رعب وصدمة وانهيار.. كيف تؤثر الحرب على الأطفال في غزة؟

رعب وصدمة وانهيار.. كيف تؤثر الحرب على الأطفال في غزة؟صورة تعبيرية

منوعات24-10-2023 | 17:05

تجربة الحرب تجربة درامية لمن يشاهدها ومأسوية لمن يعيشها،لا أحد يجهل آثار الحروب الدامية ،التي تأتي بالخيبات المتكررة والخسائر الفادحة سواء حالفها النصر أو الهزيمة. يعيش معظم الأطفال في الوطن العربي العديد من الأحداث المأساوية في سوريا ولبيا والعراق واليمن وفلسطين وغيرهم من باقي الدول التي نالت منها ويلات الحرب.

صدمة عابرة الأجيال أصابت أطفال فلسطين.

في أعقاب المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حق المدنيين العُزل في قطاع غزة وعملية الإبادة الجماعية التي تحدث في قطاع عزة حتي الآن ،وخلفت كما أعلنت وزارة الصحة بغزة، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 5791 قتيلاً منهم 2360 طفلاً و1292 سيدة.

يعاني الأطفال في قطاع غزة من صدمات نفسية حادة من هول الأحداث.

و الصدمات النفسية طالت كل من يشاهد الأحداث ومشاعر الخوف باتت تسيطر على كل طفل عربي يري أمام عينه الأطفال وهم يقتلون.

الأمر الذي يفسر سبب كره جيل جديد من الأطفال للإحتلال الإسرائيلي ،وكأن مشاعر العداوة والكره تُورث.يفسر علماء النفس هذا النوع من التصادم النفسي بالصدمة الموروثة أو "الصدمة العابرة للأجيال.

ما هي الصدمة المتوالية عبر الأجيال؟

يري علماء علم النفس أن عملية وراثة آثار الصدمة عملية معقدة ويمكن دراستها من خلال عوامل اجتماعية، وبيئية، ونفسية، وبيولوجية.

الذي يولد في مجموعة مصدومة يشعر بالألم الناتج عن الصدمة في مشاعر من هم حوله ويتفاعل معها.

تستوطن الدفاعات النفسية المختلفة التي يستعملها الجيل المصدوم أعماق الجيل الجديد ويتم اللجوء إليها بصورة لا شعورية بين الحين والآخر.

كما يراقب الإنسان الجديد سلوكيات الجيل المصدوم ويتقنها هو الآخر؛من خلال ذلك يتم توطيد مفاهيم الجيل المصدوم في الجيل الجديد.

ولكن هناك عوامل بيولوجية كذلك، فالصدمة بحد ذاتها تؤدي إلى تغيرات كيمائية بيولوجية في الإنسان المصدوم يصاحبها إفراز مواد كيمائية داخل الجسم مما ينتج عنها الإصابة بأمراض عضوية مثل السكر على سبيل المثال.

ضرورة توفير الحماية النفسية للأطفال

الأطفال هم أمل المستقبل لذلك لابد من السعى الجاهد لتحقيق الاستقرار النفسي لهم, فهم قادة الم عنوان تطوره وتقدمه لذلك يتوجب علينا رعايتهم، والمحافظة عليهم، وتنشئتهم التنشئة الصالحة السليمة وتقديم العون لهم وتدريبهم على تجاوز المحن والصعاب التي قد يواجهونها في حياتهم.

أكّدت معظم الدراسات الاجتماعية و التربوية ، والنفسية على الدور السلبي للحروب على نمو الأطفال ، وتطورهم في مختلف النواحي الجسدية والعقلية و النفسية ، وما ينجم عن ذلك من اضطرابات نفسية وعقلية وجسدية قد يعاني منها الأطفال وقد تحد من قدراتهم على الاندماج الاجتماعي وما يترتب على ذلك من آثار سلبية على سلوكهم يتجلى ذلك في الخوف والعدوانية و القلق والإهمال، وغيرها من العوامل التي قد تؤدي إلى تشويه جيل كامل وأبعاده عن الحضارة نهائي.

وفقا لتقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة عام 2013 أفاد أن أكثر من 28 مليون طفل كانوا خارج مدارسهم نتيجة للحروب والنزاعات المسلحة.

الإنعكاسات النفسية للحروب والنزاعات على الأطفال

يوضح علماء علم النفس أن عملية وراثة آثار الصدمة عملية معقدة ويمكن تصنيفها إلي قسمين .

الأول : تأثيرات الصدمة الآنية ،وهي الثأثيرات التي تظهر على الأطفال بشكل مباشر بسب ظروف معايشتهم القاسية في ظل الحرب ومن أمثل تلك التأثيرات اضطراب السلوك التي تظهر بأشكال مختلفة كالخوف الدائم والقلق والعزلة والتثلج في الحديث ،بجانب اضطرابات النوم كالتبول على فراش النوم والكوابيس ويحدث هذا نتيجة فقدان الطفل الثقة بأهله وأن الخطر محدق به من كافة الاتجاهات وشعور بالعجز عن حماية نفسه وأسرته.

الثاني: تأثيرات ما بعد الصدمة ،الآثار النفسية المدمرة والأحداث الدموية التي يشاهدها الطفل بعينه تأتي باضطرابات مزمنة وأمراض نفسية خطيرة للغاية مثل "اضطراب ما بعد الصدمة"؛بما يأتي تغيرات السلوكية،بـ "انخفاض معدل التحصيل الدراسي" ،"العنف والعناد والعدوانية"،"التمرد والعصيان والانعزال الاجتماعي" بجانب الشعور بالوحدة والخوف وانعداف الثقة بالذات .
وفقا إحصاءات اللجنة الدولية للصليب الأحمر 22% من سكان المناطق المجاورة للحروب مصابون بالإكتئاب.

أضف تعليق