لا تزال حتى الآن تدور على الأراضى الفلسطينية أكبر مذبحة فى التاريخ الحديث، تتم تحت سمع وبصر العالم المتحضر و الأمم المتحدة وكل منظمات حقوق الإنسان، كانت هناك محاولتان من روسيا والبرازيل؛ لوقف إطلاق النار ونزيف القتلى والشهداء وأرقام المصابين، التى وصلت إلى أرقام غير مسبوقة ولا يزال النزيف مستمرًا وفشلت المحاولتان لاستخدام حق الفيتو ضدهما.
أين حقوق الإنسان؟
شعب محاصر ويتم القتل والضرب يوميًا بالطائرات والبحرية وغيرها من آلات الحرب المختلفة والحديثة، ولم ينتبه العالم أبدًا أننا منذ فترة أمام اعتداءات واستفزاز من الجانب الإسرائيلى للشعب الفلسطينى فى كل من الضفة وغزة.
هذه المقدمات لابد لها من نتائج لا يمكن ألا يقاوم شعب أعزل فى قضية مضى عليها أكثر من سبعين عامًا.. احتلت فيها الأرض وتستمر يوميًا عمليات التهميش والتوسع فى المستوطنات لمحاصرة كل من قطاع غزة والضفة وضم أراضٍ جديدة كل يوم!
أين المنظمات الدولية؟ أين الدول الكبرى، التى دائمًا ما تطالب بحقوق الإنسان وفق معايير خاصة؟!
ولكن يبدو أن حقوق الإنسان لمواطنين معينين وهناك آخرون لا ينطبق عليهم هذا المبدأ.. بل يوصفون بالحيوانات، هذا شىء حقيقى لم يحدث مع أسوأ أنواع الإحتلال فى العالم.
لماذا الصلف والغرور؟
ولم لا.. لا يوجد دولة فى العالم تحظى برعاية من القطب الأوحد، مثل إسرائيل ودائمًا إنجلترا صاحبة قرار إنشاء وعد بلفور.. ثم فرنسا وبعد ذلك العالم الغربى بصفة عامة.
مع أن أوروبا من القارات، التى عانت من الحرب ما لم تعانه باقى قارات الدنيا فى الحرب العالمية الأولى والثانية وتعلم ويلات الحروب، وكانت بها الدول الاستعمارية الكبرى، التى تتقاسم العالم فيما بينها.. انتهى ذلك، وقد يكون هناك تبعيات اقتصادية أو ثقافية أو غيرها ولكن لا يوجد احتلال.
الدعم غير المشروط وبدون طلب وعلى أى جانب تفضل، حيث إنها الابن المدلل.. وهناك وقفات سابقة أبرزها حرب 73 والتدخل والإمدادات العسكرية الكبيرة.
كذلك ما يحدث الآن فى غزة من دعم سياسى وعسكرى لا محدود ومحاصرة من كل اتجاه من الأساطيل الأمريكية والبريطانية.
هل حماس ترهب هذا العالم إلى هذا الحد؟! إسرائيل دولة نووية ولديها تقدم تكنولوجى وجيش على أحدث إعداد وتجهيز ومقاومة أفراد سئموا ما هم فيه من قتل وذبح وتشريد أطفال وقتلهم واستخدام أسلحة مجرمة والاعتداء على المساجد والكنائس والمستشفيات جنون وصلف والعالم لا يتحرك إكرامًا للقطب الأوحد.
لقد فقدت المنظمات الدولية قيمتها، حيث تقف عاجزة لا تستطيع اتخاذ قرار أمام الغرب بقيادة أمريكا.
لقد فتحت الخزانة الأمريكية بالدعم اللا محدود لأوكرانيا فى حرب فاشلة.. ثم معها الآن إسرائيل.
مصر وقدرها
قدرنا موقفنا ومواقفنا ومصر خط الدفاع الأوحد والأخير.. قامت الدولة المصرية بعد تصريحات الرئيس السيسي ومواقفه مع كل من أمريكا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسرائيل بل والغرب كله بوضع القضية أمام الجميع ونبهت إلى خطورة الوضع وبناء عليه دعت إلى مؤتمر دولى حضره أكثر من 30 دولة ومنهم العديد من زعماء العالم وتمثيل كبير لكل القوى السياسية فى العالم وتوحد العالم العربى وطرحت القضية على أساس..
*أن حل القضية على حساب الأرض المصرية لم ولن يحدث فترابنا مقدس
* أهل فلسطين لن يتركوا الأرض
* أن حل الدولتين هو الطريقة المثلى لوضع حد لهذا النزاع الذى طال أمده وليس وقف إطلاق النار فقط أو هدنة.
* أن الحل لابد وأن يكون على أساس احترام القواعد والقوانين والقرارات الدولية وفقًا لقرار 242، أصبح حقيقي هناك جانب مهم ودور حقيقي للشعب الفلسطينى أن يتحد تحت راية واحدة لكى يكون هناك تفاوض لكلا الدولتين الذى يحول انقسامهما دون الوصول إلى اتفاق وتفاوض.
هذا عرض للجانب السياسى ونجاح الدبلوماسية للدولة المصرية.
الجانب الإنسانى
كانت المفاوضات الشاقة من الجانب المصرى بالتنسيق مع الجانب القطرى؛ لبحث مسألة الأسرى لدى حماس لتهدئة الموقف وفتح المعابر وكان الدور العظيم لمنظمات المجتمع المدنى والهلال الأحمر المصرى فى تجهيز التبرعات اللازمة للشعب الفلسطينى فى غزة بعد حرمانه من المياه والكهرباء والغذاء والعلاج وتدمير المستشفيات وخروج أغلبها عن الخدمة.
وقبل ذلك، احتشد من العريش إلى حدود رفح المصرية قافلات المواد اللازمة وكذلك الوقود؛ لتشغيل المستشفيات وكذلك المنازل؛ لتوفير حياة بسيطة فى أدنى مستوى ممكن.
وإزدادت التبرعات التى وصلت إلى مطار العريش من الدول العربية على دفعات وبعض الدول الأوروبية التى أعلنت فى المؤتمر عن دعم الشعب الفلسطينى مثل كندا واليابان وإنجلترا.. ولا يزال الوضع فى احتياج إلى المليارات؛ لإعادة الحياة للقطاع.. وبفضل الله والجهود المصرية تم إصلاح الطرق بعد المعبر من الجانب المصرى فى أراضى فلسطين وبدء دخول الحافلات تحمل المياه والمستلزمات الطبية والغذاء، حيث لا يزال الجانب الإسرائيلى يمنع وصول الوقود.
وتقوم الأونروا باستلام المساعدات مع الهلال الأحمر الفلسطينى؛ لتقوم هى بالتوزيع على المواطنين.
القادم أكبر
لابد من التحرك الفلسطينى نحو وحدة الصف واستغلال الظروف التى وضعت القضية على الساحة العالمية وأمام المنظمات الدولية وبذلت فيها كل من مصر وقطر والسعودية والأردن الجهود.. مع ضرورة التغيير الإيجابى من أمريكا والغرب نحو السماح بدخول جميع المساعدات الإنسانية اللازمة دون شروط مع مراعاة حقوق الإنسان التى أهدرت ولم تراع أى قواعد سوى مصلحة جانب واحد.