إياك وغضب الطفل المدلل

إياك وغضب الطفل المدللحسين خيري

الرأى27-10-2023 | 21:57

إسرائيل العنصرية تشتعل غضبا من مجرد عبارة تنتقدها وتثور وتتوعد بالويل والثبور لأي شخص مهما كان موقعه، ويتحول غضبها فى غمضة عين إلى عقاب دولي واجب التنفيذ، ولما لا فهي الطفل المدلل لماما أمريكا، وأطلقت الخارجية الإسرائيلية ومندوبها لدى الأمم المتحدة هجومًا شرسًا تجاه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على خلفية تصريحاته بشأن غزة، والسبب أن الرجل قال فى جلسة لمجلس الأمن: إن هجمات حماس لم تأت من فراغ فى ظل معاناة الشعب الفلسطينى تحت الاحتلال الإسرائيلى الخانق، ولا تبرير ل إسرائيل القتل الجماعى.

وبجرأة وبعين سافرة تطلب من غوتيريش التراجع عن كلماته والاعتذار بعد أن ألحق الأذى بملايين الإسرائيليين، أى أذى تتحدث عنه، وماذا يقول سكان قطاع غزة وجيش الاحتلال يمارس عليهم على مدار الساعة عمليات إبادة ممنهجة، ويتخطى وزير الخارجية الإسرائيلى إيلى كوهين القواعد الدولية ويأمر غوتيريش بالاستقالة من منصبه، معتبرًا أنه ليس أهلاً لقيادة المنظمة الدولية، لك أن تنتقد كيفما شئت الصين وكوريا الشمالية وإيران، وإياك ثم إياك لو حاولت انتقاد الانتهاكات الإسرائيلية حتى إذا كان منتقدها يهوديًا.

من المعلوم أن الموضوعية أحد ثوابت البحث العلمى الأكاديمى، ولكن جامعات دول أوروبا الأمريكية تكسر المبادئ الثابتة للموضوعية العلمية، وتمارس كل أساليب الاضطهاد على صاحب كل رسالة جامعية لديه آراء مناهضة لدولة الاحتلال أو تناول فى بعض أبحاثه معلومات تدحض الأكاذيب الإسرائيلية، وفى تقرير يعرضه "ريتشارد فالك" مقرر الأمم المتحدة بالشأن الفلسطيني فى الفترة من 2008 -2014 فإن إدارة جامعة ولاية كارولينا أجبرت الأكاديمية "تيرى جينسبرج" أستاذة الدراسات الأكاديمية فى المجال السينمائى على الاستقالة، وذلك لتصويرها أفلاما تكشف عنصرية سياسة إسرائيل مع الفلسطينيين، وأدرجها اللوبى الصهيونى على القائمة السوداء للجامعات الأمريكية.

والذى لا يعلمه الكثير أن هناك 33 منظمة داخل الجامعات الأمريكية تسعى لمناصرة إسرائيل، وهو ما جاء وفقا لشهادات أكاديميين أمريكيين، وتستهدف تلك المنظمات الاغتيال المعنوى لكل من يهاجم الممارسات الإسرائيلية سواء طلاب أو أساتذة، ويتم هذا من خلال التهديد بإنهاء دراسات الطلاب أو بإقصاء الأكاديميين أو تلوح لهم جماعات الضغط الصهيونية بارتكابهم جريمة معاداة السامية حتى تدرأ عن نفسها الهجوم بممارساتها لجرائم ضد الإنسانية فى فلسطين، وترفعه ككارت أحمر فى وجه الأكاديميين المعارضين للصهيونية فى جامعات بريطانيا وفرنسا وأمريكا.

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2