اليهود بالدراما المصرية بعيون إسرائيلية

اليهود بالدراما المصرية بعيون إسرائيليةاليهود بالدراما المصرية بعيون إسرائيلية

عرب وعالم28-3-2017 | 11:39

كتبت : سمر شافعى لا يمكننا إنكار نجاح وفضل الدراما المصرية التى سعت منذ فترة بعيدة إلى التركيز بشكل كبير على نشر فكرة التسامح الدينى من خلال مسلسلاتها وأفلامها ، بداية من الأفلام القديمة التى جعلت كلاً من كوهين وشمعون تجار الذهب والمانيفاتورة جزء لا يتجزأ من أبطالها داخل الشارع المصرى، تظهر هذه الشخصيات الآن كأبطال رئيسية فى مسلسلاتنا المصرية ، ولم تفلت بعد من على تركيز أضواء النقد الإسرائيلى الهدام والسلبى عليها من حين لأخر وخاصة الذى الذى يحدث على ما يعرض منها فى شهر رمضان الكريم ، كما حدث من خلال حارة اليهود العام الماضى كذلك مأمون وشركائه، وهناك أهمية كبيرة تكمن وراء معرفة كيف ينظروا إلينا بنى صهيون . فى حين أننا بحاجة شديدة لنشر ثقافة التفرقة بين الشخصية اليهودية والشخصية الصهيوينة خاصةً بعد أن جعلها بنى صهيون جزء لا يتجزأ من كيانهم على يد أبيهم قائد الحركة الصهيونية هيرتسل ، فكل من هو يهودى بالنسبة لإسرائيل فهو إسرائيلىبالنسبة للعقدية الصهيونية، غير ذلك فهو من الأغيار أو جوييم وله حق الحصول على الجنسية الإسرائيلية ولكنة يظل منبوذ وسط مجتمع إسرائيلى متطرف يغلب علية التيار اليمينى الحريدى أو المتطرف . هذا التطرف لم يكن صفة يهود مصر على الرغم من أنهم كانوا من الأقلية وذلك منذ أن كانو جزء عبيد الفراعنه في عصر بناء الأهرمات ، إلى أن خرجوا منها مع سيدنا موسى عليه السلام ،وحتى وفى العصر الحديث أيضاً ، حيث يمكننا أن نعد وجودهم كان بارزاً منذ عهد الحكم الملكى إلى أن تم إخراجهم من مصر بأمر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعام 1956 ومنهم الكثير من يتمنى الكثير منيتمنى الرجوع للعيش فى مصر مره أخر ولو ليوم واحد. ومن هنا كان عدداً ليس بقليل فى قيمته الفنية من المسلسلات المصرية التى ظهرت مؤخراً الفضل فى تعريف هوية اليهودى المصرى الذى لم تختلف عاداته وتقاليده كثيراً عن المواطن المصرى العادى ، كما جاء فى مسلسل الصفعه لشريف منير ، وعميل 101 للفنان مصطفى شعبان ، ووكان أخرهم المسلسلان اللذان لاقى مشاهدة كبيرة مأمون وشركائه وحارة اليهود. إلا أن وصف اليهودى المصرى الذى جاءت به بالمسلسلات المصرية مؤخراً لم يلقى أى إشادة أو حب فى عيون التحليلات الصهيونية ، كما جاء فى صحيفة هآرتس الإسرائيلية، التى زعمت أن الصورة الحقيقة لعلاقة المصريين باليهود تم تزيفها بل بصناعة السينما المصرية ،بهدف سياسى بنى على رسم صورة المواطن المصرى اليهودى بشكل إنسانى وعاطفى ، وإبعاد الصورة النمطية المعادية للسامية المنتشرة وسط الشارع المصرى . كما أشارت هآرتس أن لهذا لم تكن صورة المجتمع اليهودى داخل الشارع المصرى التى جاءت فى حارة اليهود هى الصورة الحقيقية ليهود الخمسينات حينها عن طريق المبالغه فى وصف اليهود حينها بأنهم كانوا فئة إيجابية عكس المسلمين حينها الذين وصفوا بثورة سلبية ، كما وصف حارة اليهود من قبل محللين إسرائيليين لهآراتس انه مسلسل قائم على االتركيز على المغالطات التاريخية والتحييز لبعض الأحداث التاريخية والتعليق على عدد غير قليل من الأخطاء المتعلقة بالتاريخ والعادات اليهودية واللغة الغربية المستخدمة فى أفواههم المتعلقةعلى سبيل المثال بالديكور والملابس. وعلى الرغم من ذلك جاء فى نفس التقرير لهآرتس أنه ذكر فى كتاب يدعى دراما بناء الدولة لعالمة أنثروبولوجيا أمريكية يهودية من أصل فلسطينى تدعى ليلى أبو لغد أن الدراما المصرية بسبب شعبيتها تخلق عامل إيجابى مؤثرفى شخصية وهوية ووطنية وثقافة المواطن المصرى ، وتساعد الفرد أن يتخيل نفسه جزء من المجتمع المصرىككل . كما إمتلئت الصحف الإسرائيلية بالنقد الذى تحدث عن نقطة فى بحر مسلسل الفنان الكبير عادل إمام ، الذى كان أحد المسلسلات التى أثارت جدلاً كبيراً فى الإعلام الإسرائيلى حيث قالت صحيفة معاريف عنه أنه عاصفة شهر رمضان الكريم ، عندما أثار المسلسل غضب يهود المغرب الذين كان يمثلهم الممثل المغربى محمد مفتاح الذى كان يقوم بدور يهودى متدين مغربى يدعى جاد جاء مهاجراً من لبلدة هو وعائلته اليهودية الإسرائيلية للعيش فى قصر الملياردير مأمون بعد أن تزوجت إبنته من زكريا أحد أبناء مأمون وذلك يعد من المحرمات فى الشريعة اليهودية ،فالشريعة اليهودية تنص أن الشعب اليهودى شعب الله المختارولا يجب أن يخطلط دمه مع الأغيار أو من هم من غير اليهود كما إستكملت معاريف تقريرها مع زعم أن المسلسل إستكمل مؤامرته التى تختبأ وراء توصيل فكرة التسامح الدينى الذى تمتاز به مصر بين المسلمين وغيرهم من اليهود والمسيحيين بزواج أبن مأمون الثانى بأمرأه مسيحية فى حين ذهبت أحد بناته للزواج من رجل سلفى ، وكل هذه الأسرةتعيش فى قصر مأمون . وأشارت معاريف أن الأمر كان عادياً بالنسبة للمصريين ولم يثير جدلاً كبيراً بينهم ، ولكن الأمر أثار غضباً كبيراً وسط يهود المغرب ، فنسبة التسامح التى يلقونها هناك ليست كنسبة التسامح التى توجد فى مصر هذا ما جاء فى صحيفة فبراير المغربية مما يعيق مصداقية المسلسل، الأمر الذى عبر عنه مشاركات من يهود المغرب من خلال الشبكات الإجتماعيه ، بمجموعه من الصور والتعليقات التى توضح الإضطهادات التى يعانوا منها من قبل المغاربة ، جاء هذا فى نف الوقت الذى الذى هاجم فيه المطرب المغربى نعمان الحلة كلاً من عادل أمام ومحمد مفتاح فى حساباته على مواقع التواصل الإجتماعى قائلاً " نحن المغاربة مشهورين بالتسامح والتعايش مع جميع الأديان ولكننا ضد الصهيونية " ، وإستخدام ممثل مغربى فى دور هو محاولة من عادل إمام للإصطياد فى الماء العكر لأنه لم يلجأ إلى إعتماد الدراما على أى يهودى كان مصرى تونسي عراقى أو حتى يمنى . كماجاءت الشحصية اليهودية لتثير الجدل مرة أخرى فى نفس العام بالموسم الثامن من المسلسل السورى " باب الحارة " الذى يحكى عن سكان دمشق خلال الفترتين مابين الحربين العالميتين عندما وقع كلاً من لبنان وسوريا فى ظل النظام الإستعمارى الفرنسى بدأت الشحصية اليهودية تظهر بالموسم السابع من المسلسل عندما أضيف إلى أحداث المسلسل حارة بلدة اليهود عندما وقع العقيد معتز السورى المسلم فى حب أمرأه يهودية من تلك الحارة التى التى أثارت جدلاً بتربية أبن العقيد معتز الوحيد ،حيث أن رجال الدين داخل المسلسل حرموا تربية أمرأه يهودية لصبى مسلم .

أضف تعليق