مذابح.. وفصل عنصري.. وتطهير عرقي.. تعرف على التاريخ الأسود لإسرائيل

مذابح.. وفصل عنصري.. وتطهير عرقي.. تعرف على التاريخ الأسود لإسرائيلالتاريخ الأسود لإسرائيل

حوارات وتحقيقات23-10-2023 | 21:32

منذ قامت إسرائيل في 15 مايو 1948، ومن قبل ذلك وهي تنتهج دائما سياسة "جرائم الحرب" لترويع المدنيين وقتلهم، ومن ينجو من تلك المذابح سوف يهاجر تاركا أرضه ووطنه لقوات الاحتلال، ومن تلك الجرائم التي قامت عليها دولة إسرائيل:

مذبحة دير ياسين
قامت عناصر من منظمتي (الأرجون وشتيرن)، في 9 أبريل 1948 بشن هجوم على قرية دير ياسين قرابة الساعة الثالثة فجراً، وتوقع المهاجمون أن يفزع الأهالي من الهجوم ويبادروا إلى الفرار من القرية. وهو السبب الرئيسي من الهجوم، كي يتسنّى لليهود الاستيلاء على القرية. انقضّ المهاجمون اليهود تسبقهم سيارة مصفّحة على القرية وفوجئ المهاجمون بنيران القرويين التي لم تكن في الحسبان وسقط من اليهود 4 من القتلى و32 جرحى. طلب بعد ذلك المهاجمون المساعدة من قيادة الهاجاناه في القدس وجاءت التعزيزات، وتمكّن المهاجمون من استعادة جرحاهم وفتح الأعيرة النارية على القرويين دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة. ولم تكتف العناصر اليهودية المسلحة من إراقة الدماء في القرية، بل أخذوا عدداً من القرويين الأحياء بالسيارات واستعرضوهم في شوارع الأحياء اليهودية وسط هتافات اليهود، ثم العودة بالضحايا إلى قرية دير ياسين وتم انتهاك جميع المواثيق والأعراف الدولية حيث جرت أبشع أنواع التعذيب، فكما روى مراسل صحفي عاصر المذبحة : «إنه شئ تأنف الوحوش نفسها ارتكابه لقد اتو بفتاة واغتصبوها بحضور أهلها، ثم انتهوا منها وبدأو تعذيبها فقطعوا نهديها ثم ألقوا بها في النار».

اتفق الكثير من الصحفيين الذين تمكّنوا من تغطية مذبحة دير ياسين أن عدد القتلى وصل إلى 254 من القرويين.


مذبحة اللد
قام بارتكابها أحد وحدات الكوماندوز الإسرائيلية بقيادة «موشيه ديان» في 11 يوليو 1948م في مدينة «الّلد» الفلسطينية، حيث اقتحمت المدينة مساء تحت وابلِ من قذائف المدفعيات، بينما يواجه الأهالي المدفعيات العسكرية ببنادق قديمة، وبعد ساعات قليلة من القتال ونفاد الذخيرة، اضطر أهالي مدينة اللد للاستسلام، فقامت قوات الكوماندوز الإسرائيلية بإبادتهم جميعًا، ووصل الضحايا من المدينة إلى 426 شهيدا، منهم 176 شهيدا، تم استهدافهم في مسجد دهمش باللد، وفي رواية أخرى بلغوا 335 شهيدًا، 80 منهم في مسجد دهمش.

مذبحة كفر قاسم
نفذها حرس الحدود الإسرائيلي في 29 أكتوبر 1956 ضد مواطنين فلسطينيين عُزَّل في قرية كفر قاسم راح ضحيتها 49 مدنيًا عربيًا منهم ثلاثة وعشرين طفلًا دون الثامنة عشرة، حاولت الحكومة الإسرائيلية إخفاء المذبحة، ولكن الأنباء بدأت تتسرب فأصدرت الحكومة الإسرائيلية بيانًا يفيد بإقامة لجنة تحقيق، وتوصلت اللجنة إلى قرار بتحويل قائد وحدة حرس الحدود وعدد من مرؤوسيه إلى المحاكمة العسكرية وأدين رجال حرس الحدود الذين شاركوا في إطلاق النار إلى المحاكمة.

استمرت محاكمة منفذي المجزرة حوالي عامين والتي اعتبرت صورية وحُكم عليهم بالسجن، لكن جميعهم حصلوا على عفو وأُطلق سراحهم في غضون عام واحد فقط، بينما حُكم على قائد اللواء بدفع غرامة رمزية وجدت المحكمة الإسرائيلية أن الأمر بقتل المدنيين كان غير قانوني، وفي ديسمبر 2007، قدم شمعون بيريزرئيس إسرائيل حينذاك اعتذرا رسميًا عن المذبحة.

ومنذ عام 1956، حتي الآن يحيي أهالي كفر قاسم والفلسطينيون ذكرى المذبحة وفي كفر قاسم أصبح هذا اليوم عطلة رسمية ويوم حداد على الشهداء، وأقامت بلدية كفر عسكر نصبًا تذكاريًا في نفس المكان الذي قتلوا فيه المدنين، بالإضافة إلى مسجد يسمى بمسجد الشهداء ومتحف خاص لتخليد ذكراهم.


مجزرة خان يونس
في نوفمبر عام 1956، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بشعة في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى من أبناء المحافظة وهذه المجزرة قامت بها قوات الاحتلال الصهيونية أثناء اجتياحاتها لقطاع غزة خلال العدوان الثلاثي في عام 1956 والتي ارتقى خلالها مئات الشهداء ومئات الجرحى من المدنيين العزل من أبناء خانيونس والجيش المصري.

استمرت المجزرة عدة أيام وقد بلغ عدد الشهداء ضعف عدد شهداء مجزرة دير ياسين، وعشرة أضعاف مجزرة كفر قاسم، ورغم ذلك، فإن هذه المجزرة لم تلق الاهتمام الذي تستحقه من المحققين والباحثين ولم تلق التغطية الإعلامية المناسبة. وحتى اليوم هناك تضارب في عدد الشهداء، بعض المؤرخين قالوا إن عدد شهداء مجزرة خان يونس فاق 530 شهيداً، والبعض قال إن عددهم تجاوز 1000 شهيد من الرجال والشباب والأطفال والنساء، وفي أحد الروايات يقال إنه من شدة قساوة المشهد، فإن أهالي الشهداء دفنوا الجثث بعد مرور أربعة أيام، حيث كانت الجثث ملقاة في الشوارع.

مذبحة رفح
في 12 نوفمبر 1956، نفذ جيش الاحتلال الصهيوني في بلدة رفح أثناء احتلاله شبه جزيرة سيناء ومحمية غزة، مذبحة جديدة وراح ضحيتها نحو 111 شخصاً من سكان رفح ومخيم اللاجئين.

تفاصيل المجزرة لا تزال موضع نقاش، حيث إن إسرائيل لا تنكر ولا تعترف بأي اعتداءات، لكنها تعترف بأن عددًا من اللاجئين قد قُتلوا أثناء عملية الفحص، كما زعمت أن اللاجئين استمروا في مقاومة جيش الاحتلال تم إلقاء جثث القتلى في حي تل زعرب غربي مدينة رفح، ثم ذهبت عائلات القتلی في تحد لحظر التجول إلى هناك لالتقاط جثث ذويهم ودفنها، جرت هذه المدافن دون تحديد هوية الجثث، ما جعل المحاولات اللاحقة للعثور على العدد الدقيق للقتلى أمرا صعبا.

مذبحة بحر البقر
مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة التي تقع بقرية بحر البقر وهي قرية ريفية قائمة على الزراعة وتقع بمركز الحسينية، محافظة الشرقية (شمال شرق القاهرة، شرق منطقة الدلتا)، تتكون المدرسة من دور واحد وتضم ثلاثة فصول بالإضافة إلى غرفة المدير وعدد تلاميذها مائة وثلاثون طفلا أعمارهم تتراوح من ستة أعوام إلى اثني عشر عاماً، ومن حسن الحظ أن هذا اليوم كان عدد الحضور 86 تلميذاً فقط.


في صباح يوم الأربعاء 8 أبريل 1970م الموافق للثاني من صفر عام 1390 هـ حلّقت 5 طائرات إسرائيلية من طراز إف-4 فانتوم الثانية على الطيران المنخفض، ثم قامت في تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة من صباح يوم الأربعاء بقصف المدرسة بشكل مباشر بواسطة خمس قنابل (تزن 1000 رطل) وصاروخين، وأدى هذا لتدمير المبنى بالكامل.

انتقلت على الفور سيارات الإطفاء والإسعاف لنقل المصابين وجثث الضحايا، وبعدها أصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً تفصيلياً بالحادث وأعلنت أن عدد الوفيات 29 طفلا وقتها وبلغ عدد المصابين أكثر من 50 فيهم حالات خطيرة، وأصيب مدرس و11 شخصاً من العاملين بالمدرسة، وقامت الحكومة المصرية بعد الحادث بصرف تعويضات لأسر الضحايا بلغت 100 جنيه للشهيد و 10 جنيهات للمصاب، وتم جمع بعض متعلقات الأطفال وما تبقى من ملفات، فضلاً عن بقايا لأجزاء من القنابل التي قصفت المدرسة، والتي تم وضعها جميعاً في متحف عبارة عن حجرة أو فصل من إجمالي 17 فصلا تضمها جدران مدرسة «بحر البقر الابتدائية» تعلو حجرة المتحف عبارة مكتوبة بخط اليد «متحف شهداء بحر البقر». ثم تم نقل هذا الآثار إلى متحف الشرقية القومي بقرية هرية رزنة بالزقازيق الذي افتتح عام 1973.

مذبحة الأقصى الأولى
حدثت مذبحة الأقصى الأولى في المسجد الأقصى بمدينة القدس في تمام الساعة في الساعة العاشرة صباحا يوم الاثنين 8 أكتوبر من عام 1990، قبيل صلاة الظهر، فقد حاول متطرفون يهود مما يسمى بجماعة أمناء جبل الهيكل بوضع حجر الأساس بما يسمى للهيكل الثالث في ساحة المسجد الأقصى، فقام أهل القدس على عادتهم لمنع المتطرفين اليهود من ذلك، فوقع اشتباك بين المصلين وعددهم قرابة أربعة آلاف مصل وبين المتطرفين اليهود الذين يقودهم غرشون سلمون، فتدخل على الفور جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودون في ساحات المسجد وأمطروا المصلين بزخات من الرصاص دون تمييز، ما أدى إلى مقتل 21 وإصابة 150 بجروح مختلفة واعتقال 270 شخصا، تمت إعاقة حركة سيارات الإسعاف وأصيب بعض الأطباء والممرضين أثناء تأدية واجبهم، ولم يتم إخلاء القتلى والجرحي إلا بعد 6 ساعات من بداية المذبحة.

مذبحة الأقصى الثانية
مذبحة الأقصى الثانية أو انتفاضة «النفق» حدثت المذبحة بعد إعلان سلطات الاحتلال فتح النفق المجاور للجدار الغربي للمسجد الأقصى يوم الاثنين 23/9/1996، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين الفلسطينيين والشرطة الفلسطينية ضد جنود الاحتلال اليهودي في كافة أرجاء فلسطين، دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك، وأسفرت هذه المواجهات العنيفة عن استشهاد 51 فلسطينيًا وإصابة 300 ومقتل 15 إسرائيليا وإصابة 78، واستمرت مواجهات ثلاثة أيام.

مذبحة الأقصى الثالثة : استشهاد الطفل محمد الدرة

مذبحة الأقصى الثالثة، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي، أرييل شارون «حينها»، المسجد الأقصى يوم الخميس 28 سبتمبر 2000 الأمر الذي اعتبره الفلسطينيون تدنيسًا لأرض المسجد الطاهر هذا أدى إلى قيام الشباب الفلسطيني المسلم بالتصدي له لإفشال زيارته رغم أنه كان بحماية 9000 جندي محتل.

وفي اليوم التالي الجمعة 29/9/2000م قام جنود الاحتلال بفتح النيران على رؤوس المصلين قبل التسليم من صلاة الجمعة وجرت مواجهات في ساحات الأقصى بين المصلين وجنود الاحتلال أسفرت عن أعنف مذبحة في تأريخ الإنسانية راح ضحيتها 250 فلسطينيا بين شهيد وجريح، ثم امتدت الاشتباكات إلى كل أرجاء فلسطين والضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق «الـ48»، مما شكل بداية للانتفاضة المباركة الثانية، وقدم فيها المسلمون في الأرض المباركة مئات الشهداء وآلاف الجرحى دفاعًا عن دينهم وأقصاهم.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2