أحمد زكي.. 32 عامًا في تاريخ الفن

أحمد زكى ابن مدينة الزقازيق، حصل على دبلوم صناعي، وطلبت منه الفنانة شهيرة الحضور إليها ومساعدته في الالتحاق بالمعهد الأعلى للفنون المسرحية، وانطلق النمر الأسود بعد ذلك ولم يوقفه إلا الموت، حتى المرض لم يستطع إيقاف مسيرته الفنية، فقد قام بأداء آخر أعماله، وهو فيلم " العندليب"، فقد كان يعمل بفيلم العندليب والمرض ينخر في جسده، ولكنة لم يتوقف عن تحقيق حلمه بالقيام بدور العندليب عبد الحليم حافظ والذي اشتركا معا أو تشابها طبقا لآراء بعض النقاد في طريقة حياتهم الشخصية.

بدأ ظهور الفنان أحمد زكي على الساحة الفنية في دور بسيط بمسرحية "هالو شلبى" بطولة الفنان عبد المنعم مدبولى ومشاركة الراحين سعيد صالح ومديحة كامل، عام 1973، ثم لمع بشكل أكبر من خلال نجاح مسرحية "مدرسة المشاغبين"، وما أثارته من جدل في تلك الفترة، ومن أفرزتهم من نجوم بعد ذلك، سواء الزعيم عادل إمام أو الفنان يونس شلبى، وغيرهم.

وفى منتصف السبعينيات قام بأداء الأدوار الصغيرة في أول الأمر ثم لمع نجمه السينمائى ولم يطفأ حتى الآن على الرغم من مرور 12 عامًا على الرحيل إلا أنه لم يملئ الفراغ الذي تركه الفنان أحمد زكى نجم آخر.

ولأحمد زكى مدرسته الخاصة فنيا في الأداء، وبعد وفاته والتي صدمت الكثيرين من معجبيه وزملائه، لأنه رحل بنجومية مثلما عاش بنجوميته، إلا أنه ترك من بعده أداء سينمائيا مختلفا لجيل الشباب، وحاول تقليده الكثيرون إلا أنه ما زال يحتفظ برونقه السينمائى إلى الآن.

وقالت الفنانة "نادية الجندى" في أحد اللقاءات إنه أثناء تجسيده لدور الضابط بفيلم الباطنية والتي كانت هي بطلته، تشاجر أحمد زكى داخل البلاتوه مع بعض المسئولين عن الفيلم فتعاملوا معه على أنه مجرد ممثل صغير وغير مهم، فقال لهم وهو منفعل سوف ترون من هو أحمد زكى وسوف تأتون إليّ للعمل معكم وسأرفض، وبالفعل طبقا لروايتها أنه لم يمر إلا فترة قصيرة حتى تحققت نجوميته وأصبح له وزنه بالسوق السينمائى.

ويبلغ رصيده السينمائى نحو 64 فيلمًا، و6 مسرحيات، و19 مسلسلا ما بين تليفزيونى وإذاعى، ختمها بفيلم "العندليب" والذي عرض بعد وفاته عام 2006، وحقق نجاحًا كبيرًا، واشترك معه فيه ابنه من الفنانة هالة فؤاد وحفيد المخرج أحمد فؤاد، والفنان هيثم أحمد زكى.

من أبرز أعماله الفنية فيلم الإمبراطور، والذي كان أولى تجارب الإخراج للمخرج طارق العريان، وكان الفيلم مستوحى من قصة أجنبية تم تمصيرها.

ولكن تميزت محطاته مع المخرج الراحل "عاطف الطيب"، فقام بإخراج فيلمين من أهم وأكثر أفلامه جماهيرية، هما "ضد الحكومة، والهروب".