على ضوء لهب قذائف العدوان الغاشم على قطاع غزة الذي خلف وفقا للإحصائيات حتى الآن كما أعلنت وزارة الصحة بغزة، أكثرمن 5791 شهيدا منهم 2360 طفلاً و1292 سيدة.
ظهرت العديد من الإدعاءات والمتون الكاذبة التي تبرر الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في حق المدنيين العُزل، الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، بل وصل إلى عكس الصورة الحقيقة تماما الأمر الذي فسره العديد من الخبراء والمفكرين السياسين بأنها حرب نفسية، تقودها المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وللوقوف على مستجدات تلك الحرب الإعلامية طرحنا العديد من التساؤلات أولها:
هل تخضع منصات التواصل الاجتماعي إلى انحيازات سياسية؟
المهندس زياد عبد التواب خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي ومقرر لجنة الثقافة الرقمية في المجلس الأعلي للثقافة المصرية يجيب لـ "بوابة دار المعارف" أن قبل الـسابع من أكتوبر كانت هناك بعض الأعطال في شركة ميتا وبالأخص في "فيس بوك" حيث بدأ عدد التفاعل على المنشورات لدي الكثيرين يقل تدريجيا نتيجة عدم وصول المنشور لعدد كافي من الناس .
فإذا كان المنشور يصل إلي 15 شخصا أصبح يصل إلي 5 أشخاص فقط، الأمر الذي فسره البعض أنه ربما يكون لأسباب تجارية أي الدفع مقابل وصول المنشور لعدد أكثر وفقا لسياسة استخدام تجارية جديدة.
لكن ما حدث كان على عكس المتوقع وأتضح أن فيس بوك تفرض سياسة استخدام جديدة مؤيدة لسياسة الاحتلال.
حيث أعلن مارك زوكربيرج، مالك شركة ميتا فرض الشركة السياسة الانتقائية للمنشور وسياسة تقيد المحتوى الحامل لعبارات مثل "غزة" "حماس" "فلسطين" وغيرها من العبارات المؤيدة لفلسطين، مبررا ذلك بأنه خطابات تحض على الكراهية ومُحرضة على العنف.
وأوضح "عبد التواب" أن سياسة شركة ميتا وفيس بوك في حجب المنشورات الداعمة ل قطاع غزة دفعت العديد من الناس للإقبال على تويتر الذي أعلن من اليوم الأول عن توفير مساحة كافية من حرية النشر، الأمر نفسه الذي دفع الاتحاد الأوربي بالهجوم على إيلون ماسك وانتقاد سياسته.
وأكد عبد التواب خلال تصريحات أدلى بها لـ "دار المعارف" أن حصار "ميتا" دفع العديد من النشطاء عبر فيس بوك بالكتابة بالشكل الذي يخدع حورزميات فيس بوك حتى لا يتم حجب المنشور نهائيا.
إسقاط الشعوب ليس بالقوة العسكرية بل بالقوة الإعلامية
اللواء دكتور سمير فرج يري أن الحرب الإعلامية جزء أساسي من أي صراع عسكري؛ كما أكد لـ"دار المعارف" أن حرب 67 لم تسقط الشعب المصري بل دفعت الشعب بأكمله للنزول وتأييد عبد الناصر وهنا أدركت إسرائيل أن إسقاط الدول ليس بالقوة العسكرية فقط.
وأوضح اللواء دكتور سمير فرج أن التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني صعب للغاية في ظل التعتيم الإعلامي لجرائم الاحتلال.
BBC وCNN تقوم بدور المخابرات الإسرئيلية
وفي سياق متصل أكد الدكتور حسام النحاس خبير الإعلام الرقمي وأستاذ الصحافة بجامعة بنها، أن أهمية الإعلام تزداد أكثر في وقت القضايا الكبري ،وأن الدور الرئيسي للإعلام في مثل هذه القضابا كشف الغطاء عن الحقائق.
وأوضح النحاس أن العدوان الغاشم في قطاع غزة يخالف كل المواثيق والقوانين الدولية فضلا عن جرائم تُرتكب في حق النساء والأطفال.
وأشار النحاس إلي خطورة ممارسات التضليل الإعلامي وتبني الإعلام الغربي السردية الإسرئيلية بمنتهي الإنحياز الغير مبرر.
ودلل النحاس عن ممارسات التضليل الإعلامي بنموذجين وهما "BBC" و"CNN" وأكد أن المؤسستين تقوم بدور إستخبارتي وليس صحفي حيث ذكر تقرير نُشر في "بي بي سي" عن وجود عناصر تابعة لحماس داخل المستشفيات والمدارس في محاولة منها لتبرير القذف الكارثي لمستشفي المعمداني وقتل الأبرياء من المدنيين والأطفال والنساء.
وعن "سي إن إن" التي كانت نشرت تقارير في الـسابع من أكتوبر يزعم أن حماس تقطع رؤوس أطفال إسرائيل، ثم خرج الرئيس الإمريكي في مؤتمر صحفي أمام العالم ليؤكد الإدعاء الكاذب ويقول: "شاهدت حماس وهي تقطع روؤس الأطفال" ؛وتعتذر بعد ذلك "سي إن إن" لعدم تحري الدقة.
وعن رفض الاتحاد الأوربي للبيان الختامي المصري في مؤتمر القاهرة للسلام يوضح الدكتور حسام النحاس أن الاتحاد الأوربي يتبني سياسة الكيل بمكيالين وكان يري بعين واحدة وأصبح أعمي الآن.
ودلل النحاس على ذلك بأن الاتحاد الأوربي كان قد أصدر بيان أدان فيه السلاطات المصرية بشأن حقوق الإنسان وقضايا الرأي في الوقت نفسه يغض بصره عن الانتهاكات والمجازر التي يرتكبها جيش الإحتلال في قطاع غزة ويمنع تأيد أو دعم وجهة النظر الفلسطينية.
وختم النحاس تصريحاته لـ "دار المعارف" أن عميلة الاستهداف الإعلامي تتم عبر مجموعة من الأسلحة لذلك يلقي علي عتاق المشاهير والمؤثرين مسؤولية كبري.
الإعلام الغربي سهامه مسمومة لكنها مصنوعة بذكاء
من جانبه أوضح الكاتب الصحفي والمفكر السياسي شريف سمير نائب رئيس تحرير الأهرام ،أن الإعلام العربي يخوض الآن حربا إعلامية شرسة لكنها غير متكافئة.
وأكد سمير خلال حديثه مع "دار المعارف" أن هناك العديد من المؤسسات اليهودية تقوم بتسيس وترويض الإعلام الغربي لصالحها.
وأشار سمير أن الإعلام العربي يجتهد في كونه إعلام مضاد ويحارب بكل قوته عمليات التضليل والخداع الإعلامي ؛ولكن هذا لم يحدث بالتطوير الشامل في منظومة الإعلام العربي ورفع القيود عنها.
وأكد سمير على ضرورة التسلح بالإحترافية وإتباع الأُسس المهنية لمواجهة السيناريوهات الخبيثة المحبوكة.
وأوضح سمير أن اللوبي الصهيوني يحتكر العديد المنصات الإعلامية لصالحه وأن الإعلام الغربي بشكل عام يقوم على تمويل إسرئيلي وغطاء أمريكي؛وأن الإعلام الغربي سهامه مسمومة لكنها مصنوعة بذكاء.