المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية صرح ومركز عالمي فريد يؤكد الريادة المصرية

المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية صرح ومركز عالمي فريد يؤكد الريادة المصريةالمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية

ثقافة وفنون12-10-2023 | 21:04

يذخر المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية بملامح عديدة تجعله صرحا منفردا؛ فهو من المتاحف الفريدة عالميا ويقع في منطقة المتوسط التي ترتكز بها الآثار اليونانية والرومانية والبطلمية؛ ليؤكد ريادة مصر عبر العصور الممتدة.

كما يعد مبني المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية أقدم بناء صمم ليكون متحفا منذ البداية في مصر "أرض الحضارة والتاريخ"، التي تضم ثلث آثار العالم.

ويمتلك المتحف موقعا فريدا فيقع في قلب أقدم شوارع العالم "شارع فؤاد"، التي ما زالت تُستخدَم حتى العصر الحالي، ويرتبط تأسيسه بالإسكندر الأكبر. وعلى مقربة منه تلتقي رموز الديانات السماوية الثلاثة في شارع واحد في وسط عروس البحر المتوسط، حيث يتواجد المعبد اليهودي "الياهو هانبي" -الذي يعد الأقدم في الشرق الأوسط والعالم وشهد مشروع ترميم عالمي نفذته مصر وأفتتح 2020 وتقابله الكنيسة المرقسية وهي من أقدم الكنائس في إفريقيا، وكذلك مسجد النبي دانيال الأثري الذي يعود إلى القرن 12 هجريا لتؤكد أن مصر والإسكندرية كانت ولا تزال مهد ومركز الحضارات والديانات السماوية والتسامح والتعايش علي مر عصور التاريخ.

وأكد عضو اللجنة الوزارية العليا للعرض المتحفي بوزارة السياحة و الآثار الدكتور صبحي عاشور أن المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية يقدم لزواره مقتنيات فريدة على المستوى العالمي وفي منطقة حوض المتوسط؛ حيث يمكن التعرف على الملوك والحكام البطالمة والآلهة وملامح الحياة في العصر البطلمي و الآثار اليونانية الرومانية، منوها أنه يعد من المتاحف الفريدة عالميا من خلال ما يقدمه من مقتنيات ومعروضات نادرة.

وقال الدكتور صبحي عاشور إن المتحف يعد الوحيد في منطقة المتوسط الذي يركز علي الآثار اليونانيه الرومانية ويضم آثار مصر من الفترة التي تمتد من قبل الإسكندر الأكبر وحتي الحكم العربي وهو ما يمثل شغفا عالميا يشغل عشاق التاريخ والمعرفة، مضيفا أن مبنى المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية يعد أقدم بناء صمم ليكون متحفا في مصر، ويعود إلى عام 1895.

وفي سياق متصل، قالت مدير عام المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، الدكتورة ولاء مصطفى، إن افتتاح المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية بعد مشروع تطويره وترميمه يعد حدثا تاريخيا، فهو يضم مجموعة فريدة من المقتنيات المهمة والرائعة.

وأوضحت أن مشروع تطوير و ترميم المتحف صمم ونفذ وفقا لأحدث المقاييس العالمية، مع أنظمة إضاءة مميزة وآلية عرض متحفي فريد تمكن من تقديم آلاف القطع الأثرية النادرة عالميا وفقا لسيناريو جديد يعكس شكل الحياة في الإسكندرية خلال العصر اليوناني الروماني.

وأشارت إلى أن الطابق الأرضي يضم 27 قاعة لعرض المقتنيات، كما يعرض في الدور الأول مجموعة من الموضوعات بشكل متتالي، حيث تعرض علاقة مصر بالعالم الخارجي قبل قدوم الإسكندر الأكبر والدولة البطلمية ثم مجموعة خاصة بالحكام الرومان وزوجاتهم والحياة اليومية في العصر اليوناني الروماني.

من جانبه، قال مدير عام آثار الإسكندرية، محمد متولي، إن افتتاح المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية يعد حدثا تاريخيا مهما، ويجذب افتتاحه مزيدا من السياح ويعزز من وضع الإسكندرية على خريطة السياحة العالمية، مضيفا أن الإسكندرية كانت ولا زالت مركزا للإشعاع والتميز في مجالات الحضارة والفنون و التاريخ وقد جذبت العلماء على مر العصور.

وفي سياق متصل، قالت المتخصص الأثري ب المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية أمنية مجدي إن المتحف يقدم تجربة فريدة تجعل زائره يتعايش مع تفاصيل الحياة وكل ما يتعلق بالحياة الدينية والعلمية والفنون في العصر البطلمي، كما يروي تفاصيل تعكس وتؤكد التأثير والترابط بين الحضارة الفرعونية والبطلمية من خلال العقائد والإله "سرابيس".

وألمحت أن المتحف يعرض تفاصيل الحياة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتجارية بما يعكس ويؤكد الثراء في كافة المجالات وأن الإسكندرية كانت مركزا عالميا وتجاريا فريدا منذ أقدم عصور التاريخ، كما يلقي الضوء من خلال الآثار والمعروضات على الحياة العلمية في العصر البطلمي التي ارتبط جانب منها بمكتبة الإسكندرية القديمة "مركز العلوم والمعارف في العالم القديم، وكبار العلماء والفلاسفة والمفكرين الذي ذاع صيتهم عالميا مثل أفلاطون.

وأكدت أن المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية من خلال ما يضمه من مقتنيات نادرة ومميزة يعكس الثراء في كافة المجالات التي تجمع بين الحكام والفنون والتجارة والاقتصاد والحياة اليومية بما يؤكد أن الإسكندرية كانت ملتقى الحضارات والثقافات ومركزا عالميا وتجاريا فريدا منذ أقدم عصور التاريخ.

أضف تعليق