الفريدو والزهايمر

الفريدو والزهايمرشيماء مكاوي

الرأى9-10-2023 | 00:33

قدمت الفنانة إلهام شاهين سيمفونية رائعة عزفت بها على أوتار قلوب المشاهدين من خلال مسلسل "الفريدو"، الذي قام بتأليفه عمرو محمود يس ، مقتبسا عن رائعة الكاتب الراحل مصطفى محمود "٥٥ مشكلة حب".

وكنا نتوقع أن يكون العمل رومانسي ولكنه كان رومانسي من نوع آخر بعيدا عن جميع التوقعات، فقد تناول العمل مرض الزهايمر ولكن بشكل فريد من نوعه وكأن عنوان العمل "الفريدو" جاء ليعبر عن مضمونه.

استطاع مؤلف العمل عمرو محمود يس أن يعرض مشاعر مريض الزهايمر بشكل جعل المشاهد يتخيل مشاعره اذا أصيب بهذا المرض الشرس، وهذا الأمر يشهد له بأنه كاتب بارع وهو ليس بجديد عليه فقد شهدت أعماله جميعها بذلك.

عمرو محمود يس استطاع أن يثبت ان للفن قيمة وثراء وتأثير مباشر على المشاهد واحترم عقول المشاهدين في تقديم أعمال فنية هادفة ليست لمجرد الترفيه أو التسلية وهذا ما نبحث عنه ونريده في الفترة المقبلة.

واذا تحدثت عن الفنانة الرائعة الهام شاهين فلا أستطيع أن أفي بحقها في تجسيد شخصية مريض الزهايمر بهذه البراعة وتلك الحرفيه الشديدة، وهو دور جديد عليها اول مرة تقدمه، ولكنها استطاعت أن تجسد مشاعر مريض الزهايمر بكل حواسها، وعبرت عن ما يشعر به فقط بأعينها، وهو الأمر الأصعب على اي فنان، ولكنها نجحت بجدارة في ذلك.

وعلى الرغم من تقديم شخصية مريض الزهايمر في أكثر من عمل من قبل الا انها قدمتها بشكل منفرد تماما فعزفت على قلوب المشاهدين بجميع جوانحها وحواسها.

اما الفنان أحمد فهمي فقدم "فريد" ذلك الشاب الذي ضحى بنجاحه وأمواله من أجل البقاء بجانب عمته "ثريا" المريضة بالزهايمر ورعايتها حتى وفاتها، وتخليد ذكراها وهو الأمر الإنساني الذي غاب عنا في هذه الأيام للأسف، وكأنه يريد أن يقدم رسالة عظيمة لأي شاب يبحث عن نفسه فقط ومصلحته الشخصية دون التفكير في غيره، والشعور بالغير أمر هام وضروري، ورد الجميل أيضا لمن ضحى من أجلك سواء الأم أو الاب أو العم أو الخال أو الجد، فمن زرع يحصد ولو بعد حين.

واشترك في العمل العديد من النجوم الآخرين مثل ندى موسى التي قدمت دور أكثر من رائع، وإيمان السيد التي كانت تراعي "ثريا" قدمت شخصيتها بشكل مختلف عن ما تعودنا أن نراها، امير شاهين و انجي كيوان و عمر شرقي و محسن صبري وأحمد فريد و روان حسن، جميعهم كانوا أكثر من رائعين.

بشكل عام استمتعت كثيرا بهذا العمل المتكامل من كل الجوانب، القصة مختلفة والابطال استطاعوا ببراعة تجسيدها، فتحياتي وتقديري واحترامي لكل من يقدم فن هادف يؤثر ايجابيا في نفوس المشاهدين.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2