وعظ الثعالب

وعظ الثعالب عصام عياد

الرأى11-10-2023 | 12:47

من نفائس أمير الشعراء أحمد شوقي ، قصيدة وعظ الثعلب ، والتي قال فيها :
بـَرَزَ الثعـــْـــلَبُ يوماً * في شـِعـــار الواعـِظيـنا
فـَمـَشى في الأرضِ يـَهــْـدي * ويـَســُـبُّ المـاكرينا
الي أن قال :
" مـُخـْطـِئ ٌمـَنْ ظـَنّ يـَومـاً * أنَ لِلثـَعـْـلَبِ ديـــنا "
ولا شك أن في زمن نظم هذه القصيدة ، لم يكن تصرف التعالب بهذه البجاحة ، ولا بهذا السفور
حيث خرج بالأمس القريب البرلمان الاوربي ، ببيان اتهم فيه القيادة المصرية والحكومة المصرية ، بانتهاك حقوق الانسان
وهنا تذكرت قول رسول الله صلي الله عليه وسلم ، عن ابي هريرة رضي الله عنه : " يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسي الجذل ، أو الجذع في عين نفسه " رواه البخاري في الأدب المفرد 592
ومعناه أن من الناس من ينشغل بالعيوب البسيطة التي لدي الغير وينسي عيوبه الكبيرة
وهنا الأمر لم يقف عند الرؤية وحسب ، وانما تجاوز ذلك الحد ، حيث بلغ من البجاحة ، الأتهامات الصريحة ، بل تخطي ذلك أيضاً لغرض في نفس يعقوب ، و دون الخوض في الغرض والمؤامرات الخسيسة ، تعالوا يا من تتهمون مصر بانتهاك حقوق الانسان ، لنريكم ماذا عملنا للانسانية ، وكيف نقدرها ونعمل علي راحتها ، وصيانة حقوقها
تعالوا نعلمكم كيف تكون حقوق الإنسان، ولن نحدثكم عن القضاء على الارهاب، الذي صدرتموه لبلاد العرب والعالم كله، ودعمتموه.

لن نحدثكم عن تطوير الجيش لتوفير الأمن للمصرين والسعي في توفيره في المنطقة وفي بلاد العرب والعالم أجمع ، مع ان ذلك اهم حقوق الانسان.

لن نحدثكم عن التنوير الفكري البناء ، لشباب العالم ( منتدي شباب العالم ) اللذين دمرتم احلامهم ، وخربتم أفكارهم وافكار غيرهم ، حتي حملوا السلاح في
وجوه أهاليهم.. لن نحدثكم عن توفير الكهرباء ، وتنوع مصادر الطاقة ( كهرباء – شمسية – رياح – خضراء ) بعد أن هدد الظلام البلاد ، مع ان ذلك اهم حقوق الانسان .

لن نحدثكم عن القضاء علي طابور الخبز ، و لا عن منظومة الخبز والابقاء علي دعمه ، و سبات قيمته التي مر عليها أكثر من ثلاثين عام ، مع انه أيضاً حقوق إنسان.

لن نحدثكم عن برنامج تكافل وكرامه، الذي وفر دخل نقدي لكل من ليس له دخل، ليحفظ كرامته و يعفه عن السؤال و مد يده للغير ، مع أنه حقوق إنسان .

لن نحدثكم عن القضاء علي فيرس سي، الذى أودي بحياة الكثير من اهالينا ، وكان يهدد الجميع ولن يتحمل أحد تكاليف ذلك ، مع أنه حقوق إنسان.

لن نحدثكم عن مبادرة 100 مليون صحة ، وما ادراك ما هي مبادرة 100 مليون صحة ، التي لم تنتظر حتي يُأتي إليها، بل ذهبت الي القري والنجوع، و كل شبر لتطمئن وتطمن أهالينا في كل مكان ، مع انه حقوق إنسان.

لن نحدثكم عن القضاء على جائحة كرونا ، التي كشفت حقيقة دول كنا نظنها عظمي ، وهل رأيتم كيف وصلنا الي جاليتنا في كل مكان؟.. وتولينا مسئولية رجوعهم مصر للحفاظ عليهم وزويهم ، وكيف قدمنا مساعدات إلي معظم دول العالم ، في الوقت الذي اغلق العالم كله أبوابه على نفسه تاركاً رعاياه، ودي بردو حقوق إنسان.

لن نحدثكم عن تطوير المستشفيات وتوفير الأجهزة الطبية ، والقضاء علي قوائم الانتظار ، و لا عن التأمين الصحي الشامل ، ولا عن القوافل الطبية و المبادرات الصحية ( نور حياة – الكشف المبكر عن سرطان الثدي – التقزم – النحافة ..... ألخ ) ، مع انها حقوق إنسان.

لن نحدثكم عن القضاء علي أزمة الوقود ، وقد رأيتم من قبل الطوابيير علي محطات البنزين ، وقد توقفت معظم السيارات ، وخلت الطرقات بسبب تلك الأزمة ، مع انها حقوق إنسان.

لن نحدثكم عن توفير الغاز وعمل اكتفاء ذاتي منه ، وتوصيلة للمنازل لراحة الناس.

لن نحدثكم عن مبادرة توصيل الغاز للسيارات ، واستخدام الطاقة النظيفة ، للقضاء علي تلوث البيئة ، والمساهمة في المحافظة علي المناخ.

لن نحدثكم عن القضاء علي العشوائيات ، ونقل الاهالي من العشوائية الي الأدمية ، من الخرابات و العشش الي أماكن وشقق كريمة ، أليس ذلك حقوق إنسان ؟

لن أحدثكم عن تطوير شبكة الطرق ، التي طالما عاني منها الناس ، وقضوا نصف أعمارهم في الزحام والتكدس، وكيف وفرنا لهم الوقت والراحة والمال؟.. أليس ذلك حقوق إنسان.

لن نحدثكم عن استصلاح الأراضي ، وانشاء الصوب الزراعية لتوفير الغذاء الصحي الآمن ، أليس ذلك حقوق انسان ؟

لن نحدثكم عن انشاء صوامع علي أحدث نظام، لتحفظ القمح بعد أن كان يصيبه السوس ، ويختلط به الدود، وتلقي علي الطيور قازوراتها في الشون المكشوفة الغير أمنة وخلافه.
لن نحدثكم عن توصيل الصرف الصحي للقري والنجوع لتوفير بيئة صحية للمواطنين
لن نحدثكم عن محطات تحلية المياة ، و خطوات الحفاظ علي الأمن المائي الذي تدعمون منعه عنا بمشروع سد النهضة ، أليس ذلك حقوق انسان ؟
لن نحدثكم عن التموين الشهري ( السلع التموينية ) ، وكيف زاد وكيف يصرف بالمجان ، أليس ذلك حقوق انسان ؟
لن نحدثكم عن صرف منح شهرية للمتضررين من جائحة كرونا ، جموع العمالة الغير منتظمة
لن نحدثكم عن تطوير السكك الحديدية ، التي لم ينظر اليها ، ربما منذ نشأتها ، لتضاهي الخطوط العالمية ، ولتليق بكرامة الناس
لن نحدثكم عن تطوير شبكة مترو الانفاق ، ومد خطوط جديدة علي أعلي مستوي ، للتيسير علي الناس
لن نحدثكم عن القطار الكهربائي ، ولا المنوريل وربط كل جزء بالدولة بالآخر ، لتحقيق التنمية المستدامة
لن نحدثكم عن تطوير التعليم ، انشاء مدارس وجامعات ، تطوير منهاج ، تطوير الاساليب ، تدريب المعلمين ، الرقمنه
لن احدثكم عن اطلاق قمر صناعي مصري ، لمواكبة التطور الرقمي والاستخدام الأمثل للتكنولوجيه
لن نحدثكم عن التحول الرقمي ، الذي وفر علي المواطنين الوقت والجهد والمال
لن نحدثكم عن مشروع حياة كريمة ، وهو الأول من نوعه عالميا ، حيث لم يفكر حتي فيه أحد علي مستوي قادة العالم ، وهو الذي يوفر حياة كريمة بكل ما تحوية الكلمة للمواطنين
لن نحدثكم عن الحوار الوطني ، وهو أيضاً النموذج الاول من نوعه ، رئيس يعطي الفرصة لكل أفراد الشعب ، يسمع رؤاهم ، يشاركهم الرأي ، يشاركهم الحكم والتنمية
لن نحدثكم عن العاصمة الادارية ، التي فاقت معظم عواصم العالم ، لتليق بقدر مصر ومكانتها ، وتنهي التكدس التي سببته الوزارات والمجالس والمصالح الحكومية الموجودة بالقاهرة

لن نحدثكم عن تطوير السياحة ، ولا عن المدن السياحية التي تعمل علي توفير العملة الصعبة للحصول علي الضروريات والاحتياجات المستوردة من الخارج

لن نحدثكم عن توفير مليون وحدة سكنية كريمة للشباب ليبدءوا مستقبلهم ويشقوا طريقهم
لن احدثكم عن انشاء المدن الصناعية ، لتوفير فرص عمل للشباب وعمل قيمة مضافة للخامات المصرية لتحويل مصر من بلد مستهلكة و مستورده إلي بلد منتجه ومصدرة

لن احدثكم عن رعياتنا لزوي الهمم ، و تمثيلهم بمجلس النواب وصرف مرتبات لهم ورعايتهم وكفالتهم

لن نحدثكم عن اسقاط الديون عن المتعثرين من المزارعين ، وتقديم المساعدات والتسهيلات لهم ، وتطوير شبكات الري ، والتقاوي والشتلات
لن نحدثكم عن سداد ديون الغارمات ، وخروجهم من السجون

لن نحدثكم عن رفع الحد الأدني للاجور ، ولا عن زيادة ورفع المعاشات

لن نحدثكم عن دعمنا للشباب والمرأة ، وتدريبهم وتأهيلهم ورعايتهم وتمثيلهم بنسب كبيرة في المجالس النيابية ، وتعينهم في الوظائف القيادية

لن نحدثكم عن ترميم الكنائس والمساجد ، التي كنتم سبباً في خرابها وتدميرها ، و التجرأ علي قدسيتها ، ولن أحدثكم عن بناء الكنائس والمساجد مثل بمثل

لن نحدثكم عن تسعة ملايين ضيف ، من البلاد التي ساهمتم في خرابها ، وعن كيف يعيشون بيننا ، في غير ملاجئ ، و دون تمييز

لن نحدثكم عن حجم مساعداتنا للدول المنكوبة ، في كل الازمات نكون أول من يمد يده بالخير للجميع ، حتي اسرائيل

لن نحدثكم عن تطوير السجون ( دار الاصلاح والتأهيل ) وطرق التعامل معهم

لن نحدثكم عن الغاء قانون الطوارئ ، و انهاء حالة الطوارئ ، وحرية الرأي مقارنة بغيرنا من البلاد.

لن نحتج عليكم بكل ما سبق ، مع ان كله حقوق انسان.

لن نحتج عليكم به مع انه لم يسبق ولم يقدر ولم يفعله أحد من قبل.

ولكن يكفيني أن أحتج عليكم بما لم يعرفه أحدكم ، ولا يفهمه زعماءكم ، ولا تجييده تقاريركم.

احتج عليكم بأننا عندنا رئيس ، قائد ، زعيم ، أب ، رحيم ، قوي ، حنون.

رئيس ، مسح دمعة كل أم شهيد ، جبر خاطر كل أب شهيد ، طبطب علي زوجة كل شهيد ، أحتضن أطفال و أبناء كل شهيد.

حمل أطفال الشهداء فاطمأنوا له ، وتمسكوا به ، وتمنوا البقاء معه لما شعروا معه من حنان.

لم ينسي أن من حق كل طفل أن يتمتع بالعيد مع والده ، فراح يقضي كل عيد مع ابناء الشهداء ، يلاعبهم ، يلاطفهم ، يهاديهم ، يطعمهم بيديه ويأكل معهم
كرم الأبطال في كل المجالات ، وواسي كل منكوب ، وساند كل مظلوم ، وجبر خاطر كل مكسور .

رئيس شعر بصدقه وبحنانه اصحاب القلوب النقية ، اطفالنا زوي الهمم ، وصاروا يحتضنوه بكل ارتياح وحب وحنان

هكلمكم عن رئيس لم يصرح ببرنامج انتخابي ، ولم يعد مواطنيه بشئ ، بل كان تصريحه دائما ، هتتعبوا معايا

وعلى الرغم من ذلك ووسط المؤامرات والمخططات والتحديات وقلة الموارد ، بيد تبني ويد تحمل السلاح دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة
اعاد اصلاح ما كان قد خُرب

رفع كفاءة ما لم ينظر اليه منذ العديد من السنوات ، أو ربما منذ انشاءه

بني 13 مدينة سكنية ، و أنشأ اربع مدن صناعية ، عمل أكبر محطة توليد كهرباء واخري شمسية ، ومحطة نووية ، واخري بالرياح

طور الجيش ليصبح من أقوي جيوش العالم ، واوقف جيوش المعتدين وردهم ، و قضي علي الارهاب في سيناء وعمرها

عمل شبكة طرق بطول 5500 كم طرق لتحقيق التنمية في كل ربوع مصر غير الطرق والكباري التي صنعت سيولة مرورية داخل المدن وخارجها

عمر الصحراء وغزا الفضاء و أنشأ المدارس والجامعات والمستشفيات

أعاد مكانة مصر الاقليمية و العالمية وساند العرب في قضاياهم

رئيس وعد بالتواجد في الأزمات وعند الحاجة ، مسافة السكة ، وفي اعصار ليبيا خير دليل

رئيس لم ينافق ولم يداهن ولم يرضي لشعبه الضعف ولا الذل ولا المعايرة ، فعمل من اجله باخلاص وتفاني
أليس كل ذلك حقوق انسان ؟

لماذا لم تري أعينكم كل تلك الأشياء ؟ ألغرض في نفس يعقوب ؟ أم لأنها ظاهرة عالية مضيئة كضوء الشمس ، و قد تعودتم علي العمل في الظلام ، ورؤية المنحط والمتدني من الأعمال

إذا كان قد أوجعكم شأن مرشح رئاسي يتعامل بحرية هو ومؤيديه ، وان كان قد أهمكم و أحزنكم أمر مجرمين قد حوكموا بمتهي النزاهة ، ويقضون عقوبة أعمال منافية للقانون

فأين كانت تقاريركم في أمور التعذيب في مينمار وبورما وصابرا وشتيلا وسجن ابو غيرب والهند والصين ......... ألخ

أين كانت اصواتكم في خراب العراق و سوريا ولبنان وليبيا واليمن والسودان ، ولماذا بلاد العرب؟ لماذا حدود مصر ؟

أين كانت أصواتكم في انتهاكات شعب فلسطين ومنعهم من دخول المسجد الأقصي ؟

وأين أصواتكم الآن في قتل المدنين والأطفال والمدارس في فلسطين؟

أين أصوتكم في قطع المياه والكهرباء عن كل أهالي فلسطين بما فيهم من شيوخ ركع وأطفال رضع ونساء عزل ، وحيوانات وطيور لا زنب لها ؟

أين أصواتكم في منع وصول الماء والغذاء والدواء للفلسطنين.

أين أصواتكم في تجيش الجيوش للتخلص من الفلسطنين.

أين أصواتكم ولا أصواتكم لم تعوي الا علينا ؟

مش أنتوا بردوا بتوع حقوق الانسان !

مش دي بردوا حقوق انسان !

ذكرتوني بقول الشافعي معلما لي ولكم وللجميع
يا أيها الرجل المعلم غيره * هلّا لنفسك كان ذا التعليمُ
تصف الدواء لذى السقام و ذي الضنى * كيما يصحّ به و أنت سقيمُ
و نراك تصلح بالرشاد عقولنا * أبدا و أنت من الرشاد عديمُ
ابدأ بنفسك فانهها عن غيّها * فإذا انتهت عنه فأنت حكيمُ
وهناك يُسمع ما تقول و يُشتفى * بالقول منك و ينفع التعليمُ
لا تَنْهَ عن خلق و تأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيمُ
أسأل الله أن يحفظ مصر و أهلها من كل مكر و شر وسوء
و أن يرد كيد المعتدين عنا مصرنا وبلاد المسلمين
و أن يحفظ ولاة أمورنا وقائدنا ، رئيسنا ، زعيمنا
و أن يوفقهم لما فيه الخير للبلاد والعباد

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2