية والاستراتيجية «رؤية مصر 2030» بما تتضمنه من خطط؛ لتطوير التعليم والصحة بشكل أساسى والعمل وفق خطة إصلاح اقتصادى يسهم فى نقل المجالات الأخرى وتدعيمها فى خطواتها الأولى؛ لتسهم فى المراحل اللاحقة للتنمية الشاملة المصرية داخليا وخارجيا عبر إقرار سياسة خارجية مستقلة تستهدف تحقيق التنمية المشتركة لجميع الأطراف وفق مبادئ الإنصاف والتوزيع العادل للموارد وضمان محددات الأمن القومى المصرى.
عبر استعراض التحركات المصرية فى إفريقيا وتدشين منظمة غاز شرق المتوسط..
والهدف الأساسى المهم وهو الارتقاء بجودة الحياة للمواطن المصرى وتحسين مستوى معيشته فى مختلف نواحى الحياة، وذلك من خلال ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية والمشاركة فى الحياة السياسية والاجتماعية مع تحقيق نمو اقتصادى مرتفع ومستدام.
هذه مقدمة مهمة لحكاية وطن، التى لخصها وعرضها مؤتمر مهم أقيم لثلاثة أيام، شارك رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى وكل من وزير الخارجية والداخلية والصناعة والتموين والتجارة الداخلية والكهرباء والصحة والبترول والشئون الاجتماعية والرى والتخطيط والمالية والفصل كل فى اختصاصه..
ثم عرض كيف كنا من أول 2014 وقبلها وحتى عام 2023 من الإنجازات والتحديات بصراحة ووضوح شديد لحظات عشناها لنرى ماذا عملت القيادة السياسية؟ وكيف واجهنا المشاكل؟ وكيف تم حلها مهما كانت صعوبتها؟ بل وناقش الرئيس مع الوزراء كل التفاصيل وطالب بالمزيد من العمل والجهد مهما كانت الصعوبات والتحديات، فمن حق المواطن أن يعرف لماذا هذه المشروعات؟ وكيف كانت الأولويات؟ وماذا تم حله؟ وماذا لدينا من مشروعات عمل شاق ومجهد وسط عالم يموج بالتحديات، هذه هى الحكاية ولنا معكم أكثر من لقاء لإلقاء الضوء على كل تفاصيل الحكاية.. من حقك أن تعلم.