أمل إبراهيم تكتب: أمهات فى قفص الاتهام
أمل إبراهيم تكتب: أمهات فى قفص الاتهام
اليوم قرأت تقريرا طويلا جدا ومتخما بالتفاصيل حول قصة أم تعرضت لحكم قضائى فى ولاية شيكاغو بعد أن تركت طلفها فى السيارة وذهبت إلى السوبر ماركت لدقائق ثم عادت
شخصًا غريبًا شاهدها وهى تذهب إلى المتجر وقام بتسجيل لوحة الارقام واتصل بـ 911 وفى اليوم التالى وجدت على هاتفها رسالة من الشرطة أنها سوف يتم ملاحقتها قضائيا ففهمت على الفور ما حدث .
ورغم أنها كما تقول قد أمنت طفلها وفتحت النوافذ وأغلقت الأبواب كما أن الوقت كان فى شهر مارس بعيدا عن درجات الحرارة المقلقة ،،وعند عودتها للسيارة وجدت طفلها مازال يلعب بلعبته تماما كما تركته .
تقول السيدة اتصلت بمحام قال لها أنه سيكون عليها الانتظار لمعرفة ما إذا كانت الشرطة ستقوم بالضغط أو الاتصال بإدارة خدمات الأطفال والعائلة وهكذا انتظرت ،وهى تشعر بالرعب حتى ا تلقت الدعوة الثانية ، وعلمت أنها تواجه الأتهام بالمساهمة في تعريض ابنها القاصر للخطر .
تقول السيدة أنها قضت الأشهر التالية فى حياتها تحاول تحديد أفضل مسار قانوني ، وأيضاً أفضل مسار للعمل مع الشعور بالذل بسبب الاتهام بالأهمال كأم بشكل جنائي. تهمة تعريض طفل قاصر للخطر من قبل أحد أبويه ،،تقول السيدة أنها كانت تشعر بالخجل من هذه التهمة لأنها تمس مشاعرها كأم ، وبعد أن أنتهى هذا الأمر بدأت هى بالبحث
عن أخريات تعرضن لنفس التهم ووجدت ستة من الأمهات وافقن على الحديث عن تجاربهن فى قضايا مشابهة ورغم أن هناك الكثير ، فلم تكن هى الوحيدة التى دفعت تكلفة الأمومة .
تقول المرأة "نحن نعيش في بلد يُنظر إلي مثل هذه الأفعال أنها أمر غير طبيعي ، و إجرامي ، لا للسماح للأطفال بالابتعاد عن الإشراف المباشر للبالغين ، ولو لثانية واحدة"
وتكمل قائلة "لا أعرف ما إذا كنت أخشى على أطفالي ، أو أننى أخشى من حكم الآخرون عليّ بسبب قلة الخوف".
بدأت أفهم أنه لا يهم ما إذا كان ما قمت به خطيرًا ،كل مايهم فقط أن الآباء الآخرين يرون أنه أمر خطير. عندما يتعلق الأمر بسلامة الأطفال ، فإن المشاعر تصبح حقائق.
". بمعنى آخر ، خطر التقييم والحكم الأخلاقي متشابكان.
وقد تم تأكيد هذا بالفعل من قبل الباحثين ،فقد عرضت باربارا دبليو سارنيكا ، عالمة معرِفة في جامعة كاليفورنيا ، إرفاين وزملاؤها مجموعة من المقالات القصيرة التي ترك فيها أحد الوالدين طفلاً دون مراقبة ، وقدر المشاركون حجم الخطر الذي يمثله ذلك للطفل خاصة لو تم تركه بدون قصد ،هل قيل لهم إن الطفل ترك دون إشراف حتى يتمكن الوالد من العمل أو التطوع أو الاسترخاء أو مقابلة حبيب. ووجد الباحثون أن تقييم المشاركين لخطر حدوث ضرر من جانب الطفل قد تباين اعتمادًا على مدى تعرضهم للهجوم الأخلاقي الذي وجدوه سبب مغادرة الوالد.
الحقيقة أنه برغم طريقة عرض هذا التقرير إلا أنه لم يستطع أن يقنعنى بما جاء فيه من محاولة خلق نوع من التعاطف مع الأهل الذين يتركون الأطفال دون رعاية أو اهتمام ورعاية ،،لأن الحوادث تقع غالبا بمجرد أن نغفل النظر عمل يقوم به الصغار ،،لو نسيت وتركت الدواء او باب دولاب المنظفات مفتوح فالطفل يقوم بالتجربة وبسرعة مذهلة وأيضا ترك الأطفال وحدهم فى المنزل دون أن يكون هناك من يراقب او يحسن التصرف فى حال وقع أى حادث ،،عالم الصغار دائما محاط بالخطر لولا ستر الله وعنايته ،،والاهتمام بهم نوع من المسؤولية تجعلنا نفكر كثيرا ودائما قبل أن نقوم بأى خطوة فى وجودهم وإذا كانت المرأة منزعجة من وجود مثل هذه القوانين التى تصل بعض أحكامها بوضع الأم تحت المراقبة لسنوات ووضع الأطفال فى دور رعاية مخصصة لفترات إلا أن الأمر يستحق أن ننتبه لأن العقوبة هنا تكون مضاعفة لأن ما أصعب أن يكون الجانى أحد الوالدين .