سم "جولدا " القاتل

سم "جولدا " القاتلأحمد النومي

الرأى9-10-2023 | 08:37

تشكل حرب أكتوبر ذكرى موجعة للعسكرية الإسرائيلية، بعد أن خلفت هزيمة نفسية للشعب الإسرائيلى، وكسر أسطورة الجيش الذى لا يقهر، وانتهت "مواجهات الجبهات" بتوقيع اتفاقية السلام، وظلت "مواجهات العقول" مفتوحة.
أدبيات قادة إسرائيل عن حرب أكتوبر تعتمد على نشر روايات مغلوطة ومزيفة، باعتباره أنه لم يكن نصرا مبينا، واعتمدت فى تسويق هذه الأكاذيب على أسلحة ناعمة هى الروايات والدراما والأفلام والكتب.
الصراحة تقتضى القول بأن إسرائيل أدركت جيدًا خطورة سلاح الشاشة، ومن خلاله نشرت الأكاذيب، ولعل فيلم "جولدا"، الذي عرض مؤخرًا فى دور العرض الأمريكية نموذج لحروب الجيل الرابع، من خلال طرح روايات مزيفة.
الفيلم ذكر نصف الحقيقة، بأن العرب نجحوا فى المعركة لكنهم لم ينتصروا فى الحرب، هكذا أراد صناع الفيلم أن يدسوا لنا السم فى العسل.
بهدف تبييض وجه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
بدون شك، إن فيلم "جولدا" أكذوبة جديدة فى فصل الروايات الإسرائيلية بهدف غسل "عار" الهزيمة لدى الإسرائيليين بعد أن "مرمغ" بها الجيش المصرى التراب، وكلها روايات ملفقة ومصنوعة من قبل "الموساد الإسرائيلى، الذى نجحت مخابراتنا فى استدراجه فى خطة الخداع الاستراتيجى، وظل الصراع بين قادة الجيش الإسرائيلى والموساد مستمرًا وكلا منهما يحمل الآخر مسئولية الهزيمة، لعل تحقيقات "لجنة إجرانات" كاشفة لهذا الإخفاق العسكرى.
"اللعب فى العقول" هى عنوان الحرب الدائرة الآن بين أجهزة الاستخبارات، ومعركة احتلال الأرض أصبحت "موضة قديمة" وتم ستبدالها "بأدمغة الناس"، والإسرائيليون يستهدفون عقول الأجيال الجديدة من خلال نشر سلسلة من الروايات والأفلام الكاذبة التي تسوق لنصر وهمي لهم، فالمعركة تحولت من احتلال الأرض إلى احتلال العقل، وتثبيت صورة مغلوطة فى أذهان ممن لم يعاصروا نصر أكتوبر المجيد.
فى كرة القدم هناك ما يسمى "بالهجمة المرتدة" والمطلوب الرد على فيلم "جولدا " بعد عرضه فى مهرجان برلين السينمائى، ثم عرضه تجاريا فى أمريكا، من خلال إنتاج فيلم عالمى يكون وثيقة تاريخية للعالم عن هذا الانتصار العربى الكاسح، بخلاف إنتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية الجديدة، تروى ملحمة العبور، فقصص معارك أكتوبر لا تعد والبطولات لا تحصى، وتستحق كل منها فيلمًا يخلد أبطاله.
مطلوب حماية نصر أكتوبر من السرقة، وأعتقد أنه آن الآوان كما قال الرئيس السادات: بأن نجلس لنقص ونروى ماذا فعل هؤلاء الأبطال كل فى موقعة.

أضف تعليق