أمل إبراهيم تكتب: «تحدى كيكى»

أمل إبراهيم تكتب: «تحدى كيكى»أمل إبراهيم تكتب: «تحدى كيكى»

*سلايد رئيسى23-7-2018 | 16:35

انتشر بين الشباب فى الفترة الأخيرة، تحدى "كيكى" حيث ينزل فيه الشخص من سيارته ويواصل الرقص والجرى معًا على أنغام أغنية النجم العالمى دريك in my feelings ويعرفها الجمهور باسم kiki. هذا مجرد خبر عادى يذكرنى بتقليد سكب الدلو المثلج على الشخص والدخول فى تحدى قوة تحمله  وخاصة فى ايام البرد وفصل الشتاء  ، العديد من التقاليع تظهر وتنتشر فى العالم ثم تخبو ويظهر غيرها وقد ساهمت مواقع التواصل فى نشر أنتقال الصور والفيديوهات بصورة مذهلة بين مناطق مختلفة من العالم . ولكن الأمر اللافت للأنتباه  هو مثل هذا الخبر : " وشهد تحدي كيكي، إقبالاً كبيراً من المشاركين وخاصة العرب والسعوديين؛ لتصل أعداد المشاركات إلى 150 ألف فيديو خلال أسبوع واحد." هنا يمكن أن نضع أكثر من علامة استفهام و تساؤل عن السبب أن تكون منطقتنا الأسرع فى التقليد والممارسة دون فهم أو تفكير ولا أعرف هل هو  الفراغ والرغبة فى الظهور والأستعراض كسر حائط الملل والبحث عن متعة المخاطرة  أى كانت العواقب ..وإذا كان لدينا تلك القدرة على التقليد فهل كل مانراه وننتبه إليه ونسارع فى تطبيقه هو من قبيل كيكى وأخواتها ؟ فما هو نوع التحدى الذى يقوم به الشخص هنا؟وما الفائدة التى يكتسبها ووجه المرح فى ممارسة الرقص فى الشارع وبجوار سيارة وأين هى الشوارع المناسبة لمثل هذا الأمر؟ ومما يزيد انتشار تلك الأمور الغريبة هو مشاركة بعض المشاهير من الفنانين وغيرهم فى ممارسة تلك التقاليع كأنها شكل من أشكال المرح وتسليط الأضواء مما يعطى انطباع أن الأمر سهل محبوب يخلق إحساس النجومية. إن ثقافة التقليد الأعمى التى باتت تنتشر فى مجتمعاتنا العربية أدت إلى حالة من جمود الفكر والأبتعاد تماما عن الأبداع وخاصة أنها لا تنقل ما يتعلق بالسلوكيات الجادة أو البناءة التى تهدف لتحسين أوضاعنا والأرتقاء بالأنسان ولكن فى الأغلب هى قشور هشة يكون ضررها أكبر من نفعها فمثلا بالنسبة لتقليد تحدى كيكى فقد يتسبب فى حوادث كثيرة وخطيرة وقد حدث ذلك بالفعل وشاهده الكثيرون والأكثر خطورة هو التأثير الذى قد يطال عقول  صغار السن  ورغبتهم فى التجربة  نتيجة تكرار العرض الخاص بالفيديوهات التى أنتشرت على الملأ بصورة مزعجة .. فى علم النفس يطلقون على هذه الحالة الهوس الجماعى وهو الذي يعني إجماع مجموعة من البشر على أمر باعتباره مستحسنا.. وخاصة لو كان هذا الأمر مستوردا من مجتمع آخر يختلف فى سماته وعاداته عن المجتمعات الناقلة والمقلدة. ربما تندثر مثل هذه التقاليع مع الوقت ولكن الفكرة فى حد ذاتها مزعجة أننا نقع فريسة تقليد كل ما نراه دون التوقف للتفكير أو تلاشى الأمر لأنه ببساطة غير مناسب وأن تصويره فى أغنية كان أمرا له إعداد سابق وتجهيزات مختلفة عن أوضاع شوارعنا ومرورا.
أضف تعليق