قنصل عام الصين بالإسكندرية: نثمن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسى فى تحقيق خطط مصر طبقًا لـ «رؤية 2030»

قنصل عام الصين بالإسكندرية:  نثمن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسى فى تحقيق خطط مصر طبقًا لـ «رؤية 2030»قنصل عام الصين بالإسكندرية

حوارات وتحقيقات17-10-2023 | 15:16

تحتفل دولة الصين هذه الأيام ب العيد الوطنى لها كما تحتفل أيضًا بمرور عشر سنوات من التنمية وفقا لمبادرة «الحزام والطريق»، فعلى مدى السنوات العشر المنصرمة عملت الصين ومصر بشكل مشترك على تعزيز المواءمة المعمّقة بين مبادرة «الحزام والطريق» و»رؤية مصر 2030» وحققا نتائج مثمرة، حيث ظلت الصين أكبر شريك تجارى لمصر لأكثر من ١١ عامًا على التوالي، فقامت الشركات الصينية العاملة فى مصر ببناء «أطول مبنى وأول قطار كهربائى خفيف فى إفريقيا وساعدت مصر على امتلاك أكبر قاعدة لإنتاج الألياف الزجاجية، وأكبر مركز لتخزين اللقاحات وأسرع شبكة للنطاق العريض الثابتة فى إفريقيا، فى هذا الحوار مع السيد/ ينج يي، قنصل عام الصين بالإسكندرية، تسلط مجلة «أكتوبر» الضوء على كل هذا الكم من الإنجازات والتعاون المشترك التاريخى بين البلدين وتبرز الأرقام والإحصاءات الذهبية والتاريخية المصرية الصينية.

ما أهم ما تم تحقيقه من إنجازات على أرض الصين وفق خطة مبادرة «الحزام والطريق»؟!

طبقا لتقرير أعمال الحكومة المركزية الصينية، يعد عام 2022 عاما مهما للغاية فى تاريخ الحزب والدولة، حيث أحرزت بلادنا منجزات جديدة فى تنميتها لم تكن سهلة المنال فقد نما إجمالى الناتج المحلى بمعدل 3% فى العام ٢٠٢١ م، وقد أتيحت فرص عمل جديدة لصالح 12.06 مليون شخص فى المدن والبلدات وارتفع مؤشر أسعار المستهلك بمعدل 2% وبلغ إنتاج الحبوب الغذائية 685 مليون طن، بزيادة 3.7 مليون طن.

كما شهدت الصين زيادة جديدة فى تخفيضات الضرائب والرسوم مقدارها يفوق تريليون يوان، وأيضا تم تحصيل الضرائب والرسوم بمقدار يربو على 750 مليار يوان.

وإعفاء خريجى الجامعات من أبناء العائلات التى تعانى من ضائقة مالية، من فوائد القروض الطلابية الوطنية المقدمة لهم فى عام 2022 مع السماح لهم بتأجيل تسديد أصولها، وقد حافظ الوضع التوظيفى على الاستقرار العام ما سمح باتجاه النمو الاقتصادى نحو التقدم.

وباستعراض الأعمال الرئيسية فى الأعوام الخمسة المنصرفة فقد ارتفع الناتج المحلى الإجمالى إلى 121 تريليون يوان بمعدل سنوى قدره 5.2% فى السنوات الخمس الماضية، كما ازداد عدد فرص العمل المتاحة لصالح سكان المدن والبلدات بمعدل سنوى قدره أكثر من 12.7 مليون فرصة وارتفع معدل الإنفاق على البحث والتطوير فى المجتمع كله من 2.1% إلى أكثر من 2.5%.

و ازداد طول السكك الحديدية الفائقة السرعة العاملة من 25 ألف كيلومتر إلى 42 ألف كيلومتر، ورُصف أو أعيد رصف 1.25 مليون كيلومتر من الطرق العامة الريفية.

ونما إجمالى حجم الواردات والصادرات السلعية بمعدل سنوى قدره 8.6% وتجاوز حاجز الـ40 تريليون يوان متبوئا المركز الأول عالميا لسنوات عديدة متتالية وازداد عدد المشتركين فى التأمين الأساسى على الشيخوخة بمقدار 140 مليون شخص لتغطى مظلة هذا التأمين 1.05 مليار مستفيد، ورفع متوسط نصيب الفرد من الإعانة المالية للتأمين الطبى لغير العاملين فى الحضر والريف من 450 يوانًا إلى 610 يوان.

كما طبقت الصين سياسة السماح للزوجين بإنجاب ثلاثة أطفال والتدابير التكميلية والداعمة ذات الصلة، وأيضا حققت الصين انتصارا حاسما مهما فى مكافحة جائحة فيروس كورونا.

كيف تم الاستفادة من مبادرة «الحزام والطريق» عالميًا؟!

حصلت مبادرة «الحزام والطريق» على قبول وترحيب ودعم من جميع دول العالم ولا سيما مصر والتى كان لها دور مهم وبارز فى دعم المبادرة فيوجد فى مصر مشروعات كثيرة بالشراكة مع الصين فى العاصمة الجديدة ومدينة العلمين والسكك الحديدية فى مدينة العاشر من رمضان وبعض هذه المشروعات تم الانتهاء منها بالفعل والبعض الآخر لا يزال فى مرحلة البناء.

وعلى مدى السنوات العشر الماضية، أصبح البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» منفعة عامة عالمية شعبية ومنصة رئيسية للتعاون الدولي، مما أنشأ منصة عملية مهمة لبناء مجتمع ذى مستقبل مشترك للبشرية.

حيث إنه أولاً، تم تعزيز دائرة الأصدقاء المشتركة بشكل مستمر، وتم تعزيز وتوسيع نطاق التعاون بشكل مستمر. وثانيا، يستمر الربط البينى للمرافق فى التعمق، وتم تنفيذ عدد كبير من مشاريع التعاون الرئيسية.

وثالثا، استمرت التبادلات والتعاون الاقتصادى والتجارى فى التطور، مما أدى إلى تحقيق تنمية متبادلة ومنفعة للجانبين ولجميع البلدان.

ورابعا، استمر التعاون الدولى فى المجالات الناشئة فى التوسع، وتم تعميق التعاون الدولى فى المجال الرقمى والابتكار.

وخامسا، تم التحسين المستمر لنظام الاستثمار والتمويل المتنوع، وتم إنشاء نظام استثمار وتمويل متنوع ومستقر ومستدام تدريجيا اأا وهو «الحزام والطريق».

وسادسا، استمرت التبادلات والتعاون الثقافى فى التوسع، مما أدى بشكل فعال إلى تعزيز التواصل والتفاهم والاعتراف بين الثقافات المختلفة.

كما يعد الترويج المشترك لمبادرة «الحزام والطريق» أهم جزء فى العلاقة بين البلدين، وقد أطلقت الشركات الصينية عددًا من المشروعات المهمة فى مجالات الطاقة والنقل والبناء وغيرها من المجالات فى مصر، بما فى ذلك المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. وستعمل مصر على تسريع بناء البنية التحتية المحلية والتنمية الاقتصادية من خلال مبادرة «الحزام والطريق» ومواصلة تعزيز التعاون مع الصين.

تحدثتم عما تم تحقيقه من إنجازات وفقا لخطة مبادرة «الحزام والطريق» حتى العام المنصرف ٢٠٢٢.. فماذا عن العام الحالى ٢٠٢٣ خاصة أنه العام العاشر للمبادرة؟!

بالفعل تمت أهداف التنمية الرئيسية المتوقع تحقيقها ونقاط الأعمال المهمة فى عام 2023 حيث تحقق نمو إجمالى الناتج المحلى بمعدل زهاء 5%، وتم توفير فرص عمل جديدة لنحو 12 مليون شخص فى المدن والبلدات، وإبقاء نسبة البطالة القائمة على أساس المسح فى المدن والبلدات عند قرابة 5.5%.

وإبقاء معدل ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك عند حوالى 3% وتحقيق مواكبة نمو دخل السكان النمو الاقتصادى من حيث الأساس، وتعزيز استقرار حجم الاستيراد والتصدير مع رفع جودتهما، وتحقيق التوازن الأساسى فى ميزان المدفوعات الدولية وإبقاء حجم الإنتاج من الحبوب الغذائية عند أكثر من 650 مليون طن، ومواصلة خفض استهلاك الطاقة لكل وحدة من إجمالى الناتج المحلى وانبعاثات المواد الملوثة الرئيسية.

ومنح الأولوية لتعافى الاستهلاك وتوسيع حجمه.

ورفع دخل سكان الحضر والريف من خلال قنوات متعددة، وتشييد مشاريع أيقونية أجنبية التمويل والاحتراس من مخاطر المؤسسات العقارية الممتازة والرائدة وإزالتها بشكل فعال، وإحسان نسبة ديونها إلى الأصول، لمنع توسعها غير المنضبط، بهدف تعزيز التنمية المستقرة لقطاع العقارات.

وأيضا دعم تلبية الطلب على السكن الخاص وتحسين الظروف السكنية، وإتقان معالجة مسألة الإسكان للحضريين الجدد والشباب وغيرهم، وتطوير بجهد التعليم المهني، ودفع الابتكارات فى التعليم العالي، والتشجيع على توسيع تغطية الموارد الطبية الممتازة الجودة وامتدادها نحو المستوى القاعدى وموازنة توزيعها بين مختلف الأقاليم.

كيف تنظر الصين لمصر فيما يتعلق بالتطوير و»رؤية مصر ٢٠٣٠»؟!

«رؤية مصر 2030» هى خطة وطنية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية متوسطة وطويلة الأجل للحكومة المصرية، وتثمن الصين الجهود المبذولة للرئيس عبد الفتاح السيسى لإنجاح هذه الرؤية كما تدعم الصين مصر فى اتخاذ طريق التنمية الذى يناسب ظروفها الوطنية وتعزيز القضية العظيمة لتجديد شباب الأمة. ويتعين على الصين ومصر تعميق التعاون وتبادل المنفعة، ومواصلة تعزيز العلاقة بين البناء المشترك لمبادرة «الحزام والطريق» و»رؤية مصر 2030»، والتعاون فى تنفيذ مبادرات التنمية العالمية ومبادرات الأمن العالمى ومبادرات الحضارة العالمية.

ما أهم تطورات مشروع إنشاء الصين لمصنع اللقاحات على أرض مصر الذى تم الإعلان عنه فى وقت سابق؟!

لقد ساعد أول خط مشترك أنشأته الصين ومصر لإنتاج اللقاحات أن تصبح مصر مركزًا لإنتاج اللقاحات فى أفريقيا، وساهم بشكل مشترك فى تعزيز إمكانية الوصول إلى اللقاحات والقدرة على تحمل تكاليفها فى البلدان النامية، كما سلمت الصين لمصر مخزنًا باردًا متطورًا للقاحات يضم أكبر مخزن للطاقة وأعلى درجة من الأتمتة فى أفريقيا، وأصبحت مصر مركزًا لإنتاج اللقاحات فى أفريقيا، وهو ما له أهمية كبيرة لتحسين قدرة القارة الإفريقية على الاستجابة للتحديات الوبائية.

هل هناك حصر لعدد الدارسين الصينيين فى مصر؟! وما أوجه التعاون المصرى الصينى فى مجال التعليم؟!

بحسب إحصائيات غير كاملة، يوجد أكثر من 2000 طالب صينى فى مصر و400 فى الإسكندرية، ويوجد لدى الصين عدد من معاهد كونفوشيوس وورش «لوبان جونج فانج» فى مصر. وفى المستقبل، ستنشئ أيضًا معهد كونفوشيوس و»لوبان جونج فانج» فى الإسكندرية لتلبية احتياجات مصر من تدريس اللغة الصينية والتبادلات الثقافية والتعليم المهني، ولتوفير تعزيز التعليم والتبادل الثقافى بين الصين ومصر.

من ناحية أخرى يشهد مطار برج العرب بالإسكندرية وصول ٥٠ سائحًا يوميًا.

لماذا لا تنتشر الدراما الصينية عالميًا مقابل الدراما الكورية؟!

هناك العديد من المسلسلات التليفزيونية الممتازة فى الصين، على سبيل المثال، حقق فيلم «In the World» نجاحًا حقيقيًا عام 2022، وقد تم شراؤه مسبقًا من قبل شركة ديزنى الخارجية للحصول على حقوق التوزيع الحصرية بينما لا يزال قيد التصوير، كما يتم بث المزيد من الدراما التليفزيونية الصينية فى الخارج، ويمكن بث الدراما التليفزيونية الشعبية فى الصين إلى الخارج فى وقت واحد تقريبًا.

فى الماضى كانت الصين تبث بشكل أساسى فى الخارج أعمالها الدرامية الكلاسيكية والحديثة الأربعة الرئيسية، وفى السنوات الأخيرة، اجتذبت الأعمال الدرامية الحضرية والتشويق وغيرها من الأعمال الدرامية ذات الجودة العالية التى تدور حول الواقع اهتمامًا واسع النطاق فى الخارج، مما يعنى أن إنتاج الدراما التلفزيونية المحلية فى الصين يتماشى مع المعايير الدولية، مع الأخذ بعين الاعتبار الأسواق المحلية والأجنبية. أعتقد أن مستوى إنتاج الدراما التليفزيونية الصينية سوف يصبح أعلى وأعلى وأكثر توافقًا مع توقعات الجماهير العالمية.

تحرص القنصلية الصينية دائما على التواصل مع المجتمع السكندرى وظهر ذلك جليًا فى أكثر من مناسبة دينية ووطنية ما الأنشطة المستقبلية فى هذا المجال؟!

يعد تعزيز التواصل بين الشعبين وتعزيز التفاهم والعلاقات الودية بين شعبى الصين والإسكندرية إحدى المهام المهمة للقنصلية، وتشارك القنصلية بنشاط فى المجالات المختلفة للمجتمع السكندرى لتعزيز فهم الشعب السكندرى للصين.

تعتبر الصين من أكثر الدول التى تعمل للحفاظ على تراثها الثقافى كيف تعمل القنصلية على تنفيذ هذا الأمر على أرض الواقع؟!

تعمل القنصلية بنشاط على تعزيز التعاون والتبادلات بين الصين ومصر فى مجال حماية التراث الثقافي، إننا نتعاون بشكل نشط مع إدارة الآثار الثقافية المصرية والمتاحف والوحدات الأخرى فى الإسكندرية، وفى المستقبل، تخطط الصين لإنشاء «المركز الأثرى الصينى المصرى المشترك» فى الإسكندرية وفى مصر. وفى الوقت نفسه، سنقوم أيضًا بتعزيز التبادلات والتعاون بين المقاطعات والمدن الصينية ومختلف الوحدات الثقافية والمتاحف فى الإسكندرية.

كيف تستفيد مصر من التجربة الصينية الإعلامية المتطورة فى مواجهة الشائعات فى الإعلام الصيني؟!

فى عالم اليوم، تهيمن وسائل الإعلام الغربية على حق التعبير، فمنذ تفشى وباء كوفيد-19 والأزمة الروسية الأوكرانية، امتلأت تقارير وسائل الإعلام الغربية بالنوايا السياسية، فقد ظهرت الشائعات والتشهير والأحكام المسبقة والأخبار الكاذبة فى تيار لا نهاية له، والذى أزعج بشدة العديد من البلدان.

ويتعين على الصين ومصر والدول النامية الأخرى تعزيز التعاون، والتحسين المستمر لمستوى صناعة الأخبار الخاصة بها، والاتحاد والتعاون والعمل فى انسجام للتعبير عن الصوت المستقل للدول النامية، وكسر هيمنة الخطاب الغربي، وتعزيز التأثير الدولى للدول النامية. ان ادخال الدول النامية فى للمشاركة فى الحوكمة العالمية والقوة الثقافية الناعمة هى مهمة تواجهها كل من الصين ومصر.

أما بالنسبة ل دولة الصين فقد انتهجت ٣ قواعد للقضاء على الشائعات بالمحتوى الإعلامى الصينى وهى سن القوانين والقواعد القوية الرادعة وثقل مهارات وقدرات الإعلاميين وتربيتهم على الباعث الداخلى للصدق الإعلامى هذا إلى جانب التوعية المجتمعية بأهمية عدم الالتفات للشائعات والحصول على المعلومات من مصادرها الحقيقية الموثوقة.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2