«ريحان» متحف الإسماعيلية موقع وطراز معمارى فريد ومقتنيات نادرة

«ريحان» متحف الإسماعيلية موقع وطراز معمارى فريد ومقتنيات نادرة«ريحان» متحف الإسماعيلية موقع وطراز معمارى فريد ومقتنيات نادرة

اتجاه الريح28-7-2018 | 15:08

كتب – محمد فتحي
خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان يلقى الضوء على متحف الإسماعيلية ومقتنياته الهامة موضحًا أن الإسماعيلية كانت أكبر المقاطعات مساحة فى مصر القديمة وقد عرفت فى اللغة المصرية القديمة باسم " رع اياتب" أو مقاطعة حورس الصقر وعاصمتها "براتوم" موقع تل المسخوطة حالياً وعرفت فى العصر اليونانى باسم "هيرونوبوليس" وفى العصر البطلمى "بيثوم" وفى العصر الرومانى "ايرو" وعلى أرضها مر نبى الله يوسف ونبى الله موسى وعبرتها جيوش المسلمين الفاتحة عبر وادى الطميلات إلى بلبيس واستمدت اسمها الحديث من اسم إسماعيل باشا حاكم مصر وتقع بمنتصف قناة السويس يحدها شرقاً سيناء وقناة السويس التى تخترق بحيرة التمساح والبحيرات المرة ويحدها غرباً حدود الدلتا على امتداد فرع دمياط ومن الشمال بورسعيد ومن الجنوب طريق القاهرة - السويس . حى الإفرنج ويشير الدكتور ريحان إلى أن المتحف يقع بشارع صلاح سالم بحى الإفرنج أحد الأحياء القديمة بالإسماعيلية الذى ظهر لأول مرة بعد حفر قناة السويس أو مصاحباً لها ويتميز بطرازه المعمارى الفرنسى وكان يقيم به العاملين الأجانب بالشركة العالمية للملاحة البحرية (هيئة قناة السويس) ويتميز بهدوئه ونظافته وكثرة المساحات الخضراء ويأخذ متحف الإسماعيلية طابعاً معمارياً يمثّل شكل معبد مصرى قديم يعلوه كورنيش أسفله وحدات زخرفية من الجعارين فى وحدات كل وحدة فوق عمود من الرخام وعلى الجدران الخارجية للمتحف أبوب وهمية وشبابيك مزخرفة بوحدات زهرة اللوتس. متحف الإسماعيلية وينوه الدكتور ريحان إلى أن المتحف أنشئ مواكبًا إلى تأسيس الشركة العالمية للملاحة البحرية لقناة السويس وما اكتشف من آثار نتيجة حفر قناة السويس مما دعى الباحثين عن الآثار من العلماء الأجانب للحضور للإسماعيلية للتنقيب تحت إشراف الجهات المتخصصة ومن أشهرهم الفرنسى جون كليدا الذى قام بالعمل فى مناطق عديدة بسيناء والسويس والإسماعيلية واستخرجت العديد من الآثار الهامة كانت نواة متحف الإسماعيلية . العرض المتحفى يشير الباحث الآثارى ممدوح الدخاخنى إلى أن المتحف يضم مجموعة من الآثار النادرة التى تمثل التاريخ المصرى القديم واليونانى الرومانى والمسيحى والإسلامى من خلال قاعدة عرض واحدة تضم 32 فاترينة عرض غير القطع الأثرية المثبتة بأرضية المتحف وقد نسق القطع المعروضة بالفتارين عند افتتاح المتحف موريس أفندى رافيل وهى قطع مستخرجة من تل المسخوطة ودفنة والمحمدية والدفرسوار والقنطرة بالإسماعيلية والعريش والشيخ زويد وتل الحير وحابو بشمال سيناء والقلزم وشمال خليج السويس وكبريت بالسويس كما تم تزويد المتحف بقطع أثرية من مواقع مختلفة بمصر. معروضات العصر المصرى القديم ويصف الدكتور ريحان معروضات المتحف التى تضم معروضات العصر المصرى القديم وتشمل تحف من الدولة القديمة مثل صلاّية (لوح الكحل) من حجر الشست على هيئة سمكة وقد كانت توضع فى المعابد كنذر طولها 28سم عرضها 15.5سم ومن الدولة الوسطى تمثال لأبى الهول من الجرانيت الأسود للملك رمسيس الثانى رابضاً على قاعدة عليها خراطيش تحمل أسماء (وسرماعت – رع – شبت إن رع) استخرجت من تل المسخوطة أثناء تطهير ترعة الإسماعيلية ارتفاعه 160سم ومن الدولة الحديثة رأس تمثال من الحجر الرملى طوله 34سم عرضه 23سم لشخص يدعى أوكار مان أحد كبار موظفى رمسيس الثانى فوق رأسه جعران الذى يعطى لصاحبه البعث والحياة الأبدية ومن العصر المتأخر لوحة دارا الأول (داريوس) من الجرانيت الوردى طولها 310سم عرضها 76سم وهى لوحة تذكارية بمناسبة إقامة قناة تربط بين البحر الأحمر وشمال خليج السويس وتتجه شمالاً لتمر فى البحيرات المرة ثم غرباً حيث وادى الطميلات كى تصل منه إلى البحر المتوسط وقد كتبت هذه اللوحة بأربع لغات قديمة المصرية القديمة والفارسية القديمة والأوكدية والبابلية (الخط المسمارى) وتعد هذه اللوحة من أربع لوحات تذكارية أقيمت على طول القناة فى تل المسخوطة والشلوفة وكبريت والسويس. معروضات العصر اليونانى الرومانى ويلقى الدكتور ريحان الضوء على أهم معروضات هذا العصر وهى تحفة فنية نادرة ورائعة الجمال وهى لوحة من الموزايك طولها 485سم عرضها 300سم عثرت عليها البعثة الفرنسية برئاسة جون كليدا بأحد القلاع قرب تل أبو غانم التى بناها الإمبراطور تراجان فى القرن الرابع الميلادى وتحكى اللوحة أسطورة مقسمة لثلاثة مناظر الأول يمثّل سيدة تدعى هيدرا تجلس فى قصرها وترسل خطاب غرامى إلى إبن زوجها هيبوليت عن طريق خادمها تروفيس وقد رفض إبن زوجها طلبها فوشت به فأرسله أبيه إلى الغابات ليعاقبه. وفى المنظر الثانى مناظر عزف على آلات موسيقية والمنظر الثالث نقش باليونانية محاط بالحيونات ويشير هذا النص إلى أن الإنسان لابد أن يتجنب شرب الخمر حتى لا يرتكب المعاصى وتتميز اللوحة بجمال ألوانها ومناظرها. كما تشمل المعروضات لهذا العصر أوانى الحضرة التى يحفظ فيها رماد المتوفى بعد حرقه وسميت بهذا الاسم للعثور على مجموعة كبيرة منها بمنطقة الحضرة بالإسكندرية وكذلك تمثال من التناجرا من التراكوتا يمثل السيدات يرتدين الخيتون والهيماتيون مما يعطى فكرة عن الموضة فى العصر اليونانى الروماني. معروضات مسيحية وإسلامية وينوه الدكتور ريحان إلى  المعروضات المسيحية وهى قنينة سانت مينوس (القديس أبو مينا) ارتفاعها 10.5سم عليها نقش يمثل القديس مينا رافعاً يديه يصلّى وعلى جانبيه يرقد جملين ومجموعة من البرديات باللغة القبطية عبارة عن عقود تجارية وغيرها من المعاملات ومواثيق عثر عليها فى باويط ومن العصر الإسلامى شمعدان من البرونز ارتفاعه 45سم من العصر الفاطمى وعمود طعام من ثلاث قطع عليه كتابة تشير لصاحبته وهى فاطمة بنت الشيخ محمد النحاوى 1185هـ ووثيقة زواج والعديد من مسارج الزيت التى كانت تستخدم للإضاءة بزيت الزيتون.
أضف تعليق