أكدت الدكتورة سهر الدماطي، الخبيرة المصرفية، على أن الارتفاع الذي وصل إليه سعر الدولار ب سوق السوداء خلال الفترة الأخيرة وتخطيه حاجز الـ47 جنيهًا، ليس معناه أنه سيواصل الصعود دائمًا، فالصعود يرجع للأزمات الجيوسياسية الموجود الآن بين الاحتلال وفلسطين، وبالنسبة لسعره داخل البنوك لن يتأثر بما يشهده من ارتفاع جنوني بسوق السوداء؛ لأن الذي يقوم بتحديده وتحريك سعره هو البنك المركزي فقط، ولا يوجد أي تأثيرات داخلية أو خارجية بإمكانها التأثير على سعر الدولار داخل البنوك، مشيرة إلى أن فكرة صعود الدولار داخل البنوك؛ نتيجة صعوده بال سوق السوداء أمر مستبعد تمامًا.
وقالت في تصريح خاص لـ«بوابة دار المعارف»: "أن الفترة الحالية هي فترة ضبابية لا يمكننا الآن تمييز ملامح حالة الأسواق، فال سوق السوداء يرتفع به الأسعار من وقت لآخر نتيجة العوامل الجيوسياسية، متوقعة أن الصعود لن يستمر لفترة طويلة؛ لأن مصر تتحرك في اتجاهات متعددة؛ ساعية إلى توفير العملة، منها تبادل الديون مع الصين الذي سيوفر لنا 8.5 مليار دولار، مما يسهم في زيادة معدل نمو الاقتصاد، وكذلك تبادل العملات المحلية مع الإمارات الذي يوفر لنا حوالي مليار وربع، بالإضافة إلى محاولة الدولة لإصدارات سندات الساموراي بجانب سندات عديدة أخرى، وبالتالي تحاول تغطية احتياجاتها في العجز بالنسبة للعملة".
وأضافت: "ومن الأساليب أيضًا التي تتخذها الدولة للحد من الضغط على الدولار هي: الطروحات والشهادات التي تصدرها، بالإضافة إلى موافقة مؤسسة التمويل الدولية على بيع سندات مصرية للمصريين في الخارج وخلافه، مبادراتًا عدة تسير مصر في اتجاها حتى لا تقع في مآزق الأزمات الاقتصادية التي يشهدها العالم، ولكن ماذا سيحدث العام القادم بالنسبة ل سعر الدولار يرجع إلى التغيرات السياسية؛ لأن الصورة ضبابية وغير واضح معالمها في ظل هذه الظروف الموجودة".
موضحة أسباب تخطي الدولار حاجز الـ47 جنيهًا بالسوق السوداء، فهو أولًا يرجع للأزمات الجيوسياسية التي تحدث الآن بين الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزة، ومن قبلها الأزمات الاقتصادية التي يمر بها العالم، كل هذه الأشياء تجعل الأشخاص يبحثون عن ملاذ آمن، فيقومون بالإقبال على الشراء وبالتالي تنخفض الكمية من السوق وترتفع الأسعار بالتبعية، مشيرة إلى أن الفترة الحالية ستشهد ارتفاعًا كبيرًا أيضًا في أسعار الذهب؛ لأن حدث بالفعل تزايد في حجم الطلب عليه، فحالة التوتر التي تحدث بين البلاد تخلق حالة من عدم الاستقرار لدي الأشخاص، خوفًا من بدء حرب حقيقية، وبالتالي يقوموا بتدبير احتياطياتهم، ومن هنا يرتفع الطلب على كلٍ من الدولار والذهب والأسعار ترتفع بالتبعية.