أكدت الصحف القطرية الصادرة اليوم الجمعة أن الموقف العربي في أعقاب "قمة القاهرة للسلام"، التي استضافتها مصر مؤخرا، كان واضحا وقويا رافضا لأي محاولة خبيثة من أي طرف كان لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني وشعوب دول المنطقة، أو تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه بأي صورة من الصور باعتباره انتهاكا جسيما للقانون الدولي الإنساني، وبمثابة جريمة حرب.
وذكرت صحيفة "الراية" - في افتتاحيتها تحت عنوان (لا لتصفية القضية الفلسطينية) - أن سلطات الاحتلال تستفيد من الدعم اللامتناهي من حلفائها الذين يتعاملون مع أحداث غزة بازدواجية المعايير، في ظل فرضه عقابا جماعيا شاملا على سكان قطاع غزة المنكوب، يحرمهم من الماء والكهرباء والمساعدات الإنسانية.
وأشارت الصحيفة إلى البيان المشترك الصادر عن دولة قطر، وعدد من الدول العربية والذي تم التأكيد فيه على دعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، وإدانة التهجير القسري الفردي أو الجماعي، وكذلك سياسة العقاب الجماعي، وإدانة ورفض استهداف المدنيين، وكافة أعمال العنف والإرهاب ضدهم.
وأضافت "أن الفلسطينيين لن يهجروا مرة أخرى من وطنهم، ولن يتم توزيعهم على دول الجوار لاستيعابهم، ولكنهم باقون في أرضهم يدافعون عنها، وعن حقهم في إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم على حدود 4 يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، من دون إغفال ما يعانيه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة من جرائم الاحتلال".
وفي الختام.. أكدت "الراية" أهمية قيام المجتمع الدولي، لاسيما مجلس الأمن، بتحمل مسؤولياته من أجل السعي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وبذل جهود سريعة وحقيقية وجماعية لحل الصراع وإنفاذ حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
من جهتها، اعتبرت صحيفة "البننسولا" - الناطقة باللغة الإنجليزية في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان "السلام لا يتجزأ" - أن الوضع المأساوي الذي يعيشه قطاع غزة حاليا يرمز إلى نظام استعماري لم يظهر أي استعداد لتغيير عقيدته أو عقليته أو مفاهيمه عن التفوق، متجاهلا المبدأ الأساسي المتمثل في المساواة بين البشر.
وذكرت الصحيفة "يواصل المستعمر التأكيد على حقه في التحرك دون عقاب، ويعتبر حياة وممتلكات الشعب الفلسطيني المضطهد لا قيمة لها، ناهيك عن حقه في العيش بسلام على أرضه والتمتع بحقوقه السياسية وحقوق الإنسان الأساسية".
ورأت الصحيفة أن حقوق الإنسان، والقوانين الدولية، والمبادئ الإنسانية، التي كانت موضع اعتزاز عالمي، أصبحت من المواضيع المحظورة التي لا يجرؤ إلا قليل من الناس على ذكرها فيما يتعلق بإسرائيل.. مشيرة إلى أن القصف المستمر وتهجير الفلسطينيين، إلى جانب دعم الولايات المتحدة ودول أوروبية، يكشف عن شعور بالإحباط في معالجة القضية الفلسطينية على النحو الذي تصوره هذه الأطراف.
وفي سياق متصل.. أكدت صحيفة "الوطن"، أن ما يمر به قطاع غزة من قتل وتخريب في هذه الأيام لم يشهده العالم من قبل سوى في الحرب العالمية الثانية.
وذكرت "الوطن" - في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان (جرائم غير مسبوقة) - "ما يزال الاعتداء مستمرا والمعاناة تتزايد والهدم والتخريب الإسرائيلي لا يتوقف، فمتى سيتحرك المجتمع الدولي لإجبار الآلة العسكرية الإسرائيلية الغاشمة لوقف عدوانها المتواصل الذي يحصد أرواح الأبرياء في قطاع غزة، وإخفاق مجلس الأمن في التصويت لصالح قرارين حول الوضع في قطاع غزة، جاء ليعكس عدم وجود إرادة دولية حقيقية لوضع حد للعملية العسكرية التي يقوم بها الاحتلال رغم انتهاكها الصارخ للقانون الدولي الإنساني".
وأضافت "أن هذا الإخفاق يضع علامة استفهام كبيرة حول مصداقية مجلس الأمن وقدرته على الاضطلاع بمهمته الرئيسية في حفظ الأمن والسلم الدوليين".