دعا المشاركون في ملتقى قادة الإعلام العربي الذي عقد اليوم الخميس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى استراتيجية عربية موحدة لشرح القضية الفلسطينية في الخارج والتعامل مع الإعلام الغربي، كما طالبوا بإتخاذ موقف من شركات التواصل الاجتماعي التي تنحاز بشكل فج ضد المحتوى الفلسطيني والعربي وتمارس عليه عمليات قيود وحجب.
جاء ذلك في الكلمات والمداخلات التي ألقيت اليوم /الخميس/ في الدورة الخاصة لملتقى قادة الإعلام العربي الذي نظمته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (قطاع الإعلام والاتصال) مع هيئة ملتقى الإعلام العربي، تحت عنوان " الإعلام العربي في مواجهة الرواية الزائفة حول العدوان الإسرائيلي على غزة"، وذلك بمشاركة عدد من قيادات وخبراء الإعلام العربي والمصري.
وقالت الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني المبعوث الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية للشؤون الإنسانية - في كلمتها أمام الملتقى- "سأحاول أن أقدم وجهة نظري فيما يتعلق بالجانب الإنساني".
وأضافت أنه منذ السابع من أكتوبر الجاري، نشهد قصفاً بلا هوادة أو شفقة على المدنيين في قطاع غزة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والدولي الإنساني، وعبر أسلحة بعضها محرمة دولياً، وقطع الماء والكهرباء عن غزة، بما يعد مخالفة للقوانين الدولية، ومازالت تقصف الكنائس والمستشفيات والمساجد، التي تعد من المحرمات الدولية ومثلما قال الأمين العام للامم المتحدة انطونيو جوتيريش "حتى الحروب لها قواعد".
وأشارت إلى أنه هناك آلاف الجرحى والمفقودين تحت الركام وهناك أطفال يتامى بدون مؤسسات التأهيل، وهم في حالة صدمة رغم ذلك أن النشرات الإخبارية تتحدث عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، دون الالتفات لحق الشعب الفلسطيني في المقاومة.
وأكدت أهمية تقديم المساعدات الإنسانية خلال الحرب، وانتقدت تسييس وسائل الإعلام لعملية تقديم المساعدة مغفلة القوانين الدولية التي تحمي المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، ووسائل الإعلام ودورها في التغاضي عن دورها في استهدف الأطقم الطبية.
وقالت "إنه في أوقات النزاع المسلح تعد المساعدة الإنسانية أمراً حيوياً للمدنيين الذين لم يتورطوا في القتال، ولكن تركز التغطية الإعلامية على الجوانب السياسية بدلاً من الاحتياجات الملحة للمدنيين".
وتساءلت الشيخة حصة: " هل مسئولية المتلقين للمساعدات تذكير مراسلي الحرب ومعدي البرامج الإخبارية بالاتفاقات الدولية التي تحكم النزاعات المسلحة، وتصوير المساعدة كأداة للسياسة الخارجية أو جزء من الأجندة السياسية؟ ".
ودعت إلى التمييز بين المحتل والجهات المقاومة للظلم والاحتلال، وقالت "إن الإعلام الغربي لا يركز على الأدوات التي يستخدمها الاحتلال ضد المدنيين.
وأضافت" نعول على وسائل الإعلام العربية أن تلعب دوراً حاسماً في رفع التوعية بأهمية المساعدة الإنسانية والتركيز على الجانب الإنساني في الأزمة".
ومن جانبه، قال سفير سلطنة عمان لدى مصر ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية الدكتور عبد الله بن ناصر الرحبي "إن اللغة لن تسعفنا في وصف ما يدور في هذا الزمن الصعب".
وأضاف أنه طوال تاريخ هذا الصراع سخرت الراوية الإسرائيلية لتشويه الحقيقة، ووصف الفلسطينيين بأنهم" وحوش".
وتابع:" إننا مع كل حدث تأتي الأحداث وتحركنا ثم نهدأ"، مضيفا "علينا أن نضع بعض التوصيات ترفع لوزراء الإعلام العرب، واقترح إيجاد منصة عربية لكشف هذه الأكاذيب وفضحها".
وقال"الرحبي": "لدينا من الشباب الناشط من هو أكثر قدرة من وسائل الإعلام الرسمية على كشف هذه الأكاذيب"، مشيرا إلى أن هؤلاء هم من الناشطين من العرب والأجانب ذوي الضمائر الحية وهولاء من كشفوا أخطاء شبكة" سي إن إن"الأمريكية.
وأشار إلى أن هناك منصات دولية، مثل الأمم المتحدة وهناك دورات في الجمعية العامة، في جنيف كل سنة تعقد بشأن حقوق الإنسان وغيره، ويجب أن ندفع بالناشطين الإعلاميين لحضور مثل هذه الفعاليات، لفضح إسرائيل.
وأكد أهمية التعاون مع المؤسسسات المهتمة بحقوق الإنسان سواء العربية أو غير العربية، التي لها دور في توضيح الحقيقة والدفاع عن قضايانا، مشيرا إلى أن هناك انتقادات وجهت من قبل منظمة "هيومان رايتس واتش" وغيرها والتي استطاعت أن توصل بعض الأصوات رغم أن هذه المنظمات عادة تنتقدنا.
وبدورها، قالت الإعلامية منى الشاذلي" إن عدونا الأول هو الخوارزميات وهي المقتل بالنسبة للإعلاميين".
وأضافت أنه بسبب مشكلة الخورازميات، البعض يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي بالنقاط، وبالفراغات مثل كلمة "ف.ل.س.ط.ي.ن"، وحتى عند كتابة جريمة حرب أو شهيد أو احتلال يجب أن "تنقط".
واعتبرت أن المسألة ليست بالمنابر والكوادر الإعلامية، المشكلة في الخوارزميات التي لا نمتلكها ولا نعرف كيف نسير أغوارها وليس لدينا سلطان عليها.
وعلق الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس،قائلا:" إن إحدى المنصات المهمة العالمية، لديها 30 ألف شخص لمراعاة هذا المحتوى، وفي الغالب هذه المراقبة تخص أغلبها العالم العربي"، مضيفا "حتى هذا التنقيط لا يجد نفعاً".
ومن جانبه، قال الإعلامي شريف عامر "إننا لا نستطيع أن نعيش أو نتصور ما يعيشه الفلسطيني في يوم عادي".
وأضاف "لقد حاولنا أن نستخدم المفردات التي يستخدمها الغرب، قلنا زمن الخطابة ولى، وحاولنا أن نكسب عندهم أرض، ولكن أخفقنا، والآن نحن في اللحظة التي انقسم فيها العالم لفسطاطين فعلاً".
وأضاف "أن الإعلام العربي ليس ضعيفاً كما نظن، فهناك آلية ومرجعيات في العمل الإعلامي، فالغرب هم الذين اخترعوا اللعبة، ولقد تبين أنهم يقومون بأشياء عن قصد، فهم يتجاهلوننا ليس لأننا ضعفاء بل لأنهم قرروا ذلك".
وتابع: "إننا أمام الرواية الغربية يجب أن نلتزم بالرواية العربية، والتي ليست عاطفية، بل قائمة على الحقائق بما في ذلك الدماء التي سالت".وبدوره، قال الدكتور حسين أمين أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية مدير مركز كمال الأدهم للصحافة التلفزيونية والرقمية "إن الإنحياز الإعلامي ليس شيئاً جديداً"، مضيفا" "حياتي الأكاديمية قائمة على قراءة الإنحياز الإعلامي في الغرب"، مشيرا إلى أن بول فندلي ألف كتاب "هل يجرؤون على الحديث"، وفي كتابه الثاني "لا مزيد من الصمت" يدعو العالم لعدم الصمت على الإجرام الإعلامي الذي يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية.
وشدد على أنه لن يحدث تغيير مفاجئ، فالنفوذ الذي حققه اللوبي الإسرائيلي حدث عبر عقود، نتيجة عملية تراكمية غير مسبوقة.
وأشار إلى أن نقابة الصحفيين، قامت بجهد كبير في هذا الصدد، خاصة في المساءل الخاصة برصد الجرائم والانتهاكات، من الناحية القانونية، كما أن هناك مبادرات يمكن أن تتراكم في مسألة الإنحياز الإعلامي.
وقال إن هذا الاجتماع يمثل مبادرة، ويجب أن يكون هناك مشاريع إعلامية وأن تكون مستدامة على المستويين المتوسط والبعيد.
وأضاف أن هناك جهداً واضحاً جداً من قبل القنوات العربية في تغطية ما يحدث ولم أره من قبل، منوهاً بهذه العقول الرائعة ، والكم غير المسبوق من التغطية، وكل هذا يتطلب عملا واستمرارية، معتبرا أن الأسماء الكبيرة المشاركة في هذا اللقاء تمثل في حد ذاتها ورقة ضغط كبيرة.
وبدوره، قال عماد حسين رئيس تحرير صحيفة الشروق "إنه يجب أن تكون الأفكار المطروحة قابلة للتحقيق"، مشيرا إلى أن هذا العدوان أرجع القضية الفلسطينية للاهتمام العالمي، وإسرائيل استثمرت كثيراً أنها قوة سلام وتحضر ورقي، ولكن هذا يضيع الآن.
وأكد أهمية دور المواطن العربي الذي يؤثر على حكومته لدعم القضية الفلسطينية، منوهاً بدور رحمة زينة، التي وقفت على معبر رفح وخاطبت بطلاقة مراسلة "سي إن إن" بشأن إنحيازاتها لإسرائيل، وكذلك اللاعب المصري محمد صلاح والإعلامي المصري باسم يوسف.
وبدوره، أشار خالد المالك رئيس هيئة الصحفيين السعودية ورئيس تحرير صحيفة الجزيرة إلى أن الإعلام العربي لا يستطيع الوصول للجمهور الغربي.
وقال "إن القنوات التليفزيونية العربية تخاطب العرب فقط، لأنها تتحدث باللغة العربية، وعلى مستوى المجتمع العربي فقط".
وأضاف "أن الإعلام الغربي شوه ما يجري في قطاع غزة لصالح إسرائيل وغير الكثير من الحقائق، ورأينا الأكاذيب ليس فقط من قبل إسرائيل ومسئوليها، لكن وجدنا رئيس أكبر دولة في العالم الرئيس الأمريكي جو بايدن يشوه الحقائق ويتحدث عن وقائع غير حقيقية ونفى
ضرب المستشفى، ثم لحقت به بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية، لتحسين صورة إسرائيل أمام العالم".
وأشار إلى أن "بايدن" أعلن أنه ضد عملية إيقاف الهجوم البري، وإنه يتواصل يومياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويقدم له التخطيط ولديه فريق لتنظيم عملية الغزو القادم، وهناك حاملة طائرات أمريكية بالمنطقة والجسر الجوي الأمريكي متواصل.
وأضاف أن الدول العربية جميعها بلا استثناء تحدثت بمواقف مسئولة، لكن لا يملكون القدرة على تنفيذ حل الدولتين ولا تطبيق قرارات الشرعية لدولية وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.
وقال "المالك"عندما تحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالحقيقة ردت إسرائيل "بأن عليك أن تستقيل".
ودعا إلى التعاون بين مجلس وزراء الإعلام العرب كجهة اتخاذ قرار وبين والإعلاميين كتنفيذيين وأن يكون هناك تنسيق بين الوزراء والإعلاميين لما ينبغي أن يكون عليه الوضع الإعلامي.
ومن جانبه، قال محمد مملوك وهو صاحب تجربة رائدة في إنشاء موقع إلكتروني إن الأزمة في التزييف حيث أن الإعلام الغربي مستمر لسنوات في التمييز.
وأشار إلى أن الموضوع تحول إلى مزايدات، حيث حدث تراشق إعلامي حتى لو كان محدوداً، ولكن البعض ترك القضية الرئيسية وأصبح الجدل يدور حول من قام بدور أفضل من آخر.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي اعترف بأنه قصد استهداف عائلة وائل الدحدوح، وقتلها رداً على تغطية قناة الجزيرة.
وبدوره، دعا الدكتور حسن فتحي القشاوي الباحث الإعلامي ومحرر الشئون العربية بوكالة أنباء الشرق الأوسط إلى تلويح جماعي من قبل الدول العربية عبر مجلس وزراء الإعلام العرب بفرض عقوبات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تمارس قيوداً غير منصفة بحق المحتوي العربي و الفلسطيني أو تنحاز بشكل سافر للمحتوى الإسرائيلي مثل القيود والقواعد التي وضعها الاتحاد الأوروبي لمواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق ب القضية الفلسطينية وغيرها، مشيرا إلى أن العالم العربي كتلة كبيرة ومؤثرة سكانياً واقتصادياً، وعدد سكانه قريب من الاتحاد الأوروبي، منوهاً في هذا الصدد بقرارات مجلس وزراء الإعلام العرب بشأن مخاطبة شركات الإعلام والتواصل الاجتماعي الغربية.
ومن جانبه، علق الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية السفير أحمد رشيد الخطابي قائلاً :"إن قرارات صادرة من مجلس وزراء الإعلام العرب، في هذا الشأن وتم تشكيل فريق إعلامي عربي يتعلق بمخاطبة شركة مواقع التواصل الاجتماعي في العديد من المسائل منها القضية الفلسطينية، وتم الاتفاق على ضرورة الاستفادة من التجربة الأوروبية في هذا الشأن".
وبدورها، دعت الدكتورة حنان يوسف أستاذ الإعلام بكلية الآداب بجامعة عين شمس وعميد كلية الإعلام بالأكاديمية البحرية بالقرية الذكية إلى استراتيجية عربية موحدة للتعامل مع القضية الفلسطينية وازدواجية المعايير الغربية.
وتطرقت إلى ازداوجية التعامل الغربي مع القضية الفلسطينية، وقالت" إنه في مجال العمل الأكاديمي هناك مئات من الرسائل، بما فيها الغربية رصدت هذه الظاهرة، كما أن هناك صورة نمطية سلبية عن العرب في العالم الغربي".
وأضافت" أن هناك تمركزا واضحا في كيفية إدارة هذا الملف في الإعلام الغربي، حيث يقوم اللوبي الإسرائيلي بصياغة هذا الملف".
وقالت" إن هناك بعض الأصوات الغربية المعتدلة، يحب أن نتحدث معها ونبني معها جسوراً للتواصل وللاستفادة منها لصالح القضية الفلسطينية لأنهم من أهل البيت الغربي".
وأوضحت أن الجديد، ما يسمى الخوارزميات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن المحتوي الرقمي العربي ضعيف جداً.
وأشارت إلى مبادرة الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري لدعم المحتوى الرقمي العربي منها دعم المحتوى الفلسطيني على المنصات الدولية.
وقالت" إن البعد الرقمي هو سلاح جديد في هذه الحرب، ويجب علينا بذل مجهود كبير في التعامل مع موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وغيره من مواقع التواصل، ومسألة حجب المحتوى الإعلامي العربي الحقيقي.
وأضافت "حتى قدرتنا على قول الحقيقة باتت محاصرة، لأن الفضاء الدولي مهيمن عليه الغرب بشكل كبير".
وتابعت:"إننا أمام انتهاك واضح لكل أكواد المسئولية الاجتماعية الإعلامية والعهد الدولي لحقوق الإنسان، ونحن بصدد العمل على استثمار البعد القانوني، وطرح الملف القانوني في الأزمة".
واقترحت الدكتورة حنان يوسف، حصر ملفات قانونية بها هذا التجاوز الإعلامي الذي يمثل اختراقاً للعهد الدولي لحقوق الإنسان، ومبادئه الثلاثين وأكواد المواثيق الإعلامية، بحيث يكون أسلوبنا عقلانياً وبالتالي مقبولاً لدى المتلقي الغربي، ويكون لها تأثيره في المحافل الدولية مثل مجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كما اقترحت وضع جائرة للشهيد الفلسطيني، تتولى تقديمها الجامعة العربية.
وقالت إن هناك جيلاً جديداً من الإعلاميين الشبان والأكاديميين الفلسطينيين المتميزين يمتلكون اللغة، والقدرة على إدارة التكنولوجيا وفهم الرسالة ويدرسون الإعلام، ويستطيعون رصد التزييف ويردون عليه بشكل منطقي وبشكل مقنع.
وأكدت أهمية الدبلوماسية الإعلامية، وأن يكون هناك توزيع أدوار بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني، وأن تتعاون من أجل شرح القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن المنظمة العربية للحوار التي تترأسها تفكر في رفع قضية تجاه المجازر والإبادة الجماعية ويمكن التقدم بها لمحكمة العدل الدولية في لاهاي.
وأكدت أن القضية الفلسطينية تهمنا جميعاً ومن يتصور من العرب والمسلمين أنه بعيد عما يحدث فهو واهم.
وبدوره، قال سمير عمر مدير مكتب قناة سكاي نيوز بالقاهرة ،إن الإعلاميين العرب العاملين في وسائل إعلام أجنبية يوقعون لدى بداية تعاقدهم على الالتزام بما توافقت عليه الجماعة الصحيفة حتى في تعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك قيم إنسانية عليا لا خلاف عليها، مثل نصرة الحق، بما في ذلك مقاومة المحتل، وهذا قد يكون مخرجاً للإعلاميين الذين يتعرضون للعقوبات من قبل مؤسساتهم بسبب تضامنهم مع القضية الفلسطينية.
وأضاف" يجب أن نكتب عن القضية الفلسطينية بضمير وجودة لأن عكس ذلك يشكل عبئاً عليها"، وتابع قائلاً:" إن هناك قضايا من فرط عدالتها لا تحتاج إلى إنحياز، وهذا ينطبق على القضية الفلسطينية".
وأشار إلى أن الإنحياز الغربي لا يتوقف على حدود القضية الفلسطينية، فالمؤسسة الإعلامية عادة تعبر عن من يمتلكها، سواء دولة أو حزب، جماعة دينية.
ولفت إلى أن المحطات العربية التي تمتلك قنوات إنجليزية، ستجد اختلافاً في طريقة معالجتها للقضية الفلسطينية عن النسخ العربية وهو أمر له مبرر مهني، لأنه طبيعة المتلقي مختلفة.
ومن جانبه، دعا أحمد بديع الرئيس التنفيذي لمجموعة AB / TBWA العاملة في مجال الإعلان إلى استراتيجية إعلامية أو حملة ذات اتجاه واحد تنافس الحملات الإسرائيلية وأن مجهزة ومدروسة.
وقال "يجب ندرس من نخاطب وهو الغرب ونبحث طريقة الكلام المثلي وما هي صيغة الكلام المثلى، ويجب أن تصل رسائل مؤثرة توضح حجم القتل وأعداد الضحايا، مع ضرورة التركيز على نصرة الحق والعدل والإنسانية، وليس فقط نصرة العروبة والإسلام فيتحول الأمر إلى معركة بين الطرفين.
وأضاف أنه يجب الاستفادة من الأخطاء التي تحدث من قبل الطرف الآخر، مثل وصفهم للمعركة بأنها بين أبناء النور والظلام، والحضارة مقابل الظلام، ويجب قلب الطاولة والتركيز على هذه المصطلحات العنصرية.
ودعا إلى شكل مؤسسي ووضع استراتيجية لتقديم وشرح القضايا العربية بشكل هام من خلال هذه المؤسسة، للتعامل مع الإعلام الغربي.
وأضاف "نحتاج إلى اسم أو شعار نمشي وراءه، أو علامة نرفعها جميعاً، تكون معبرة عن القضية الفلسطينية ويمكن أن ينشرها مشاهير مثل محمد صلاح، بما يمكننا من التأثير في الشعوب الغربية للضغط على حكوماتهم".
وبدورها، قالت المؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي كنز مدبولي إن كل شخص لديه منصة يمكن أن توصل صوته، مشيرة إلى أن فيديو الحوار بين الناشطة المصرية رحمة زين وإعلامية قناة "سي إن إن" الأمريكية ما كان لينتشر لولا أن كل من صور الموقف نشره على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت "السوشيال ميديا سلاح قوي جداً، فهناك فئة كبيرة هي الشباب والأطفال، وحتى الكبار يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي، بدلاً من التليفزيون".
وتابعت :" إن أطفالاً كثيرين عرفوا القضية من وسائل التواصل الاجتماعي ومنها تيك توك"، مشيرة إلى أنه نظراً لأهمية السوشيال ميديا يتعرض العرب من مؤيدي القضية الفلسطينية للحجب، أو لحذف منشورات أو فيديوهات كما حدث معي شخصياً.