خبير آثار يرصد المردود الثقافى والسياحى لافتتاح المتحف اليونانى الرومانى

خبير آثار يرصد المردود الثقافى والسياحى لافتتاح المتحف اليونانى الرومانى المتحف اليونانى الرومانى

مصر11-10-2023 | 12:15

يفتتح الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء اليوم المتحف اليونانى - الرومانى بالإسكندرية بعد تطويره.

وفى ضوء هذا يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار إلى أن مبنى المتحف اليونانى الرومانى نفسه قيمة تاريخية وأثرية وقد أنشىء منذ 131 عام، ومسجل كأثر بالقرار رقم 822 لسنة 1983، ويحمل الشارع الموجود به المتحف اسمه وهو متفرع من شارع فؤاد خلف مبنى محافظة الإسكندرية.

أنشأته مصلحة الآثار بالتعاون مع بلدية الإسكندرية عام 1892م وبدأت فكرة تأسيس متحف بمدينة الإسكندرية عام 1891م نتيجة اقتراح الجاليات الأجنبية والمجموعات الخاصة التى تكونت بواسطة هذه الأسماء (بيجول، زيزينيا، هارس، ديمتريو) للحفاظ على تراث الإسكندرية، وكانت بداية إنشاء المتحف فى منزل مؤجر بطريق رشيد (شارع فؤاد حاليًا) وكان يتكون من أربع أو خمس حجرات حتى تقرر بناء المتحف شمال المتحف الأول عام 1892م، مصمم المتحف المهندس (ديتريش وستيون).

وينوه الدكتور ريحان إلى افتتاح المتحف رسميًا الخميس 26 ديسمبر 1895م بحضور خديوى مصر عباس حلمى باشا فى احتفال تم تسجيله داخل إطار خشبى يحتوى على محضر الافتتاح وتوقيعات الخديوى عباس حلمى ونص المحضر فى ثمانية أسطر كالآتى:-

إنه فى اليوم الخميس المبارك الموافق 26 شهر سبتمبر سنة ألف

وثمانية وخمسة وتسعين وسبع ربيع الثانى سنة ألف وثلاثماية وثلاثة عشر

فى الساعة العاشرة والنصف أفرنكى صباحا تفضل سمو عباس حلمى باشا

خديو مصر بتشريفه حفلة افتتاح متحف الإسكندرية الجديد بذاته الشريفة

فاستقبل القومسيون البلدى جنابه مقدما واجبات الشكر والإخلاص

عليا أولاه من الشريف الرفيع بهذه الزيارة الميمونة

فتخليدا لذكر هذا الأثر الجليل فى بطون صحف القومسيون قرر القومسيون

أن يحرر هذا المحضر بما ذكر فى اليوم والشهر والسنة المذكورة آنفا

وأسفل هذا النص توقيع عباس حلمى باشا ومدير المتحف، وكان المتحف فى عام 1899م يتكون من عشر صالات، وفى عام 1896 تم إضافة الصالتين 11، 12، وفى عام 1899تم إضافة الصالات من 13 إلى 16، وفى عام 1904 تم افتتاح الصالات من 17 حتى 22، وكان المتحف يتطور تطورًا سريعًا بفضل النشاط المتميز لمديره الأول (جيسب بوتى) الذى تولى إدارة المتحف منذ تقرر إنشاؤه عام 1892

ويتابع الدكتور ريحان أن المتحف يضم مجموعة كبيرة من الآثار تبلغ 45 ألف قطعة بما فيها المعروض والموجود بالمخازن، منها الآثار المكتشفة بالإسكندرية وماحولها، ومعظمها آثار من العصر البطلمي والعصر الروماني منذ نشأة الإسكندرية في القرن الثالث قبل الميلاد إلي القرن الثالث بعد الميلاد، وكذلك مقتنيات من الآثار المصرية القديمة ولوحات من الفيوم.

أشهر تماثيل المتحف رأس من الرخام الأبيض يمثل يوليوس قيصر، رأس من الرخام يمثل الإسكندر الأكبر ، مومياء من العصر الروماني عليها صورة المتوفى بالألوان من الفيوم.

ويشير الدكتور ريحان إلى المردود الثقافى لافتتاح المتحف والمتمثلة فى اكتمال المنطومة الأثرية الثقافية المتنوعة لآثار الإسكندرية والتى تعد مدارس فنية من عصور متعاقبة تتجسّد فيها عبقرية المعمارى المصري ولمساته الفنية المتفردة التى تضفى على جمال الإسكندرية جمالًا روحيًا كمنبع للثقافة والفكر كما كانت قديمًا

فهو إحياء وتجديد للثقافة السكندرية العالمية المستمدة من مكتبة الإسكندرية الملَكية أول مكتبة حكومية عامة عرفت في التاريخ وظلت أكبر مكتبات عصرها، أنشأها خلفاء الإسكندر الأكبر منذ أكثر من ألفى عام لتضم أكبر مجموعة من الكتب في العالم القديم والذى وصل عددها آنذاك إلى 700 ألف مجلد بما في ذلك أعمال هوميروس ومكتبة أرسطو، أمر بطليموس الأول بإنشائها 330 قبل الميلاد وتم الانفاق عليها ببذخ في عهد بطليموس الثاني حيث قام بتوسعتها وإضافة ملحقات لها

وضمت المكتبة كتب وعلوم الحضارتين المصرية القديمة والإغريقية لتعبر عن المزج العلمي والالتقاء الثقافي الفكري بعلوم الشرق وعلوم الغرب فهي نموذج للعولمة الثقافية القديمة، وقد فرض على كل عالم يدرس بها أن يدع بها نسخة من مؤلفاته

وينوه الدكتور ريحان إلى المردود السياحى لافتتاح المتحف اليونانى الرومانى الذى يمثل ردًا عمليًا ملموسًا وسريعًا على ما حدث بعامود السوارى ليؤكد أنه مجرد حادث عابر فردى وأن السياحة مستمرة بنفس معدلاتها مستمرة فى الزيادة نتيجة الإنجازات المتسارعة فى الثمان سنوات الماضية فى قطاع السياحة للوصول إلى 30 مليون سائح مع زيادة عدد الليالى السياحية

وقد حقق قطاع السياحة 5 مليار دولار "2013 - 2014" إلى 12.6مليار دولار "2018 - 2019" ، ففى قطاع الآثار تم إنشاء المتاحف الجديدة مثل متحف شرم الشيخ وكفر الشيخ والغردقة ومتحف سوهاج القومى ومتحف الحضارة، وتطوير متاحف تعرضت للتلف بفعل الإرهاب مثل متحف الفن الإسلامى ومتحف ملوى، وتطوير ميدان التحرير محط أنظار سياح العالم بتكلفة 150 مليون جنيه، وانتظار العالم لافتتاح الرئيس السيسى للمتحف الكبير، علاوة على استعادة 7387 قطعة أثرية من الخارج بجانب استرداد 21 ألفا و660 عملة معدنية، وتوفير الموارد لانطلاق أعمال التنقيب التى أنتجت اكتشافات أثرية بحجم اكتشاف خبيئة الدير البحرى عام 1881 ومقبرة توت عنخ آمون عام 1922 وهى اكتشاف خبيئة العساسيف بالأقصر والاكتشافات المتوالية بسقارة، علاوة على مائة كشف أثرى بالأقصر وسقارة والمنيا والمنوفية وسيناء عن طريق البعثات الأثرية المصرية التى بلغت 80 بعثة والأجنبية العاملة في مصر والتى بلغت 190 بعثة، كما تم افتتاح أول مصنع للمستنسخات الأثرية في مصر، وتطوير وإعادة تأهيل 24 متحف، ومائة مشروع للترميم والتطوير بمختلف المحافظات، كما شهد قطاع الآثار تنظيم 253 معرضًا دوليًا وإقليميًا منها معرض توت عنخ آمون في باريس، وتساهم هذه المعارض فى دعاية كبرى للسياحة المصرية وتحقق إيرادات عالية، وقد منحت جريدة "يوميوري" اليابانية، مشروع حفظ وترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير جائزة "يوميوري" للتعاون الدولي.

وأوضح الدكتور ريحان أن الإسكندرية هى مصيف المصريين الرئيسى، ودوليًا حظيت الإسكندرية على تقدير دولى لما تم بها من تطوير خلال الثمانية سنوات الماضية حيث تم اختيارها من موقع "تريب أدفايزر" أكبر منصة للسفر في العالم كأحد أفضل الوجهات السياحية الرائجة على مستوى العالم لعام 2021.

وتمتلك الإسكندرية كل مقومات السياحة الثقافية الآثارية علاوة على شهرتها بالسياحة الترفيهية وقد اكتسبت شهرتها كأحد الثغور الواقعة على ساحل البحر المتوسط، وتضم مجموعة متنوعة من الآثار تعد متحفًا مفتوحًا للآثار المصرية القديمة واليونانية والرومانية والمسيحية والإسلامية ومتاحف متنوعة أشهرها عمود السوارى والكاتاكومب وآثار منطقة أبومينا 75كم غرب الإسكندرية، وقلعة قايتباى، وطوابى الإسكندرية مسرح سيد درويش ومبنى أتيليه

علاوة على مجمع الأديان بالإسكندرية الذى يعد المجمع الخامس للأديان في مصر بعد مصر القديمة وسانت كاترين وطور سيناء والبهنسا حيث يقع بوسط الإسكندرية معبد إلياهو حنابى بشارع النبى دانيال بمحطة الرمل ويرجع تاريخ إنشاؤه إلى عام 1881م والذى قامت وزارة السياحة والآثار بترميمه وافتتاحه رسميًا وكنيسة القديس سابا المعروفة بكنيسة الجرس وهى من الكنائس التابعة للروم الأرثوذكس ومسجد أنجى هانم التى أنشأته السيدة أنجا هانم حرم الخديوى سعيد باشا

أضف تعليق