صدور ديوان «حول الخنادق» للشاعر وليد ثابت عن قصور الثقافة

صدور ديوان «حول الخنادق» للشاعر وليد ثابت عن قصور الثقافةصدور ديوان «حول الخنادق» للشاعر وليد ثابت عن قصور الثقافة

فن وثقافة23-7-2018 | 09:59

كتب:  حسام أبو العلا

صدر للشاعر وليد ثابت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ديوان شعر "حول الخنادق" ،  ويرصد الديوان بعضاً من إشكاليات قصيدة النثر وصراعها الدائم ما بين الشكل والمضمون ، وربما كانت لبعض المحاولات التجريبية التي تمت في بعض قصائد هذا الديوان تأكيداً على هذا الصراع الذي تطرحه الذات الشاعرة في عدة تساؤلات ضخمة حول ماهية هذا الشكل من الكتابة ..

لا يطرح الديوان تأكيدات أو أحكام قيمة بقدر ما يطرح تصور الشاعر عن عالمه الخاص الشديد الذاتية والذي ينفتح على استفهامات عديدة من داخل النصوص ..

محاولة ربما تجاوزتها تجارب أخرى أكثر نضجاً في الوصول لماهية أكثر وضوحاً لشكل كتابة قصيدة النثر التي ما تزال في طور الجنين لدى الثقافة العربية بشكل عام ..

يقول الشاعر : ديوان حول الخنادق الحالي مكتوب ما بين عامي 98/99 ، ورفضت المؤسسة الثقافية الحكومية نشره أكثر من مرة وقتها  .. كانت هذه الكتابة صادمة منذ 20 عاما لشاب في عمري وقتها .. أما الآن فقد تم تجاوز هذا الشكل من كتابة قصيدة النثر لما هو أكثر رحابة..

أول قصيدة شعرية كتبتها بشكل مكتمل كنت بالصف الأول الاعدادي وانتمت لشعر المعارضات ، وقدمتها لمعلم اللغة العربية بالصف الذي أصر على أنني لست من كتب هذا النص وأنني سرقته وأدعي عليه كذبا مقابل إصراري أني صاحب القصيدة ولم اسرقها مما عرضني للضرب بالعصا على يدي لقناعة المعلم إني (أستغفله !!..

يذكر أن وليد محمد ثابت ، شاعر فصحى ، له ديواني شعر بالفصحي ، بالإضافة لعدد من الكتابات النقدية في عدة دوريات عربية . ومن مواليد محافظة بني سويف في يونيو 1977 حاصل على ليسانس الحقوق جامعة القاهرة عام 1998 وبكالوريوس الفنون الجميلة جامعة المنيا عام 2001 .

و يعمل في مجال التصميم الإعلاني وإدارة الإعلام بعدد من المؤسسات الخاصة بمصر والمملكة العربية السعودية ، كما يستعد لافتتاح دار نشر (كيميت) مصرية بنكهة خدمية غير تجارية بالتعاون مع ناديي أدب مكة والرياض بالمملكة العربية السعودية .

صدر له ديوان أول عام 2001 بعنوان "مدد آخر للشوف" طبعة أولى الهيئة العامة لقصور الثقافة ثم صدرت طبعة ثانية عام 2017 عن دار كيميت للطباعة والنشر ..

وديوان "حول الخنادق" هو الديوان الثاني الذي يصدر للشاعر عن إقليم القاهرة الكبرى الثقافي في 2018 وتحت الطبع الديوان الثالث بعنوان "للفراعين".

كما أن وليد ثابت عضو نادي أدب بني سويف والسادس من أكتوبر بمصر ، ونادي أدب مكة والقريات بالمملكة العربية السعودية ، شارك بأنشطة أدبية في عدد من المؤتمرات والمحافل الثقافية داخل مصر وعدد من الدول العربية مثل الأردن والسعودية وتونس والمغرب .

بدأت محاولاته في كتابة قصيدة النثر نهاية تسعينيات القرن الماضي متوسطاً جيلاً ذهبياً من كتاب قصيدة النثر الجدد أمثال عطية معبد وأسامة بدر ومؤمن سمير وغيرهم ممن أعادوا تشكيل كتابة قصيدة النثر..

وعن رؤيته في قصيدة النثر المصرية يقول : أزعم أنني واحداً ممن انتقلوا بكتاباتهم بين أشكال عدة بدءً من قرض الشعر العمودي التقليدي مرورا بتجربة قصيدة التفعيلة وانتهاء بكتابة قصيدة النثر الأكثر رحابة في استيعاب ورصد معاناة الشاعر الواعي لذاته وللعالم من حوله ..

وأرى أن قصيدة النثر إجمالاً مشروعاً شعرياً لم تكتمل أركانه تاريخياً بعد ، فكيف تجهز النقاد بقوالبهم النقدية لهذا الانفجار الجديد في عوالم النص ..؟

وفي قصيدة النثر فإن التخلص من الموسيقى اللفظية في متنها لم يخلصها من كونها قصيدة تحمل ايقاعاتها الخاصة بلغتها ومفرداتها الجديدة التي لم يألفها المتلقي بعد ، ولذلك فإن إلصاق تهم الغموض والرمز المعقد هو الأقرب للهروب من أزمة التلقي على الرغم من كون تلك التهم كونية بكونية منشأ الشعر العربي كاملاً ..

ولا أنكر أن صهوة قصيدة النثر قد امتطاها كثير من المستسهلين والفارين من جماليات الشعر الحقيقي ظناً منهم أن هذا الشكل الكتابي منزوع القافية والسجع والموسيقى هو الأكثر سهولة وأمناً على المستوى النقدي أثناء إنتاج نص شعري فخم ..

وعلى المستوى النقدي فقصيدة النثر لم تجد من يحنو عليها تنظيرياً حتى الآن رغم جهد من سعوا لهذا .. أغلب من يكتبون قصيدة النثر الآن قفزوا عليها قفزا متجاوزين تاريخا مذهلا في مسيرة كتابة القصيدة العربية ..

قصيدة النثر الغربية هي القصيدة الأم الآن في مجتمع ثقافي يجع بأشكال وتجارب أكثر انفتاحاً .. أما نحن هنا فماتزال ثقافاتنا العربية تجاهد كي تتقبل شرعية هذا الشكل الشعري المعاصر وتعاملها معاملة الطفل السفاح .. !!

وأشهد أن قصيدة النثر ليست قصيدة جماهيرية بطبيعة الحال .. والكثير ممن تقدموا صفوف كتابة قصيدة النثر على مستوى لغة الفصحى أو العامية ارتد بشكل غريب تاركاً مشروعه الذي دافع عنه بشراسة منقطعة النظير وذلك مقابل الجماهيرية (الجخية) ..!! فأغلب من صنعهم جمهور الشعر الحالي عبارة فقاعات لن تلبث أن تنفجر مقابل استمرار (الحقيقيين) منهم ..!

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2