قبل عام 2104، واجهت مهنة صيد الأسماك العديد من التحديات والمشكلات جعلت القائمين عليها يعزفون عنها تدريجيا ويبحثون عن مهنة غيرها، بسبب العقبات التى واجهها الصيادون، مثل أدوات الصيد البدائية وصعوبة الحصول على تراخيص، وافتقارهم إلى التأمين الاجتماعى والصحى، والمؤسسات التى تدافع عن حقوقهم، كما أنهم يعانون أحوالا معيشية سيئة.
وبالإضافة إلى ما سبق، كان يعانى العديد من الصيادين الإصابة بمرض فيروس C، وأيضا العديد من الأمراض الجلدية الأخرى، بسبب تلوث المياه بجميع الملوثات السائلة، دون أن يكون هناك تطهير لتلك المياه أو معالجة من خلال خلطها بمياه مالحة، وأيضا كانت تطل المشكلات الأمنية على الصيادين، لتلقى على عاتقهم العائق الأكبر خلال العمل، حيث تنتشر عصابات التعديات على البحيرات، وكانت تعين تلك العصابات حراس على مناطق التعديات، ومساحات الأحواش السمكية، مسلحين لا يألون جهدا فى إطلاق النيران على كافة الصيادين الذين يحاولون الاقتراب من البحيرات.
وبرغم أن مهنة الصيد عرفت بمرافقة الصبر للصيادين، إلا أن مضاعفة المعاناة زادت من همومهم وخاصة صغار الصيادين منهم، فقد واجهتهم تحديات وعوائق تهدد منهة الصيد التى ورثوها عن أجدادهم، وهي مصدر رزقهم الوحيد، في ظل دوامة أنظمة العقود السابقة، إلى أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم البلاد، ونفذت الدولة المصرية بتوجيهات القيادة السياسية على مدار الفترة الماضية العديد من المبادرات، منها مبادرة "بر أمان" التى أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي، لدعم صغار الصيادين ضمن فئات العمالة غير المنتظمة ومساعدتهم على توفير مصدر دخل لهم، وتوفير تأمين صحي للصيادين تنفيذا لتكليفات الرئيس السيسي وتتحمل الخزانة العامة للدولة تكلفته.
مبادرة "بر أمان" تستهدف المبادرة تكوين قاعدة بيانات متكاملة عن الصيادين ومد نظام الحماية الاجتماعية لهم لضمهم ضمن مظلة التأمين الاجتماعي لهذه الفئة التي كانت مهمشة لعقود طويلة دون إجراءات حماية لهم.
وتشمل المبادرة، 5 مبادرات فرعية وهي: "إحلال وتجديد مراكب صيد - سداد مديونية التأمينات الاجتماعية عن بعض المستفيدين المتعثرين حيث تقوم الوزارة بتسديد نسبة نصف الاشتراك لكل مستفيد - توفير سيارات مبردة لجمعيات الصيادين لتحسين القيمة المضافة للمنتج - توفير خلايا شمسية - إنشاء مزارع سمكية مصغرة لتوفير الدخل للصيادين خلال فترات التعطيل".
تجديد المراكب لصغار الصيادين
وقالت نيفين القباج وزيرة التضامن، إن المبادرة تهدف أيضا إلى إحلال وتجديد مراكب الصيد لصغار الصيادين، موضحة أنه تم الانتهاء من إحلال وتجديد 680 مركب صيد لصغار الصيادين العاملين بمحافظات كفر الشيخ وسوهاج والأقصر، وذلك ضمن المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية "بر أمان" الخاصة بإحلال وتجديد المراكب لصغار الصيادين العاملين في البحيرات الداخلية ونهر النيل، وذلك بالتعاون مع جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، مشيرة إلي أن تكلفة الإحلال والتجديد بلغت 5 ملايين جنيه، وشملت 620 مركب خشب بطول يتراوح بين 5,75 متر حتى 6 متر بمحافظتي كفر الشيخ وسوهاج، و60 مركب جديد بطول 4,25 متر بمحافظة الأقصر.
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أنه تم توزيع 210 مركب بالتعاون مع مسئولي جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية والجمعيات التعاونية لصائدي الأسماك في المحافظات الثلاث، حيث تم التنسيق مع الجمعيات التعاونية لصائدي الأسماك ومكاتب المصايد الخاضعة لإشراف جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية في الإعلان للمرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية بر أمان لدعم صغار الصيادين والتي تتمثل في دعم إحلال المراكب المتهالكة من خلال تحمل الصياد 50٪ من قيمة تجديد المركب في حين تتحمل الوزارة 50% الأخرى.
المبادرة الرئاسية بر أمان
وأوضحت القباج أن هذه المراكب تأتي تنفيذًا للمبادرة الرئاسية "بر أمان" لرعاية وحماية صغار الصيادين، التي تنفذها وزارة التضامن الاجتماعي والتي انتهت المرحلة الأولى منها بدعم 42 ألف صياد من صغار الصيادين والصائدات في البحيرات الداخلية ونهر النيل بتكلفة 50 مليون جنيه بتمويل من صندوق "تحيا مصر"، حيث استفادوا بتوزيع الوزارة عليهم مستلزمات الصيد ممثلة في شباك غزل وبدل حماية وأدوات أخرى للصيد.
مساعدات شهرية
وأضافت أن الوزارة قامت أيضا بتقديم مساعدة شهرية طارئة لصيادي شمال سيناء منذ عام 2018 حتى الآن، بتكلفة تقارب 32 مليون جنيه بواقع 1000 جنيه لكل صياد تصرف لهم شهريا لمساعدتهم في مواجهة تكاليف المعيشة، وكذا تسهيل تجديد تراخيص الصيد الخاصة بهم من خلال سداد الاشتراكات التأمينية عنهم خلال فترات التوقف عن الصيد.
للمزيد تابع #فكر_الأول