جيش الاحتلال فى عصر السلام يتمتع بوحشية عمياء، وطلقات مدافعه لا تميّز بين صغير وكبير، وبوجه قبيح وسافر تعلن قادة إسرائيل عن تمادي آلياته العسكرية فى قتل ضحاياه بلا رحمة، وقدوته جيوش أوروبا وأمريكا عبر حروبه الأخيرة حول العالم استخدمت جميع الأسلحة المحرمة الدولية، وكانت تقتل دون تفرقة، كأننا نعيش فى عالم الديناصورات، وهو ما أعربت مادلين أولبريت فى البرنامج الأمريكي الشهير "60 دقيقة" فى عام 1996 أن قانون الإنسانية يغيب عن تلك الجيوش أثناء حروبها.
وأجابت بصلف على سؤال حول وفاة نصف مليون طفل عراقي جراء الحصار الأمريكي، وقالت بملء فيها إنه ثمن مستحق، ولم تبدِ أي اعتذار، وهذه إحصائية تعبر عن عدد وفيات أطفال العراق الناتجة عن الحصار الأمريكي، ولا تسجل الأعداد الصادمة من ضحايا الأطفال بعد الغزو الأمريكي فى عام 2003، ولم تفارقنا صورة استهداف الأطفال السوريين وقتلهم وإصابتهم خلال أعياد الميلاد، كان طيرانه يسقط القذائف على الأطفال والنساء وهم نائمون، وفى حينها أكدت المديرة الإقليمية لليونيسيف عن رصد أكبر رقم يعبر عن مأساة الأطفال فى سوريا، ويقدر بـ 5 ملايين طفل سوري فى احتياج شديد للمساعدة.
ولم يحرك صراخ ودماء الأطفال ساكنا أي محتل غاصب، وقذائف الاحتلال الأمريكي أسفرت عن 900 ألف طفل معوق، وخلفت ملايين الأطفال الأيتام بالعراق، ويعكس هذا الرقم 5% من إجمالي الأيتام فى العالم، وهو ما ذكره تقرير المفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان، ومن بين فقرات هذا التقرير مقولة لناشط حقوقي أنه أبلغ قائد أمريكي رفيع المستوي بالإحصائيات المرعبة عن الاغتصاب والاعتداءات على النساء والأطفال العراقيين، وجاءت إجابة القائد الأمريكي صادمة، وقال إنه لابد من منح جنودنا حقوقهم، بسبب بعدهم عن النساء الأمريكيات منذ عدة شهور.
ولم يستبعد تقرير الأمم المتحدة لشئون اللاجئين العام الماضي استخدام جيش ميانمار أطفال الروهينجا كدروع بشرية للكشف عن الألغام، ومحارق مسلمي الروهينجا لم تسلم منها أطفالهم، ولم تفرق جنود جيش ميانمار كبقية جيوش الاحتلال الأخري بين رضيع ورجل أثناء التنكيل بهم وحرقهم.
وتبدو عقيدة قتل الأطفال المسلمين تسيطر على أدمغة بعض مواطني هذه الدول، وقرأنا مع فعله العجوز الأمريكي منذ أيام قليلة، فلم يشبع العجوز البالغ من العمر 71 عاما من سيول الدماء على أرض فلسطين، حيث يعترض أما فلسطينية وطفلها عمره ست سنوات، وينهال على الطفل بـ 26 طعنة، ثم يلتف إلى الأم المكلومة التي ظلت تصرخ بهستيريا، ويطعنها 12 طعنة، ويردد بصوت عالي أنتم أيها المسلمون يجب أن تموتوا.