المشاركون بمؤتمر الإفتاء يشيدون بجهود الرئيس السيسي في دعم القضية الفلسطينية

المشاركون بمؤتمر الإفتاء يشيدون بجهود الرئيس السيسي في دعم القضية الفلسطينيةالرئيس السيسي

مصر19-10-2023 | 15:32

أشاد المشاركون بالمؤتمر العالمي الثامن لدار الإفتاء بموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الداعم للقضية الفلسطينية، مثمنين دور الرئيس السيسي الداعم لاستضافة مصر للمؤتمرات الدينية التي تفيد البشرية.

وأعرب وزير الأوقاف والإرشاد اليمني الدكتور محمد بن عيضة شبيبة - خلال كلمته في الجلسة الثانية من فعاليات المؤتمر العالمي الثامن لدار الإفتاء والتي جاءت تحت عنوان "الفتوى والتحديات الفكرية والأخلاقية" - عن أصدق تعازيه للأشقاء الفلسطينيين، في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، مؤكدا أن الشعب اليمني يشاركهم أحزانهم ويدعو الله أن يمنحهم النصر والقوة وأن يحميهم برعايته الإلهية.

وأضاف أن اليمن بلد الشجاعة والإيمان، مشيرا إلى أنها إذا كانت اليوم تعاني من الجراح، فإنها بالتأكيد ستتعافى وستنهض من جديد، ولا يوجد خوف على هذه الأرض الجبارة التي اختارها الله لتكون رمزًا للصمود والإرادة في اللحظات الصعبة، حينما تشتد الحروب ويحتاج الإسلام إلى يد العون والمساعدة.

وأشار إلى أن اليمن أرض الدعوة والدعاة حيث استجابت لنداء الإيمان والسلام، وأيدها الله بقوة وصمود، مؤكدا أنها ستظل تنبض بالحب والتضامن مع إخوتها في فلسطين وكل مكان يحتاج إلى النجدة والعون.

من جانبه، أكد مفتي جمهورية جزر القمر أبو بكر عبد الله جمل الليل - في كلمته - أنه بالأخلاق تُبْنَى الحضارات وتستمِر، وقيمَةُ المرءِ في الحقيقة تُقدّر بأخلاقه وأعماله، والناسُ جميعًا بفطرتهم الكريمة وَقِيَمِهِم النَّبيلة لا يملكون سوى احترام صاحب الخُلُقِ الحَسَن، سواءٌ أكان شخصًا أم أمَّة.

وشدد على أن القِيَم والأخلاق الإسلاميَّة هي التي تحمي الإنسانَ من كلِّ الانحرافات الفكرية والسلوكية والجرائم المتنوّعة، وتنقذه من الأزمات النفسيَّة والمشكلات الصحية، وتوفر له السعادة والرضا، كما أنَّ الأخلاق الفاضلة هي التي تحمي المجتمع من كلِّ المصائب، وتوفّر لكلِّ أفراده الأمن والاستقرار.

وأضاف مفتى جهورية جزر القمر أن هذه الأمَّة لا يستقيمُ حالها على الاستقامة الكاملة إلاَّ إذا سارت على النهج الواضح الذي تركها عليه نبيُّها "صل الله عليه وسلم " فلا تضلُّ أبدًا ما دامت متمسِّكةً به، وهو كتاب الله وسنَّة رسوله "صل الله عليه وسلم".

وأشار إلى أن أهمية الفتوى وحاجة الناس إليها مِنْ أهمِّية الدِّيْن، ولا حياة كريمة في الدنيا والآخرة بدون الالتزام بهذا الدين الحنيف، موضحا أن الفتوى لكي تقوم بدَورها التامِّ في استقرار المجتمع وإعمار الأرض؛ وجب أن تكونَ الفتوى داعمة ومتضمِّنة لمكارم الأخلاق ومحاسن الصِّفات والعادات التي هي وسيلةٌ للنهوض بالأمّة؛ فإنَّ النهوضَ والتقدُّم يكون نتيجة سيادة الأمن والاستقرار في المجتمع ولا يتحقَّق ذلك إلاَّ بانتشار الأخلاق الطَّيبة وروح التعاون.

وأدان عضو المجلس العلمي المغربي لأوروبا مرزوق أولاد عبد الله، الاعتداء على فلسطين،مثمنا موقف الرئيس السيسي على موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، منوها بأن الفكر الاقتصادي الإسلامي يمتاز بشموله لوضع الحلول الناجعة لكل معضلة ومشكلة يعانيها الناس في مختلف ميادين الحياة وأن الله تعالى وزع الصلاحيات على الأفراد حسب تنوع الشؤون، وصار لكل شأن بهذا التوزيع رجال هم أهل معرفته، ومعرفة ما يجب أن يكون عليه.

وأشار إلى أن الإسلام وضع رؤية كاملة لتنظيم النظام المالي الاقتصادي الذي يرتب أمورهم وينظم حياتهم ويوثق العلاقات بين أفرادهم وجماعاتهم وأغنيائهم وفقرائهم تنظيمًا يكفل لمجتمعهم الصيانة والحماية من كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تبديد الموارد الاقتصادية ويسيء استخدامها.

وشدد على أن الاقتصاد الإسلامي يعالج مشاكل المعاملات الإسلامية المعاصرة والمصرفية والنشاط الاقتصادي والسياسات الاقتصادية بالبحث والدراسة والتحليل ويتحرى الأخذ بالتشريع الفقهي والشريعة الإسلامية الغراء.

وأشار إلى أن للفتوى شأنًا عظيمًا في الإسلام وتتبوأ مكانًا محوريًّا في معالجة قضايا تتعلق بمجالات الاقتصاد والسياسة والبنوك والنقود والتأمين وغيرها من القضايا المجتمعية الشائكة، كما أن الفتوى تسهم في استقرار المجتمعات بدعمها أهداف التنمية الاقتصادية والمستدامة، فضلًا عن أن للفتوى دورًا هامًّا في واقع التنمية والاستثمار وتوجيهه توجيهًا سليما.

وقال أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة أرسطو باليونان يوشار شريف، إن العالم يشهد على المستويين الدولي والإسلامي تغيرات واسعة وحراكا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا مهما، فالأحداث التي يمر بها العالم الآن ويشهدها بوتيرة متسارعة تنمُّ عن وجود وسائط إعلامية واسعة وفضاء إلكتروني غير مسبوق، وهذا كله يزيد من اختراق المبادئ والقيم في المجتمعات.

وأضاف أن الطالب في العصر الرقمي بحاجة إلى مهارات التفكير الناقد، والفهم، والتفسير، والتحليل. بسبب كمية ونوعية المعلومات ومضامينها المتاحة عبر شبكة الإنترنت والتي قد تؤثر على الأخلاق.

وأشار يوشار إلى أن العالم اليوم يتعرض لهزات أخلاقية متتابعة والتي تتمثل في أنماط السلوك الفردية والجماعية التي سلبت المجتمع السعادة والأمن والاستقرار وأضعفت فرص تقدمه بشكل إيجابي، ولعل من الأسباب الرئيسية في ذلك هو تكنولوجيا الاتصال والفضاء الإلكتروني الذي فتح العالم على مصرعيه دون ضوابط أخلاقية، كما أن التوسع في استعمال التكنولوجيا والاتصال والانفتاح العالمي على جميع المعارف والعلوم ولَّد الكثير من المشكلات في المنظومة الأخلاقية، كما أكدت الدراسات على أن التعلم الإلكتروني أفرز عددًا من السلوكيات الفكرية والتربوية لم تكن معروفة في الجيل الذي قبله.

وقال الدكتور محمد بن يحيى النينوي عميد كلية المدينة للدراسات الإسلامية والبحوث بالولايات المتحدة الأمريكية، إن الإسلاموفوبيا تمثِّل تحديًا خطيرًا يواجه المجتمع العالمي في الوقت الحالي، وإن هذه الظاهرة المتنامية تجمع بين عدة عوامل، منها صراع الحضارات المزعوم والتغيرات السريعة في الديموغرافيا الاجتماعية في الولايات المتحدة والغرب، كما أنها ظاهرة تستند إلى فقه الكراهية والمؤامرة، ويجب على المسلمين في الغرب أن يتخذوا مبادرات إيجابية لمواجهتها.

وتابع أن نظرة العالم الغربي النمطية إلى الإسلام كدين بربري واستعمارها السابق للدول العربية، واعتبار الإسلام دينًا عنيفًا، هي نظرات خاطئة تسببت في تفشي الإسلاموفوبيا، مؤكدا أهمية معرفة الحقائق وتشجيع التفاهم المتبادل بين الثقافات والأديان.. مشيرا إلى أن مسؤولية المسلمين في الغرب تكمن في ضرورة الأخذ بالمبادرة وتقديم صورة حقيقية وإيجابية عن الإسلام وثقافته، والمساهمة في بناء جسور التواصل والتفاهم بين المجتمعات المختلفة.

أضف تعليق