ما يتم فى غزة الآن لا يمكن أن يتوقعه أحد، فمنذ السابع من أكتوبر وحتى كتابة هذه السطور يتم يوميًا قتل وتدمير وتشريد وترحيل قسرى لأول مرة فى التاريخ لأكثر من مليون مواطن من شمال غزة إلى جنوبها.
أين الجذور ؟
يعلم القاصى والدانى أن جذور المشكلة منذ وعد بلفور والقرار 242 للأمم المتحدة وغيرها من القرارات لم تحل مشكلة شعب فلسطين صاحب الأرض ووصلت أمور التقسيم والتوسع فى المستعمرات الآن إلى أن تصبح غلافًا ل غزة تحيطها من جميع الجهات ورام الله و الضفة أيضًا يتم التوسع فى التهجير القسرى والاستيلاء على الأرض وبناء مستعمرات مكانها للمستوطنين والاشتباكات والمناوشات لم تهدأ يومًا من جانب المحتل الإسرائيلى ولابد أن يكون له رد فعل.
إن ما جرى فى الضفة فى الفترة الأخيرة وحي الشيخ جراح والاعتداء والقتل واعتقال الشباب الفلسطينى لمجرد أنه يقوم بالدفاع عن أرضه وعرضه وحياته، ثم ما تم من إقتطاع مزارع شبعا؛ لتصنع حدًا فاصلًا عند الحدود مع لبنان لإيجاد منطقة آمنة كزعمهم والاعتداء المتكرر على الأراضى اللبنانية بدعوى محاربة حزب الله.
وهناك الجولان واحتلالها منذ حرب 67 وعدم المثول للاتفاقات الدولية، أن الأيام تثبت لا منطقة عازلة ولا حائط عازل أو غلاف ل غزة يحل المشكلة.. فالمشكلة أكبر من ذلك.
الكراهية
لقد زرعت إسرائيل الكراهية لدى الشعب الفلسطينى وفضلت البندقية عن السلام وهى لم ولن تحل المشكلة، فالسلام هو الحل الوحيد والمنطقى والدائم بشرط أن يكون سلامًا عادلًا.
الاحتلال – والتاريخ
على مر التاريخ انتهت امبراطوريات وقامت غيرها وزالت ومنها الإمبراطورية التى لا تغرب عنها الشمس والاحتلال كان من أوروبا فرنسا وإنجلترا والبرتغال وإسبانيا وغيرها الإمبراطورية الفارسية والعثمانية.
لم يعد الاحتلال هو الطريق للسيطرة وسلب حق الشعوب وانتهى ولم يبق فى العالم وتحت سمعه وبصره وحمايته إلا أرض فلسطين، ونذكر العدوان الثلاثى من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل.
فلا يزال الغرب مساندًا لإسرائيل، خاصة فرنسا وبريطانيا بل أوروبا بأكملها بدون جدال تساند إسرائيل أولًا وتدعمها ثم تأتى باقى الأمور إن جاءت.
فضلًا عن الأب الروحى والقطب الأوحد أمريكا، التى تساند وتردد ما تقوله إسرائيل بل تقدم الدعم بما يحتاجونه وما لم يطلبوه.
هل مطلوب من شعب فلسطين أو أى شعب فى العالم يسجن ويعتقل ويدمر وتتم معه كل أنواع التصرفات الهمجية والهستيرية وليس له مأوى بعد ترك بيته وعمله وعلاجه ومنع المياه والكهرباء والغذاء وتدمير المستشفيات، وبعد ذلك مطلوب أن يشكر المعتدى وإن رد بأبسط الأسلحة أو الرفض أو التظاهر اتهم أنه ضد السامية ومخرب وقاتل وداعشى وغيرها من سيل الاتهامات، التى توجه بدون حق للشعب الفلسطينى.
حتى الكذب
نعم حتى الكذب من إسرائيل مباح وتصدير أن حماس قطعت رؤوس الأطفال وتبين بعد ذلك عدم صحة الخبر وأنه مفبرك
لا تتراجع أمريكا أو أوروبا أو الطفل المدلل إسرائيل.
بل ترسل حاملة طائرات أخرى عليها ألفان جندى للمعاونة وكأن إسرائيل تحارب أحد الأقطاب فى العالم وليس شعبًا أعزلًا..
المعونات
تأثرت الشعوب الصديقة، التى تقدر الإنسانية وحق الحياة وسارعت بتقديم المعونات ورأينا السيارات تقف طوابير من العريش إلى حدود رفح من الدول العربية الشقيقة وعلى رأسها مصر، تنتظر فتح معبر رفح لدخول المعونات اللازمة..
لم تفلح جولات بلينكن فقد جاء إلى إسرائيل كيهودى أولا، قدم قربانا وصك الانتخابات فى أمريكا؛ لأنه فى يد اللوبى الصهيونى ويحتاج بايدن فترة جديدة وأصوات اليهود فى الأساس لكى يعبر الانتخابات.
نعم وقفة روسيا جيدة ولكن مبادراتها حتى الآن لم تلق دعمًا من الغرب وفوجئنا باعتراض الثلاثى فرنسا، إنجلترا، إسرائيل، وحتى المقترح البرازيلى اعترضت أمريكا عليه.
مصر ودورها
وبادرت مصر من خلال موقعها وإيمانها بالقضية ومساندتها للشعب الفلسطينى إلى الدعوة لعقد اجتماع دولى؛ لمناقشة القضية الفلسطينية وإيجاد حل لدخول المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية اللازمة للشعب الفلسطينى الأعزل، الذى يتعرض للدمار والقتل.
يأتى المؤتمر الدولى كمحاولة مصرية لإنقاذ الأطفال والشيوخ والنساء وإنهاء المدافن الجماعية واستخدام ثلاجات المياه والأغذية لدفن الجثث مع احتمالات انتشار الأوبئة بسبب انتشار الجثث فى الأنقاض.
الكراهية والقتل والتدمير لن تحل المشكلة، الحل بالسلام وإعطاء الشعب الفلسطينى الحق فى دولته وأرضه (أى حل الدولتين).. وإلا ستكون منطقة الشرق الأوسط مسرحًا لعمليات وللحروب فى أكثر من اتجاه ولن تنتهى..
أين ضمير الإنسانية وحقوق الإنسان والأمم المتحدة المكبلة أمام استعراض قوى التدمير والقتل من الآلة العسكرية الإسرائيلية وسند غير عادل من الغرب؟.