سلطان عُمان يترأس اجتماع مجلس الوزراء ويؤكد التضامن مع الشعب الفلسطيني

سلطان عُمان يترأس اجتماع مجلس الوزراء ويؤكد التضامن مع الشعب الفلسطينيسلطان عُمان

عرب وعالم16-10-2023 | 08:30

على الرغم من القضايا المهمة التي ناقشها مجلس الوزراء العُماني فى اجتماعه الأسبوع الماضي، إلا أن السُّلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، وقف موقفا عروبيا خالدا حينما أكد تضامن سلطنة عُمان مع الشعب الفلسطيني الشقيق، وهذا موقف سلطنة عمان الدائم نحو القضية الفلسطينية.

وأكد السلطان هيثم بن طارق، دعم كافة الجهود الداعية لوقف التصعيد والهجمات على الأطفال والمدنيين الأبرياء وإطلاق سراح السجناء وفقًا لمبادئ القانون الإنساني الدولي، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لحماية المدنيين وضمان احتياجاتهم الإنسانية ورفع الحصار غير المشروع عن غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، واستئناف عملية السلام لتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة كافة حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة على حدود عام ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشرقية وفق مبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وجميع القرارات الأممية ذات الصلة.

الإعلام العُماني وطموحات المستقبل
وفى كل مرة ينعقد فيها مجلس الوزراء برئاسة السلطان هيثم بن طارق، تكون عُمان كلها منتظرة للنتائج، نتائج مرحلة تم إنجازها فى كل القطاعات، ومرحلة تكون مساراتها جاهزة لعبور العُمانيين خطوات نحو المستقبل.

وفى الوقت الذي أعلنت فيه سلطنة عمان عبر اجتماع مجلس الوزراء عن نجاحات كبرى فى الجوانب المالية والاقتصادية كان هناك تركيز على محاور مهمة تعنى بالإعلام العُماني الذي يشهد نقلات نوعية متميزة، وتعنى بالشباب الذين تبنى عليهم طموحات المستقبل، وبالجوانب الاجتماعية التي تساهم فى صناعة الاستقرار الوظيفى وشحذ الهمم نحو مسيرة التقدم والرقي.

إن توجيهات جلالة السلطان هيثم بأهمية الارتقاء بقطاع الإعلام ووضع خطط فاعلة لتعزيز الاستفادة من التطورات التي يشهدها الإعلام وبشكل خاص فى المجالات الرقمية يؤكد حرصه على تطوير هذا القطاع المهم فى مرحلة زادت فيه أهمية الإعلام فى بناء الوعي وتشكيل الخطاب والحفاظ على الهويات الوطنية.

وتتماشى رؤية السلطان هيثم بن طارق، لتطوير منصات الوسائط الإلكترونية الحديثة تمامًا مع توجهات الأجيال الجديدة وخاصة فئة الشباب الذين أصبحوا مواطنين رقميين على نحو متزايد، وهذا التوجه يفتح الكثير من السبل للشباب للعمل والابتكار وريادة الأعمال فى المشهد الإعلامي.

دعوة للمشاركة فى انتخاب أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة
وبعد الإشادة بالاستعدادات التنظيمية التي تقوم بها وزارة الداخلية وجميع الجهات المعنية حول انتخاب أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة، أكَّد السلطان هيثم بن طارق، على أهمية قيام المواطنين كافَّة بالمشاركة الجادَّة فى الانتخابات، والحرص على اختيار الكفاءات التي يعول عليها للاستفادة من خبراتها، حيث إنَّ قوَّة مجلس الشورى وفاعليته مرتبطة بمَن سيتمُّ اختيارهم وترشيحهم من قبل الناخبين، خصوصًا أنَّ المرحلة المقبلة من العمل الوطني تتطلب تضافر الجهود والعمل بطُرق مبتكرة وحديثة، للحفاظ على المكتسبات والإنجازات والإسهام فى التخطيط الاستراتيجي والارتقاء بمسيرة التنمية.

الأداء المالي والنمو فى جميع القطاعات
بعد الإطلاع على نتائج تقييم جميع الوحدات الحكومية ونسب أدائها خلال النصف الأول من العام الحالي، أشاد السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، بالتطور الملموس فى أداء معظم الوحدات الحكومية، مُوَجِّهًا ببذل المزيد من الجهود واستمرارها خلال الفترة القادمة لرفع مستوى الأداء الحكومي وأهمية حوكمة الإجراءات وتنظيم ممارسة الأعمال والعناية بتعزيز ثقة المستفيدين وتجويد الخدمات.

ولا بد من النظر إلى النتائج الإيجابية التي حققتها سلطنة عمان فى الأداء المالي على مدى السنوات الثلاث الماضية باعتبارها شهادة على سعي عُمان وتفانيها من أجل تحقيق المرونة الاقتصادية والنمو فى جميع القطاعات، وهذا المسار التصاعدي، الذي ينعكس فى ارتفاع المؤشرات المالية والاقتصادية والتصنيف الائتماني، يحكي الكثير عن رؤية وقيادة السلطان هيثم وإدارته الحكيمة لمسارات البناء والتنمية فى البلاد رغم كل التحديات التي عاشها العالم أجمع خلال الأعوام الماضية ولا يمكن للذاكرة الجادة والمنصفة أن تتجاوزها.

وهنا يمكن قراءة رؤية السلطان عبر توجيهه لمسارات استخدام الفوائض المالية التي حققتها سلطنة عمان خلال العامين الأخيرين والتي تستهدف الأولويات الاقتصادية والاجتماعية حيث يبرز التزام الدولة وسعيها من أجل أن يعيش العماني حياة كريمة وهانئة ومستقرة.

إنشاء مدينة رياضية متكاملة
وتأكيدًا على الاهتمام الذي يُولِيه سلطان عُمان، برعاية الشَّباب وإعدادهم الإعداد السليم باعتبارهم أفضل استثمار للأجيال المتعاقبة، فقد وجَّه السلطان هيثم بالبدء فى إجراءات إقامة مشروع مدينة رياضية متكاملة تستقطب استضافة البطولات والمسابقات على المستويين الإقليمي والعالمي.

كما وجَّه بتطوير البنية الأساسية لسباقات الهجن التي تُعدُّ أحد أهم الأنشطة الرياضية التي يرتبط بها عدد كبير من المواطنين؛ تشمل تأهيل وإنشاء عدد من الميادين الرئيسية بالمحافظات، وذلك بالتنسيق بين مكاتب المحافظين والاتحاد العُماني لسباقات الهجن، وهو ما سيؤدي إلى تنشيط الحركة الاقتصادية فى المحافظات.

ولعل من أبرز معالم التوجه التقدمي فى فكر قائد النهضة العُمانية المتجددة، قرار البدء فى إنشاء مدينة رياضية متكاملة. إن مثل هذه المنشأة التي ستكون مصممة لاستضافة الأحداث الإقليمية والدولية، لا تضع سلطنة عمان على خريطة الرياضة العالمية فحسب، بل تستغل أيضا مشاعر وتطلعات شبابها، إضافة إلى القوة المعنوية التي ستجنيها البلاد عبر تقدير العالم واحترامه لهذا الاهتمام المتواصل بالشباب ودعم توجهاتهم. ولا يخفى أن الرياضة كانت على الدوام أحد مجالات بناء الشباب وتنمية شخصياتهم ومن خلال الاستثمار فيهم، تفتح سلطنة عمان الطريق أمام هذه الأجيال من أجل الطموح والعمل والابتكار.

ترقية الموظفين والشأن الاجتماعي
وفى ضوء اهتمام السلطان هيثم بن طارق، المستمر بالشأن الاجتماعي واستكمالًا لتطبيق منظومة قياس الأداء الفردي والإجادة المؤسسية وصولًا إلى رفع كفاءة الأداء الحكومي، ونشر ثقافة الإجادة والتطوير وتشجيع روح الإبداع والتجديد والتحفيز .. أقر المجلس ترقية الموظفين العُمانيين لدى وحدات الجهاز الإداري للدولة المطبقة لقانون الخدمة المدنية والأنظمة الأخرى من أقدمية أعوام (2013م - 2016م) خلال عامي 2024م و2025م، وفقًا للبرنامج المعد لذلك.

ولا شك إن إعلان مجلس الوزراء عن ترقيات الموظفين من أقدميات 2013 إلى 2016، رغم أنه يبدو إداريا إلا أنه يحمل أهمية اجتماعية واقتصادية عميقة لا يمكن تجاوزها كما أنه يحمل حافزا كبيرا لبذل المزيد من الجهد والعمل خلال المرحلة القادمة.

وإذا كانت سلطنة عمان تقف عند مفترق طرق الرخاء المالي فإنها تختار طريقا ممهدا بالفرص لشبابها، ولتطوير إعلامها وزيادة قوة منظومة الحماية الاجتماعية، إن كل ذلك ليس مجرد قرارات سياسية إنها شهادات على أن سلطنة عمان أمة تتطلع إلى الأمام وتسير نحو المستقبل بخطى واثقة وحثيثة.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2