خطوة فى غاية الأهمية التى اتخذتها دار الكتب والوثائق بإعلانها عن تدشين مشروع لتوثيق حرب أكتوبر 1973 بالتعاون مع الشئون المعنوية للقوات المسلحة، حيث يستهدف المشروع توثيقًا رسميًا لكل ما حدث فى هذه الحرب، وكذلك توثيق لشهادات أبطالها توثيقًا رسميا.. وذلك لحفظ بطولات ضباط وجنود مصر وتأكيدًا على هذا الانتصار الأسطورى الذى حققه الجيش المصرى فى أكبر معركة بالعصر الحديث، والتى قلبت فيها قواتنا المسلحة الموازين العسكرية رأسًا على عقب بعبورها لأصعب مانع مائى وأضخم ساتر ترابى والمسمى بخط "بارليف" محققة المستحيل واللامعقول.
والحقيقة أنها خطوة جاءت فى وقتها لسببين مهمين.. الأول للرد على محاولات إسرائيل تضليل الرأى العام بين الحين والآخر وتشويه التاريخ والحقائق للتقليل من هذا الانتصار الأسطورى معتمدة على أن هذه الحرب مر عليها 50 عامًا وأن هناك الكثيرين مما لم يعاصروا هذه الحرب.. وكان آخر الأكاذيب الإسرائيلية تقديمها – مؤخرًا – ل فيلم سينمائى عن "جولدا مائير" رئيسة وزراء إسرائيل أثناء حرب أكتوبر يتم عرضه حاليًا فى دور العرض الأمريكية ومضمونه وهدفه إقناع العالم أن مصر نجحت فى المعركة ولكنها لم تنتصر فى هذه الحرب، وذلك لوعى الإسرائيليين بمدى أهمية السينما فى تسجيل التاريخ أسرع من الكلمة المكتوبة وذلك "لتبييض ماء الوجه" من "العلقة الساخنة" التى أخذوها فى 6 أكتوبر 1973.
والسبب الثانى أن هناك الكثير من النشء الصغير والشباب ممن لم تتجاوز أعمارهم 47 و48 سنة لا يوعون شيئا عن هذا الانتصار، الذى حققته قواتنا المسلحة فى ذلك اليوم.. وكل ما لديهم من معلومات فهى سماعية وسطحية ولا تتناسب مع حجم هذه الحرب وهذا الانتصار الأسطورى لقواتنا المسلحة وما شهده من بطولات خارقة.
لذا.. كانت سعادتى بهذه الخطوة المصرية لتوثيق هذا النصر.. وإن كنت أقترح أيضا عمل فيلم سينمائى مصرى عالمى بجانب هذا التوثيق مترجم باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وأقترح أن نسميه "السادات" لنرد بنفس السلاح وهو السينما على الأكاذيب الإسرائيلية.. وفى نفس الوقت يخلد أسماء أبطال هذا النصر بدءًا من الرئيس السادات وحتى أصغر جندى مصرى.
فالإسرائيليون لم ولن ينسوا "العلقة الساخنة" التى أخذوها فى أكتوبر 1973 والتى سبّبت لهم "عقدة نفسية" جعلتهم يصابون بحالة من انعدام الوزن والأفعال غير المتزنة مع حلول شهر أكتوبر من كل عام.. وهذا ما نشهده تجاه ما يفعلونه مع الفلسطينيين من أعمال إجرامية.