إسقاط السراويل

إسقاط السراويلأحمد النومي

الرأى14-10-2023 | 10:04

تسونامى عسكرى ضرب إسرائيل صباح السابع من أكتوبر خلال أكبر عملية عسكرية شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية أطلقت عليها "طوفان الأقصى"، أثبتت كذب نظرية الأمن الاسرائيلى وهشاشة السيوف الحديدية وهراء منظومة القبة الحديدية.
العملية العسكرية أحدثت صدمة إسرائيلية، من حيث عنصر المفاجأة، وكمية الأسلحة المستخدمة، وتغيّر مسرح العمليات داخل العمق الإسرائيلي، وأعادت بهم عقارب الزمان لخمسين عاما للوراء حيث ذكريات مؤلمة مع نصر أكتوبر
فى ظنى أن "طوفان الأقصى" معادل موضوعى لانسداد شرايين السلام وفشل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فالغطرسة الإسرائيلية أضاعت سنوات من فرص السلام من كامب ديفيد إلى وادى عربة مرورًا باتفاقية أوسلو والمبادرة العربية فى بيروت، كلها نداءات لم تجد آذانًا صاغية من قبل إسرائيل، وفاض الكيل بالشعب الفلسطيني، ولم يتبق فى قوس الصبر منزع.
لا جدال أن إسرائيل هزمت، ولعل شهادات الاعتراف بالهزيمة جاءت من الداخل الإسرائيلي، مثلا الكاتب الإسرائيلى حاييم ليفنسون فى صحيفة هآرتس الإسرائيلية يسخر قائلا: هذه ليست عملية السيوف الحديدية بل عملية إسقاط السراويل"، بعد أن انتشرت صور الجنود وبعض القادة العسكريين الإسرائيليين وهم بملابسهم الداخلية فى قبضة الفلسطينيين.
كاتب آخر اسمه "جدعون ليفي" يكتب فى الصحيفة ذاتها قائلا: "لقد أثبت بضع مئات من المقاتلين الفلسطينيين أنه من المستحيل سجن مليونى إنسان إلى الأبد، دون دفع ثمن باهظ".
ثمة تساؤل يطرح نفسه، ماذا بعد عملية طوفان الأقصى وما مستقبل ومآلات القضية الفلسطينية؟
الواقع يقول إن هناك رؤوسًا إسرائيلية كثيرة ستسقط، بعد أن فشلت فى توقع المعركة.
إسرائيل تريد تصفية القضية الفلسطينية وغسل يدها من دماء الفلسطينين، ولعل حرب الإبادة التى يشنها جيش الاحتلال هدفها نقل الصراع إلى ملعب آخر، بترحيل الفلسطينيين إلى مصر والأردن.. وهو مخطط شيطانى قديم، لطالما رفضته القيادة المصرية، ولعل كلمات الرئيس السيسي كان كاشفة وواضحة فى هذا الشأن، برفض تصفية القضية الفلسطينية وستظل هى القضية المركزية للعرب.
الحقيقة إن الموقف الأمريكى والأوروبى الداعم لإسرائيل يفتح الباب أمام تساؤلات كاشفة، أين أوراق الضغط العربية على المجتمع الدولى، فحرب الإبادة الجماعية الوحشية تستوجب إعادة ترتيب الأوراق واختيار حلفاء تؤمن بالحقوق العربية، فالتبعية للغرب محصلتها صفر.
عملية طوفان الأقصى أثبتت أن القضية الفلسطينية تجرى فى دمــاء الفلسطينيين جيلا وراء جيـــل، ولا سبيل سوى الاعتراف بالحقوق العربية، وإن السلام الاقتصادى وهم أمام إرادة الشعوب، والهرولة وراء التطبيع معاول هدم ومسمار آخر فى نعش القضية الفلسطينية.
مطلوب توحيد الصف الفلسطينى وإنهاء حالة الانقسامات والتقاطعات، وأن تنأى الفصائل المُتصدِّرة للمشهد بنفسها عن أجواء الاستقطاب وتحدد أولويات القضية.
وستبقى غزة لأنها تملك جدارة الحياة، كما قال الشاعر الفلسطينى محمود درويش، فصبرا فلسطين.. إنّ للفوز مَوْعِدا فَإِلَّا تفوزى اليومَ فانتظرى غدا.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2